فن وناس – خاص
تقوم السردية الإسرائيلية على أكذوبة أن فلسطين أرض بلا شعب، أما الأفراد الذين صدف أن كانوا عليها فهم مجموغات لا ترتقي إلى الحالة الحضارية، عندما يتميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية بالفن والرهافة والثقافة..
ولا نبالغ إن قلنا أن سياسة التجويع التي يمارسها المحتل تجاه شعب غزة ليست فقط بهدف الإبادة، بل بهدف سحب بساط الحضارة من تحت أقدامهم وتحويلهم إلى مجموعات تتوحش وهي تتنازع فتات الطعام الذي يبقيهم عللى قيد الحياة دون أن يعيشوها.
في هذه الظروف الكارثية، قررت إدارة مهرجان القدس السينمائي الدولي برئاسة ومؤسس المهرجان الدكتور عزالدين شلح افتتاح الدورة الثامنة من مدينة دير البلح، بأفلام من المسافة صفر والتي تم العمل عليها لمجموعة من المخرجين الغزيين، جميعهم عمل في ظروف صعبة جدا، تخللها نزوح وابادة وحرب تجويع، باشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.
بلغ عدد المشاركين إثنين وعشرين مخرجا فلسطينيا من غزة، اخرجوا 22 فيلما قصيرا تتراوح مدة الفيلم من 3 الى 8 دقائق، وتتناول قصصا وحكايات من عمق غزة وما يدور فيها من أحداث، وهي فيلم: لا للمخرجة هناء عليوه، فيلم خارج الإطار للمخرجة ندء أبو حسنة، فيلم إعادة تدوير للمخرجة رباب خميس، فيلم سيلفي للمخرجة ريما محمود، فيلم فلاش باك للمخرجة إسلام الزريعي، فيلم تاكسي ونيسة للمخرجة اعتماد وشاح، فيلم حمولة زائدة للمخرجة الاء أيوب، فيلم قرابين للمخرج مصطفى النبيه.
فيلم صدى للمخرج مصطفى كلاب، خارج التغطية للمخرج محمد الشريف، فرح ومريم للمخرج وسام موسى، فيلم 24 ساعة للمخرج علاء دامو، فيلم جلد ناعم للمخرج خميس مشهراوي، فيلم الأستاذ للمخرج تامر نجم، فيلم جاد وناتالي للمخرج اوس البنا، عذرا سينما للمخرج أحمد حسونه، يوم دراسي للمخرج أحمد الدنف، تعويده للمخرج بشار البلبيسي، فيلم صحوة للمخرج مهدي كريرة، ليس للبيع للفنان التشكيلي باسل المقوسي، فيلم جنة جهنم للمخرج كريم ستوم.
أقيم اللمهرجان بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية وجمعية رؤية شبابية دورته الثامنة الاستثنائية تحت شعار ” مبدعون رغم اللجوء”.
وقد قررت إدارة مهرجان القدس السينمائي الدولي في دورته الثامنة الإستثنائية جائزتين. الأولى جائزة النقاد باسم المخرجة مي المصري والثانية جائزة السيناريو باسم الروائي يحيى يخلف، لدور كل منهم في أثراء السينما والرواية الفلسطينية.
دراما الحياة والشاشة
ختام المهرجان كان ينضح ببطولات متراكمة، نافست وقائعه في دراماها تلك المعروضة على الشاشة.
كلمة الختام لم تلق كما كان مرسوما، فقد اعتذر رئيس المهرجان عن عدم القاء كلمة مكتوبة، حيث أوضح شلح رئيس المهرجان في كلمته بأنه لم يكتب كلمة الختام بسبب استشهاد ابن بنت اخته وأنه سوف يعتمد في كلمته على احساسه لأنه الأصدق في التعبير عن ما يفيض من مشاعر.
مي المصري
مخرجة أفلام وثائقية وروائية تعتبر من رائدات السينما الفلسطينية، حازت أفلامها على أكثر من 100 جائزة دولية، لديها تجربة سينمائية تمتد على مدى 35 عاماً، تعتبر توثيق فلسطين همها الكبير، من اعمالها فيلم: 3000 ليلة، يوميات بيروت، زهرة القندول، أحلام معلقة، أطفال شاتيلا، أطفال جبل النار، امرأة في زمن التحدي.
وأعرب عن شكره العميق لكل العاملين في المهرجان إدارة وفنيين وتقنيين، لدورهم الذي كان سبب نجاح المهرجان، بدءا من اجتماع الإدارة مع المثقفين في دير البلح واتخاذ قرار بعقد المهرجان وحتى انتهاء الختام.
وأضاف شلح: “واجهنا صعوبات كثيرة، فالمقرات التي نقيم فيها المهرجان تم تدميرها من الاحتلال، كما ودمر المؤسسة التي بها جهاز البروجكتور الخاص بالعرض، وحين حاولنا التواصل مع المصور اللذي وثق لنا الدورات الثلاثة الأخيرة وجدنا أنه عند ربه.
يحيى يخلف
قدم يحيى يخلف ما يقرب من 20 عملاً أدبياً ما بين الروائي، القصصي، وأدب الطفل، حصل على العديد من الجوائز وعمل امينا عاما لاتحاد الكتاب والصحفيين وعين سابقا وزيرا للثقافة ومن رواياته نجران تحت الصفر 1977 – تلك المرأة الوردة 1980 – تفاح المجانين1982 – نشيد الحياة 1983- تلك الليلة الطويلة -1992بحيرة وراء الريح 1993- نهر يستحم في البحيرة -1997 ماء السماء 2008- جنة ونار 2011- راكب الريح 2015 اليد الدافئة 2018 ، الريحانة والديك المغربي 2020.
كما وأننا لا نستطيع عرض الأفلام بالليل خوفاً من القصف، ومن الصعوبة أن نعرض بالنهار لعدم رؤية الشاشة، مما أضطرنا أن نختار توقيت ما بين النهار والليل وتمكنا من أن ننتهي من إقامة الختام بسلام.”
وعن تخصيص الجائزتين باسم المخرجة مي المصري والكاتب يحيى يخلف ذكر شلح أن الروائي الكبير يحيى يخلف يستحق أن تكون جائزة باسمه لما قدمة للحركة الثقافية والرواية الفلسطينية، كما أفاد أن المخرجة مي المصري أبدعت في أفلامها وقدمت أفلام تستحق فيها أن يتوج اسمها بجائزة مي المصري للنقاد.
