جوى للانتاج الفني
الرئيسيةسوشيال ميديا"فؤاد حميرة" يودّع أحبابه.. ويرحل للمرة الأخيرة!

“فؤاد حميرة” يودّع أحبابه.. ويرحل للمرة الأخيرة!

“ايوووووه ….ده الموت حلو يا ولاد” بهذه العبارة ودّع الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة جمهوره قبل ساعاتٍ من رحيله في مِصر بعد معاناته مع المرض عن عمرٍ يناهز ثمانيةً وخمسين عاماً.

حزن كبير

الحزن يخيّم على الوسط الفني والثقافي في سوريا برحيل أحد أبرز كتّابها وأعمدتها الذين رفعوا شأنها خلال فترتها الذهبية.

تودعه المخرجة رشا شربتجي شريكة مشروعه الأبرز؛ مسلسل غزلان في غابة الذئاب، بمنشور تقول فيه: “شراكتي مع فؤاد حميرة لم تكن عابرة، حين قرأت فكرة مسلسل غزلان في غابة الذئاب تشجعنا لنقدم العمل معاً، وكان تحدياً لنا نحن الاثنين، وفعلاً كان نقلةً نوعيةً بحياتنا، ولاقى نجاحاً كبيراً، في هذا العمل راهنت على مجموعةٍ من الممثلين إلا أنّ شركة الإنتاج رفضت بعض المقترحات وقتها، واختارت مخرجاً بديلاً للعمل، لكن فؤاد رفض؛ سحب النص وأصرّ على أن أكون مخرجة العمل، وكان له ما يشاء، كان موقف رجولة حقيقي منه، ليس غريب عليه، وهو صاحب المواقف النبيلة معي ومع الكثير من الناس داخل الوسط وفي الحياة، أعزّي أنفسنا والوسط الفني السوري بفقدان السيناريست فؤاد حميرة الذي قدم أعمالاً مهمةً خالدة حتى اليوم، رحمك الله وألهم قلوب محبينك الصبر، وشكراً على كل شيء.”

الغصّة تسيطر على نبرة شركاء رحلته، فينعيه المخرج سيف الدين سبيعي وهو رفيق دربه في قطاف الحصرم الشامي: “فؤاد؛ ضيعانك أيها المعجون بالألم والقهر ومذاق الحصرم الشامي. وداعاً يا صديقي، الآن فلترقد بسلام.”رفيق صباه الصحافي والكاتب يعرب العيسى أوجز بعزاء صديقه الراحل قائلاً: “فؤاد حميرة رفيق الصبا الله معك.”

السيناريست والشاعر عدنان العودة تحدث عن مرض صديقه فؤاد حميرة، وأيامه الأخيرة: “فؤاد يعاني من فشل كلوي منذ ثلاث سنوات أو أكثر، ومنذ سنتين اضطر أن يغسل كليتيه بشكل دوري كل أسبوعين، زرته منذ حوالي سنةٍ ونصف، كان يرتب لرحيله، حاولت إقناعه بالاستقرار في الإمارات حيث أصدقاؤه ومحبوه، لكنه رفض قائلاً: باربس، ثم إسطنبول، فالقاهرة، والآن الإمارات..لا، أفضل الموت هنا، في الإسكندرية.”

وأضاف العودة: “ارتاح، كان يعاني كثيراً، خلال السنتين الماضيتين، ورغم ذلك يظل الموضوع صادما بالنسبة لي، مع أنني كنت مهيأ نفسياً لتلقي خبر وفاته، حتى أنني منذ أسبوع لم أعد أسأله عن حاله، لكن يبقى الخبر صادما. فؤاد صديق حقيقي، وهذا أهم ما يميزه، كاتب عظيم وإنسان نبيل، المؤلم هو رحيله غريباً، لم يرَ أبناءه آرام وكامي، رحل فؤاد، رحل أبو آرام، رحل الصديق الكاتب المبدع والإنسان، كلنا أهل عزاء فيك يا صديقي، عشت نسمة، وغادرت كنسمة، يبدو أنه موسم رحيل طيور المناجم.”

فؤاد حميرة الفنان الشامل؛ الممثل والكاتب والصحافي والمعلم، يودعه أحباؤه وتلامذته للأبد، فيستذكره الإعلامي والممثل أمجد طعمة بغصةٍ: “إلى أين يا فؤاد؟لم أسأل يوم دخلت فسم الصحافة عن مكان المحاضرات بل عن المسرح، هناك رأيتك ساخراً تضحك من كل شيء بصوت عالٍ، وبقيتُ لأسبوعٍ قبل ان يُخرج من جيبه ورقةً ويكتب جملة واحدة هي دوري فيها، لن أنسى جائزة المسرح الجامعي التي تقاسمناها مناصفةً، لن أنسى آخر حوارٍ إذاعي استضفتك فيه بعد أن كشفت درامياً الرجال تحت الطربوش، واخبرتني بأسمائهم في الحقيقة وضحكنا بصوت عال، رحلتَ وتركتنا هنا نردد جملتك: حياة تافهة، الله معك يا فؤاد وليكن ذكرك مؤبداً.”

الممثل والكاتب أنور النصار تسيطر الصدمة عليه برحيل أستاذه، فيكتفي بنعيه قائلاً: “أستاذي الذي تتلمذتُ على يده، الكاتب والسيناريست فؤاد حميرة في ذمة الله، إنا لله وانا اليه راجعون، رحمك الله أيها الكبير.”

الصدمة الكبيرة يعيشها الكاتب الشاب محمد حميرة تلميذ الراحل وابن أخيه قائلاً: “لا أستطيع التصديق، ما زلتُ مصدوماً، عمي فؤاد حميرة في ذمة الله، الله يرحمك يا أطيب كاتب وأهم شخصية في الدنيا، سأشتاق لك، دربي إليك قصير يا من علمني الألف والباء.”

رسائل تنعي فؤاد حميرة

آلاف الرسائل حاضرةٌ أمامي تنعي أبو آرام الإنسان النبيل، الصديق الوفي، الصحافي المشاكس الذي قضى حياته بقول كلمته، صاحب المواقف الذي ما زال يدفع ثمنها حتى بعد رحيله، الكاتب والسيناريست الذي ضمد جراح السوريين وطبطب على أوجاعهم، المعلم الصادق الذي لا يمكنك ألا تحبه وتحترمه مهما اختلفت معه، ذاك المناضل البسيط الذي أتى من الريف وسكن بيوت السوريين بأعمال لامست قلوبهم، جعلت الشتاء ساخناً، وعرّت رجالاً تحت الطربوش، فقدمت حكاية الغزلان في غابة الذئاب كما هي رغم وجود ممراتٍ ضيقة، لكنه استطاع بشجاعته وحنكته نقل حكاياته ببساطة وصدق إلى الشاشات الصغيرة، فدخل بيوت السوريين، ولم يخرج منها، رغم هجرته إلى مرقده الأخير في مدينة الإسكندرية!

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة