قناة “Peace Cake”
“شغل لذيذ وخفيف على القلب”
في عام 2021، تمكن شاب أمريكي يدعى جيمي دونالدسون (23 عاماً)، يعرف باسم “مستر بيست”، من أن يصبح صاحب المحتوى الأعلى ربحاً على موقع يوتيوب، وكسب من قناته 45 مليون دولار، بعد أن تخطت مقاطع الفيديو الخاصة به 10 مليارات مشاهدة.
السير في هذا الطريق قد يكون مغرياً لدى الكثيرين، تقديم أي نوع من المحتوى، كسب المال بقليل من الجهد وقُضي الأمر، ففي فضاء السوشال ميديا اللامحدود يجد كل من يريد الفرصة لأن يقدم أفكاره وآراءه، ويتبادلها مع من يشاء، وقت ما يشاء.
رغم أن قاسماً مشتركاً يجمع كل صانعي المحتوى، ألا وهو زيادة عدد المشاهدات وكسب مزيد من المال، لكنك داخل جدران هذا الكوكب الافتراضية، ترى من يقدم محتوى مفيداً، وآخر يتجه نحو الابتذال والسخافة، وهناك من يقدم شيئاً كوميدياً ترفيهياً، لتكون قناة وشركة “Peace Cake” المصرية، من أتباع الاتجاه الثالث الأخير، ترسم هدفها جيداً عبر سلسلة من البرامج الترفيهية، وتسير نحوه وصولاً إلى متابعيها.
حين سألت عدداً من الأصدقاء عن السبب الذي يدفعهم لمشاهدة ” Peace Cake” كانت الإجابات واحدة: “لأنهن مهضومين وبيضحكوا كتير”، فمع الظروف الراهنة والضغوطات التي يتعرض لها جيل الشباب خاصة، ربما يرى هؤلاء في هذا المحتوى متنفساً يبعدهم لدقائق عن التفكير والهموم، وقد يكون هذا أحد الأهداف التي رسمتها الشركة، وهذا ما يفسر تفوّقها على غيرها من القنوات الأخرى، سواء التي تقدم محتوى ترفيهياً أو غيره، فبحسب إحصائيات يوتيوب، تمكنت “Peace cake” من الوصول إلى أكثر من 222 مليون مشاهدة منذ تأسيسها.
من نكون؟
تعرّف Peace Cake عن نفسها وتقول إنها عبارة عن عائلة تحب الضحك والمرح، والهدف هو تقديم محتوى جيد يحسّن من تصفح المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي.
أبناء هذه العائلة المصرية من الجيل الشاب، بعضهم من يظهر أمام عدسات الكاميرا في البرامج، والآخر يشرف على إنتاجها بالمستوى المطلوب، يرفقون عادة مع أي مقطع ينشر عبر منصاتهم: “بنحب نعمل شغل لذيذ وخفيف على القلب”.
ما يميّز محتوى القناة التي انطلقت على يوتيوب عام 2015، أنه قائم على أساس المرح، وبعيدٌ عن الابتذال، والسعي لجمع المشاهدات فقط، وهو ما تجده عند الكثير من “اليوتيوبرز”، فالمصريون يدركون أنهم يمتلكون حساً كوميدياً عالياً، ويُحسب لهم كيف يجيدون استثماره سواء بتقديمه عبر شاشات السينما والتلفزيون، أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
من مصر كانت الانطلاقة إلى عدد كبير من البلدان العربية، وخلال الأعوام الثمانية السابقة، استطاعت القناة أن تحقق أكثر من مليون و450 ألف مشترك، وأيضاً، اكتسب مقدمو برامجها شهرة كبيرة، يمكن ملاحظة ذلك برصد بعض تعليقات المتابعين، فأصبح لهؤلاء قاعدة جماهيرية واسعة، تشبه تلك التي يكوّنها الفنانون والمشاهير.
وربما يدرك المسؤولون عن هذه القناة، أنه حين تتعامل مع السوشال ميديا يجب أن تكون حذراً، وإلا ستقع في فخ التكرار، ولذا يحرصون على التنويع في البرامج وفي تقديم المحتوى في كل منها، إذ قدمت تقريباً 7 برامج، لكن تبقى سمة المرح والضحك هي الطاغية.
هي تضحك.. هو يكسب
برنامج “رومانسية منسية” أول ما قدمته “Peace Cake”، هدفه، كما تقول، استبدال “الكلام الدبش بتاع معاكسة اليومين دول بغزل زمان”، أي الكلام الثقيل المستخدم بالمغازلة في زمننا هذا، بغزل الزمان السابق، ولكن بطريقة كوميدية خالصة.
أما عن الفكرة، فتقوم على تحدٍ بين شابين، (يحيى الصادي “يايا” وأحمد صفي الدين “صافي”)، والهدف هو إضحاك ضيفة الحلقة أكثر، والتي غالباً ما تكون فنانة أو شخصية مشهورة، من خلال عبارات رومانسية كوميدية، “لاينات” كما يطلقون عليها، وبناءً على معلومات شخصية عن ضيفتهما، أما الرابح فيكون من تحصل “اللاينات” الخاصة به على نقاط أكثر، أي على مبدأ “هي تضحك.. هو يكسب”.
وعلى مدار موسمين، استضاف البرنامج، عشرات الفنانات، كانت منهن الإعلامية اللبنانية ريّا أبي راشد، الممثلة رزان جمال، الممثلة المصرية أروى جودة، وسينتيا خليفة.
يمكن القول إن القائمين على هذه القناة يعرفون من أين تؤكل الكتف، فرغم الخطوط الواضحة التي تُرسم لكل برنامج، تكسر قواعده بحركة ما، كما حصل في حلقة “عيد الأم”، إذ تبدلت الأدوار، وكانت والدتا يايا وصافي، هما المقدمتان، مهمتهما كما كانت مهمة الشابين سابقاً، إضحاك الضيفة، أو إقناع “العروسة”، التي كانت حينها فتاة صيدلانية اسمها فريدة أبو زيد، باختيار أحدهما.
الحلبة المربعة.. في إمسك نفسك
“إمسك نفسك” هو ثاني البرامج التي ابتكرتها القناة، يتناقض في جوهر فكرته مع الذي سبقه، رغم أنه يستند بشكل أساسي على إلقاء الجمل الكوميدية، أو كما يسميها المصريون “قلشات”، وفق فئات محددة، لكن في هذه اللعبة يكون الخاسر من يضحك أكثر.
تخلق الحلبة المربعة الملونة فرصة لكل من يؤدي الـ “الستاند أب كوميدي” لأن يشارك في التحدي بمواهبه، وتستضيف 4 شخصيات، تتبدل في كل حلقة، ويتناوبون على إلقاء “القلشات” و”اللاينات”، و”مهمة كل واحد فيهم يضحك الباقي”.
لا تكون المشاركة حكراً على هؤلاء الكوميديين فقط، بل لكل من يمتلك هذا الحس الفكاهي، فخُصصت إحدى الحلقات لمشاركات الجمهور فقط، وتناوب هؤلاء الشباب على إلقاء “اللاينات” التي وصلت من متابعيهم على إنستغرام وتويتر.
أما الخاسر، فيكون من يجمع النقاط أكثر، على مبدأ “اللي بيضحك كتير، بيطلع أخير”، ويطلق اسم “الكوز” على هذا الخاسر، يتلقى عقاباً بسيطاً، كوميدياً أيضاً، قد يكون عبارة عن قليل من الكريما، أو قدر من الطحين في الوجه، وجبة من الصلصة الحارة، كوب من الخل..
اللي فاكر فاكر.. مع الأستاذ حازم
لنعود قليلاً إلى عالم المناهج الدراسية، والامتحانات، مع قليل من الكوميديا والضحك..
في برنامج “اللي فاكر فاكر”، خلطة فريدة صنعها الأستاذ حازم راغب، الحازم مع الطلبة الضيوف، والراغب في الحصول على إجابات نموذجية.
أما عن الضيوف، فهم على هيئة فريقين متنافسين، في كل منهما شخصان، يطلقان اسماً غريباً كوميدياً على الفريق، وعلى طريقة مسابقات مدرسية تبدأ الحلقة وفقراتها.
وبشكل يشبه البرامج الأخرى، يكون الهدف كسب النقاط، ففي كل فقرة مجموعة من الأسئلة، يكون بعضها علمياً، والآخر تثقيفياً، وبالطبع لا يخلو من الأسئلة الترفيهية، فتكون لكل إجابة صحيحة نقاطها، ويكسب من يجمع أكبر عدد منها في نهاية الحلقة.