جوى للانتاج الفني
الرئيسيةمساحة حرةهل مازالت مبررات تغييب القضية الفلسطينية عن الدراما العربية مقبولة؟

هل مازالت مبررات تغييب القضية الفلسطينية عن الدراما العربية مقبولة؟

كلما استحضرنا مصطلح القضية الفلسطينية لدى صناع الدراما العربية في السنوات الماضية ظل المبرر واحدا ولا يتغير ؛ فبعد الانتهاء من الديباجة اياها حول رغبتهم “العارمة ” في تقديم مسلسلات تحاكي بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني لكنهم يصطدمون بحاجز عريض اسمه “التسويق ” حيث ان هذه الاعمال من الصعب على شركات الانتاج المغامرة بها وهي محكومة بنهاية معروفة ومعلومة و هي “الاعدام ” المسبق وبالتالي “استحالة ” تسويقها فضائيا رغم ان تجارب سابقة نسفت هذه “الشماعة ” على غرار مسلسل “التغريبة الفلسطينية ” الذي جاب القنوات بالطول والعرض ؛ كما وان مسلسل “الاجتياح ” عن اجتياح مخيم جنين حاز على جائزة الايمي العالمية منتصرا على الحصار الفضائي العربي المفروض عليه حينها .

عموما لن نعود لسرد قوائم المسلسلات العربية عن القضية الفلسطينية والتي لابد من التأكيد على ان للدراما السورية نصيب الاسد فيها رغم التضييق الممنهج والحجب ؛ لكن في ظل ما نعاينه اليوم من عودة القضية المركزية للشاشات العربية بعد ملحمة السابع من اكتوبر صار ضروريا ان نتساءل : ألم يحن الاوان الان كي يراجع القائمون على القنوات التلفزيونية حساباتهم ويعطوا الضوء الاخضر لشركات الانتاج لسرد قصص وملاحم هذا الشعب الجبار ؟ أليس “الترند ” الذي بات الامر الناهي و من يحكم عالم الدراما العربية حاليا اسير بطولات الفلسطينيين هذه الايام ؟ فما المانع اذن من “مسايرة اهواءه ” في هذا الشق تحديدا ؟

لحدود اللحظة لم يعلن عن اي مسلسل جديد له علاقة بالقضية استمرارا للنهج الذي تعودنا عليه منذ سنوات في خلو الخارطة الدرامية من هذه النوعية ؛ رغم اننا قبل شهر رمضان الماضي تفاجأنا في الساعات الاخيرة بدخول مسلسل “مليحة ” المصري للسباق الرمضاني من بطولة ميرفت امين ودياب واشرف زكي وغيرهم وصاحبته “دعاية مكثفة متأخرة ” من الشركة المتحدة المستحوذة على زمام الامور في سوق الانتاج المصري ؛ فهل نشهد في الموسم الجديد مسلسلات اخرى على نفس الشاكلة تحمل في ظاهرها عنوانا فضفاضا عن القضية الفلسطينية ؟

وايضا استوقفنا في الموسم الماضي سعي صناع بعض المسلسلات “تمرير ” بعض “اللازمات ” المؤثرة التي احتلت مواقع التواصل الاجتماعي على غرار عبارة الام الفلسطينية المكلومة ” اسمه يوسف ..ابيضاني وشعره كيرلي وحليوة ” التي لجأ اليه مسلسل “لانش بوكس ” بشكل مستفز وفظ ؛ كما واختزل الاخرون القضية في بعض المشاهد والرسائل مثل الامساك بحقيبة يد على شكل خريطة فلسطين ومكتوب عليها “رام الله ” او البحث عن رواية ” اعراس امنة ” للروائي ابراهيم نصر الله كما شاهدنا في مسلسل “حالة خاصة ” ؛ او اظهار بعض الملابس التي تحمل اسم البلد وصخرة كتب عليها ” فلسطين ليست محتوى ..غزة تموت ” كما حدث في مسلسل “زينهم ” .

لمحات خجولة أهداها صناعها للقضية الفلسطينية، لكنها لا تكفي وقد وصلنا اليوم مرحلة الذروة التي أسقطت الكثير من الاقنعة. أعتقد أن ما يحدث في الوسط الفني من ركود لم يعد مقبولا والكل مطالب بتحمل مسؤولياته ..

فهل يمكن أن تتغير المعادلة الان بعد “طوفان الاقصى ” الذي اخرج المارد من قمقمه {الذباب الالكتروني / المطبعين وغيرهم } وما كان مغلفا ومنمقا قبل سنوات صار معلنا و واضحا وبالمكشوف اليوم وما عادت لغة الخشب تجدي نفعا.

عادل العوافي – صحفي وناقد فني مغربي

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة