جوى للانتاج الفني
الرئيسيةفي الصالاتبين مبالغتي "حياة الماعز " و " ولاد رزق " : من...

بين مبالغتي “حياة الماعز ” و ” ولاد رزق ” : من ترك بصمته اكثر ؟

حين يتم الحديث عن عمل سينمائي عربي جديد وبالأخص التي تنال حيزا اعلاميا ودعائيا وترويجيا مبالغا فيه نجد مصطلحات مثل ” الانتاج الاضخم ” و ” الميزانية المفتوحة ” وغيرها من “مفاتيح ” التسويق الرائجة والتي سرعان ما تطالها يد النسيان بعد ان ينقشع الغبار ولا يبقى من ذلك العمل “الضخم ” سوى بعض “اللازمات ” التي خلفها اعلامي بحجم عمرو اديب كلف بتغطية “النجاح الساحق الماحق ” للعمل السينمائي “الجبار “.

سنشرح اكثر ونبتعد عن العموميات بعد هذا السرد ونجري مقارنة بين الفيلم العربي الذي أعاد إنتاج تجارب تجارية سابقة والفيلم الهندي “حياة الماعز” الذي أثار ردود أفعال عربيىةعالمية صاخبة؟

بوستر فيلم “حياة الماعز”

يفترض أن الجزء الثالث من “ولاد رزق ” كسر الارقام وبلغ ايرادات “قياسية، لكن هل عوضت هذه الأرقام ميزانية الفيلم الهائلة؟ نجزم أن مدة عرضه في كل من مصر والسعودية تجعل هذا التعويض مستحيلا. وهنا نتساءل : ما الهدف من انتاج فيلم يصنف في خانة التجاري البحت ولا يعوض ما صرف عليه ؟

بوستر فيلم “ولاد رزق 3”

مع العلم اننا لم نشاهد مضمونا يحمل رسالة معينة تستحق كل هذا البذخ باستثناء الترويج لمدينة الرياض ؛ ولكن اليوم ماذا بقي وعلق بأذهان الناس من الفيلم مثلا سوى الالفاظ البذيئة للأشقاء الثلاثة العائدين مجددا لعالم الجريمة والسرقة ؟ ما الاضافة التي قدمها الفيلم /الحدث باستثناء محاكاة الافلام الاجنبية ومحاولات المخرج طارق العريان المستميتة لتقديم نفسه كمخرج اكشن يرتقي بخطوات عن ركب المخرجين الاخرين وهذه حقيقة يعترف بها القاصي والداني ولا جدال حولها ؟

أما فيلم “حياة الماعز ” فقد صور بميزانية اقل وطاقم عمل مغمور من الممثلين والتقنيين وبأبسط الامكانيات لكنه استند لقصة واقعية، مع مبالغات موروثة من السينما الهندية ؛ فحقق انتشارا ساحقا وحالة جدل كبيرة أفادته حتى على المستوى التجاري.

لقطة من فيلم “حياة الماعز”

وهذا ما يشرعن السؤال.. اما ان الاوان كي تفتح السينما العربية اعينها على الواقع وتتبنى القضايا الانسانية والاجتماعية التي تهم وتمس شرائح من مجتمعاتنا بدل صرف الملايين على محاكاة محكوم عليها بالفشل لأنها استنساخ أعمال اصلية يعرف المتلقي طريقه الاسهل إليها والاكثر اقناعا ؟

صورة تجمع كادر عمل فيلم “ولاد رزق 3”

مع العلم ان الخطأ ذاته يطبق على الدراما التلفزيونية التي اجتاحتها نسخ معربة من المسلسلات التركية والمحزن اننا اصبحنا نرى اسماء فنية وازنة تنخرط في اللعبة وكأننا لا نملك كتابا ولا مخرجين بمواهب فذة قادرين على نسج اعمال اصلية واقعية حقيقية من صلب همومنا و قضايانا.

وهنا نختم بسؤال مرير : هل تجاهل المبدعين الحقيقين و القضايا الرئيسية غائب عن جدول الاعمال لأسباب ادارية و غياب التخطيط والرؤية السليمة ام انه بفعل فاعل ولغايات محددة ؟

عادل العوافي – صحفي وناقد فني مغربي

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة