جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنجم وناسفايز قزق لـ "فن وناس": المسرح بخير ولكن ليس في سوريا والعالم...

فايز قزق لـ “فن وناس”: المسرح بخير ولكن ليس في سوريا والعالم العربي.. وهذه رسالتي للفنانين

ممثل ومخرج ومؤلف سوري. ولد في دمشق عام 1959 وتخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1981 وحصل على شهادة  عليا في إعداد وتدريب الممثل المسرحي من كلية Rose Bruford عليا 1987، وشهادة ماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ليدز عام 1988، وله باع طويل في المسرح والسينما والدراما تمثيلاً وإخراجاً وكتابةً، وهو الأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، إنه الفنان فايز قزق، الذي خصّ مجلة “فن وناس” باللقاء التالي:

فايز قزق

– نتحدث عن أحدث تكريم لحضرتك في مهرجان الزمن الجميل.. ما أهمية تكريم الفنان السوري في المحافل الدولية وما ذا يعني لك هذا التكريم؟

 

= تكريم أي إنسان شيء مهم جداً كنوع من العرفان على ما قدمه أي مبدع وأنا سعيد بهذا التكريم مع الدكتور هيراج وغيره من التكريمات وهو إحساس لطيف يشعرني بالمسؤولية أكثر للمضي قدماً بتخريج طلاب من المعهد العالي للفنون المسرحية ولكن الأهم أن يكون التكريم دائماً بحياة الفنان وليس بعد وفاته.

 

– كيف تلقيت أصداء مشاركتك في الموسم الدرامي الفائت؟ وما هو رضاك عن أدوارك منذ البدايات منذ رسائل شفهية وقبله وحتى مسلسل كسر عضم والصديقات.. مروراً بأدوارك التاريخية والكوميدية وغيرها من الأنواع الدرامية المتنوعة؟ وماذا أضاف فايز قزق لهذه المسلسلات وماذا أضافت له؟

 

= أعمالي قدمت لي الكثير وخاصة المسرح ولكن التلفزيون أتاح لي الانتشار والشهرة وذلك قدم لي فرصة تثقيف الذات والاقتراب من الجمهور والمجتمعات وبالتالي على الفنان أن يطوّر ذاته وملكاته وثقافته واليوم أشعر بالاعتزاز أني خرّجت العديد من الشباب الذين يحملون هذا الشغف والحب للفن.

 

– هل برأيك خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قادر اليوم على السير وفق خطى أساتذة المعهد -وأنت منهم- بتنوع أعمالهم ومهاراتهم التي نهضو خلالها بالدراما السورية.. أم أن اختلاف الأجيال أثر سلباً على أداء الممثلين الشباب؟ وهل تعاني مع طلابك كأستاذ مدرس؟

 

= طبعاً قادرين على ذلك ولكن يفترض تقديم لهؤلاء كل ما يحترمهم ككبار ويمهد لهم الطريق لتقديم إبداعهم وما تعلموه في المعهد وخاصةً من جهة الصالات والتجهيزات واحتضان رؤاهم، بالمحصلة أحترم طلاب المعهد وهم أذكياء وقادرين على صنع كل ما هو جميل فلديهم اليوم مساحات وتسهيلات كبيرة كفيلة أن تبرزهم وتنهض بهم للأفضل.

 

– كيف ترى المسرح السوري اليوم؟، هل حاله، يرضيك كابن للمسرح وأستاذ بعلومه؟ وكبف تقيم تجربتك الإخراجية في المسرح؟وخاصة بعد عدد كبير من الأعمال مثل: “رجل برجل”، “النّو”، “مركب بلا صياد”، “رأس المملوك جابر”، “يا طالع الشجرة”، “موكب السمك” ، “الخادمتان”، “حلم ليلة صيف”،AB سلبي، “قصة السيدة روزالين”، “الباص”

 

= المسرح عالمياً ما زال موجوداً وما زال في ألقه لأن وعي بعض المجتمعات ما زال موجوداً والثقافة ما زالت تتطور ولكن لدينا لا تتطور المجتمعات.  وللأسف طقوس الذهاب للمسرح والسينما باتت ممنوعة لدينا، والمسؤول عن كل هذا التقصير هو المؤسسات المختصة، وإلغاء المسارح والأفلام في الجامعات واامحافظات ليس فقط في سوريا بل في كل الدول العربية بات وكأنه تخل عن الفنون وعن كل ما يجمع البشر، علماً أن هذا الشيء موجود في أوروبا واليابان والصين، بالمحصلة عندما تقدم الحكومات شيئا من الدعم للمسرح وتحمي المكتبات وصالات السينما والروائيين ستكون المحصلة أفضل بكثير وهذا الشيء يحتاج لمأسسة وصناعة راقية للعقول حتى نصل إلى مبتغانا في تثقيف الشعوب.

 

–  هل بات جمهور المسرح نخبوياً على اعتبار أن الأعمال قليلة ومنتقاة وعدد المسارح قليل وأن الدراما والسوشل ميديا سحبو البساط من تحت المسرح والسينما؟ وبالتالي هل نحن ذاهبون باتجاه أفول نجم المسرح؟

 

= ولا فترة من فترات عصرنا الحديث كان المسرح في سوريا والوطن العربي متماسكاً لدرجة أنه لن يموت؛ وهذا الشيء له علاقة بتركيبة حكوماتنا ومجتمعاتنا، وما ينقصنا هو الإدارة الصحيحة ووعي الشعوب ومأسسة صحيحة للمسرح والفن.

 

– ما هي أهمية أن يكون الفنان في المسرح أو السينما أو الدراما مثقفاً؟ وإلى أي درجة يجب أن تكون ثقافته؟

 

= بالبداية يجب أن نبحث عن متطلبات للارتقاء بثقافة الشعوب العربية عبر أشخاص بمثابة أعلام في الثقافة والفن أنجبتهم بلادنا سابقاً وكانوا جديرين أن يكونوا عمالقة كل من موقعه وفنه، وبالتالي المطلوب هو الإدارة السليمة أكاديمياً وحياتياً.

 

– يأخذ عليك بعض النقّاد والجمهور المبالغة في الأداء ببعض أدوارك وذلك في مسلسل “مع وقف التنفيذ” و”كسر عضم” على سبيل المثال.. أنت كممثل هل يمكن أن تحد من هذه المبالغة.. وهل يؤثر هذا الشيء على حصولك على أدوار بطولة؟

 

= أنا متهم بأدائي المسرحي وهو الأداء الحي للمثل.. وهذا يعني أن يكون الممثل صاحب حضور وإيقاع وأداء حي.، بالمحصلة هناك مخرجون يعجبهم هذا الأداء وهناك مخرجون يحاولون ضبط هذا الأداء حسب وجهة نظرهم، وهناك خصوصية لكل ممثل يجب أن تحترم، وأحترم جميع المخرجين طالما قبلت التعاون معهم مهما كانت خبرتهم، وأقول للمتابعين إذا كنتم قد رأيتم مبالغة في أدائي أعدكم ألا أبالغ في المرات القادمة.

 

– كيف ترى الأعمال المعرّبة حالياً والتي أتت من ثقافات مختلفة عن الثقافة السورية، كيف ترى هذا النمط الدرامي هل هو صائب أم خاطئ من وجهة نظرك الأكاديمية والعملية؟

 

= الفنان بات مضطراً للعمل في الدراما المعرّبة لأنه بريد أن يعيش، وقلة الأجور أيضاً تلعب دورا في ذهاب الفنان إلى هذا النوع من الدراما، وكان هناك تجارب جيدة في السنوات الماضية مثل “افتح يا سمسم” وغيرها كتجربة معرّبة ولكن لم تكتمل، الأمر الذي اضطرنا للدخول في ثقافات أخرى تعادي لغتنا العربية وتحاول تهميشها، وهذه اللغة إن خسرناها خسرنا كل شيء.

 

– ذكرت في أحد تصريحاتك السابقة أن “الدراما السورية لا تزال بخير ووجود شباب محترفين يحبون المهنة يطمئنني”، هل لاتزال على رأيك؟

 

= هناك طاقات شبابية جيدة ومدركة تماماً لعملها تتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية وغيرها من الجامعات وتدرك هذه الطاقات كيفية التعامل مع النص السينمائي والتلفزيوني والمسرحي وكيفية تقديم الاقتراحات.. وهذا الشيء مارسته أنا مع مخرجين كثر منهم شوقي الماجري وهيثم حقي ومحمد عزيزية والليث حجو.. بالمحصلة الجميع لديهم طاقة ويجب جدولتها بحسب مصلحتهم وأنا أحترم كل طالب وكل طاقة منذ دخولها باب المعهد وحتى انخراطهم في الحياة العملية وأتوسم بهم خيراً.

 

– هل أنت مع مجاراة الفنان للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتواجد بشكل كثيف ودوري عليها؟ أم أنت مع التقليل منها وخاصة ما يتعلق بالحياة الشخصية للفنان؟ وخاصة بعد المشاكل التي تعرّض لها بعض الفنانين بسبب السوشل ميديا

 

= ما يوصف ويصور لنا بأنه قرية صغيرة كمصطلح جميل وهادئ هو ليس كذلك بالفعل لأن كل شخص اليوم أصبح قرية صغيرة لوحده لكنه أيضا بات مسرطناً.. أنا مع الدخول للانترنت لفعل الخير وفعل كل ما هو مفيد للمجتمع والإنسان وسلامه، وللأسف هناك فنانون غبر واعيين لما يقدموه على الانترنت.. ومن الأكيد أنه من حق أي فنان أن يتكلم ما يشاء ولكن يجب أن يعي أن كلامه له قيمة ومعنى هام لدى الكثيرين وهنا يجب أن يحرص الجميع على نوع كلامهم.

 

 

  • كلمة أخيرة

 

=أقول للمشاهدين أحبكم وأنتم أجلّاء ومهمين وأنا أحترم الجميع دون استثناء وأقول للفنانين أرجو أن تحبوا بعضكم مهما كنتم ومهما كان موقفكم ورأيكم السياسي والاقتصادي لأنكم أناس خلّاقين ومبدعين ومثقفين وقدوة لغيركم، والمأمول منكم أن تكونوا خلّاقين لدى شعوبكم وقادرين على إنتاج الكلمة التي تراعي مصلحة البشر.

تجدون الحوار كاملا على قناة فن وناس على اليوتيوب..

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة