جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنقد تلفزيوني«هدى حسين» تغامر مجدداً في «البيت الملعون»

«هدى حسين» تغامر مجدداً في «البيت الملعون»

أحمد السح – خاص فن وناس

تستمر النجمة الكويتية «هدى حسين» في التجريب الفني،
عبر تقديم أعمال مثيرة للجدل، وتناقش قضايا حساسة،
كان آخرها ما قدمته في رمضان الفائت عبر مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» الذي نال حصة كبيرة من الانتقادات، ووصل به الأمر حد رفع الدعاوى القضائية والتهديد بالمنع.

وهي الآن تكرر التجربة مع شركة الإنتاج نفسها، «إيغل فيلمز»، لصاحبها «جمال سنّان» وعلى منصة العرض ذاتها، «شاهد» السعودية،
مع مسلسل «البيت الملعون» الذي تولى تأليفه «نجاة حسين»، شقيقة الفنانة «هدى» وأخرجه  المصري «محمد الجمعة».
وكما يبدو من اسم المسلسل فهو ينتمي إلى جنرة الرعب،
لا بل يمكن القول إنه اسم كلاسيكي يحاكي حالة وجود بيت مسكون في قرية لبنانية،
كانت تتملكه عائلة كويتية وقد عادت إليه بطلة العمل «رزان» بعد أن وقعت حادثة بينها وبين زوجها الظالم، فحملت ولديها الشابين وهربت بهما إلى لبنان حيث عاشت طفولتها،
لتبدأ أحداث الحلقات العشرة، بعد أن جرت أحداث الحلقة الأولى في الكويت.
ورغم أن العمل تجاهل تحديد الزمن الذي تجري فيه الأحداث إلا أنه يمكن القول من خلال بيئة العمل وتفاصيل مشاهده أنها أواسط السبعينات،
ولكن هذا لم ينقذ العمل من بعض أخطاء الراكورات وخاصة في الملابس فكثيراً ما شاهدنا شخصيات العمل ترتدي بناطيل من الجينز تنتمي إلى حقبة التسعينات،
وليس قبلها ولكن المهم أن العمل يبدأ وينتهي قبل ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي نعيشها حالياً.

تكمن النقطة المثيرة للجدل في العمل في أنه يرتكز في حوادثه على فكرة الأرواح التي تُزهق ظلماً فتسكن المكان الذي أزهقت فيه، حتى تسترد حقها من ظالمها فتذهب إلى عالم الموت بسلام، وهذه فكرة شاهدناها كثيراً في السينما الهوليودية،
وحين أراد العرب اقتباسها نسخوا الفكرة دون تأصيل دقيق لهذه الفكرة، فهي فكرة توراتية – إنجيلية وليست إسلامية على الإطلاق،
ولا ضير في ذلك فيما لو كانت الأحداث تتحدث عن بيئة تنتمي إلى أحد المعتقدين السابقين،
أي المعتقدين التوراتي والإنجيلي، ولكن مسلسل «البيت الملعون» يتحدث عن بيئة إسلامية صرفة،
حتى لو لم يتطرق لذلك، وهذه نقطة حساسة يجب الوقوف عندها،
خاصة أن اللقطة الأخيرة في العمل أعادت التأكيد على هذا المفهوم، المنفي إسلامياً جملة وتفصيلاً.

ينتمي المسلسل إلى فكرة العمل المشترك اللبناني – الكويتي، وهذه فكرة شاعت في صناعة الفن العربي مؤخراً،
ولكنها في كثير من الأعمال افتقدت تبريرها المنطقي،
وخاصة أن المسلسل لم يأتِ في أية من حواراته على تبرير هذا الأمر، صحيح أن المسلسل نجا من وجود أقارب من جنسيتين مختلفتين، ولكنه يستند حسب صناع العمل إلى أن الخليجين كانوا يمتلكون عقارات وبيوع في لبنان قبل حوالي خمسين سنة، وعليه فإن شخصية «رزان – هدى حسين» وعائلتها وجدها الكويتيين،
سكنوا تلك القرية ونظراً لظلم والدها فقد حلت اللعنة في البيت، ضمن عالم من القُطَب المخفية والماضي الذي يحتاج إلى نبش، فتقوم الأحداث بهذه المهمة رغم تكتم كل من يعرف سر هذا البيت عن الإفصاح بما فيه.

لا يمكن الشك في أن المخرج «جمعة» قد نجح بوضوح في خلق بيئة رعب ورسم مشاهد احترافية ومخيفة في كثير من الأوقات، وخاصة في لحظات المفاجأة والخطف، والمؤثرات الصوتية والإضاءة،
والتي يمكن أن نجد مراجع كثيرة لها في السينما الهوليودية،
لا بل يمكن القول إنها صارت من تقاليد إخراج عمل ينتسب لجنرة الرعب، ولكنه بالغ في بعض الأوقات في تعتيم الصورة بصرياً لإضفاء نفس عوالم الرعب حتى ولو كان المشهد يجري في وضح النهار.

يعرف كتّاب السيناريو أن الكتابة الجيدة هي إعادة الكتابة، وهذه قاعدة أساسية لديهم، ولكن الجميع يتفق أن إعادة الكتابة تقتضي الصقل، حتى لا تهرب أفكار من نسخ قديمة وتصل إلى النسخة الأخيرة من إعادة الكتابة،
لكن الالتزام بهذه نقطة كان متزمتا بشكل واضح لأي مختص يشاهد المسلسل، فحوارات الشخصيات وانقلابات مواقفها جاءت نتيجة تعديلات جائرة في كثير من الأوقات،
وليس بناء على تحولات درامية، أو تطورات معينة، خاصة إن مساحة تعدد الانقلابات في الشخصية ضمن المسلسلات القصيرة والتي تغطي فترة زمنية محدودة تكون ضيقة ضمن محدودية الزمن،
فلا تتغير مواقف الإنسان من عائلته وأقاربه بين ليلة وضحاها، أو كما في المسلسل بين مشهد وآخر ضمن الحلقة نفسها.
يشارك عدد مقبول من الممثلين الكويتيين في العمل، ولكن الحصة الأكبر كانت للممثلين اللبنانيين والذين كان من أبرزهم «ختام اللحام» و«باسم مغنية» والذين لعبا دوراً محورياً وفاعلاً في دفع القصة للأمام،
وكانت كتابة الشخصيات لهما مسبوكة بشكل أفضل من شخصيات أخرى مثل شخصيتي «نادر – ناصر عباس» و«نادرة – فرح الصواف» الذين بدا أنهما شخصيتين سلبيتين وليستا مكتوبيتين بما يتناسب مع وضعهما كولدي البطلة، والشاهدين على ظلمها وحياتها،
فكان يمكن ببساطة أن نسأل في كثير من المشاهد التي حضرت فيها الشخصيتين، ماذا لو أزحناهما من المشهد؟ وسيأتي الجواب سريعاً،
أن هذا لن يغير في شيء، وهذا خطأ متراكب يبدأ بالنص،
ويصل إلى فهم المخرج للنص، وصولاً إلى اشتغال الممثلَيْن على الشخصية وحضورها.

تعتبر النجمة الكويتية «هدى حسين» شأنها شأن زميلاتها من النجمات الكويتيات،
من الأكثر نجاحاً ولا خلاف أبداً على موهبتها وتأثير حضورها،
ولكن المشكلة الأبرز مع هؤلاء النجمات اللاتي نحب، أنهن يحتجن إلى نصوص أكثر سبكاً وتمكناً وخاصة أن الثيمة المعتمدة في الدارما الكويتية هي ثيمة النجم الواحد،
وأغلبهن نجمات، والتي تدور أحداث أي عمل في فلكهن، ولذا فمن غير المقبول وقوع أخطاء تشمل الحوار والحبكة وتسلسل الأحداث،
في دراما يمكن القول إنها عريقة، والأبرز على الساحة الخليجية مثل الدراما الكويتية.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة