جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنقد تلفزيونيتنميط شخصية الفنان في الدراما السورية بين قوة الأداء واستسهال المخرجين.. ماذا...

تنميط شخصية الفنان في الدراما السورية بين قوة الأداء واستسهال المخرجين.. ماذا عن المُشاهد؟

أصابت ظاهرة التنميط في الأعمال الدرامية العديد من الممثلين في الساحة الفنية، ورغم أن بعضهم وصل إلى النجومية، لكن بقي على مدار سنوات طويلة يلعب شخصية واحدة “تقريباً” في مسلسلات متعددة، ولعل هناك عديد من الممثلين ممن وقعوا في “التنميط”، حيث يخضع الفنان لنفس الأسلوب في التعبير عن الشخصيات التي يجسدها، وذلك إما بسبب كاتب النص أو الطرح الذي ترغب به شركة الإنتاج أو ربما اختيارات المخرج واستسهاله.

وترتبط أهمية قضية تنميط الممثلين في الدراما بجانبين أساسيين الأول: أهمية ودور الدراما المؤثر على مستوى الوعي الجمعي في مجتمعاتنا، والثاني نظرة كل من المُشاهد والناقد لنوع الدراما وجودة أداء العاملين فيها سواء فنانين أو كُتّاب أو مخرجين أو شركات إنتاج، وما إذا كان المشاهد سيستمر بمتابعة هذا العمل أو ذاك الفنان رغم التنميط في الشخصية وتكرارها قي أكثر من عمل.

وفيما يلي نستعرض أهم تلك الأنماط من الشخصيات الدرامية وأبرز من عمل على تأديتها من فنانين وفنانات ربما نجحوا في بعض الأدوار ولم يكونوا موفقين في أدوار أخرى، وذلك حسب رأي الجمهور الذي يعتبر بالمحصلة الحكم.

شخصية الداية

هي شخصية أساسية في مسلسلات البيئة الشامية تعمل على توليد النساء في بيوتهن ومساعدتهن على إتمام عملية الولادة حيث لا يخلو أي مسلسل بيئة شامية من هذه الشخصية التي تنمطت بكثرة الزيارات والثرثرة ونقل الكلام من بيت لآخر في الحارة بالإضافة لتوليها دور ثانٍ وهو “الخطابة” وتكاد الفنانة هدى شعرواي تسيطر بشكل كامل على هذه الشخصية وعلى هذا الدور، خاصةً أنها لعبت هذه الشخصية على مدار كل أجزاء مسلسل “باب الحارة”.

شخصية الشيخ

والمقصود هنا رجل الدين الإسلامي سواء في مسلسلات البيئة الشامية أو غيرها من المسلسلات، والذي يتم تنميطه في الدراما السورية كشخص هادئ ومتزن وعقلاني وفي الأغلب متزمّت دينياً، حيث يُجمع أهل الحارة أو الحي على صفاته الحميدة ويستثمرونها ليس فقط بالشق الديني وإنما في حياتهم الاجتماعية، من الجاهة إلى الخطبة والزواج والطلاق مروراً بالقرارات التي تهم مصلحة الحارة أو الحي، وأكثر فنان اشتُهِر بهذا الدور “عادل علي” الذي بات أسيراً لدى الذاكرة الدرامية للمشاهدين سواءً في إعمال البيئة الشامية أو الأعمال الأخرى.

شخصية الضابط الفرنسي

كثيرةٌ هي الأعمال التي تحدثت عن الانتداب الفرنسي لسوريا، ودخلت في تفاصيل ما فعله الفرنسيون في سوريا خلال تلك الحقبة التاريخية وبالتالي بات لزاماً على أي عمل يتصدى لهذه الفترة أن يعرض تفاصيل عن ضباط وأفراد الجيش الفرنسي الذي تواجد في سوريا حينها، واستطاع عدد من الممثلين تأدية دور الضابط الفرنسي إلا أن الفنان جمال قبش كان له البصمة الأكبر نظراً لملامحه ولغته وأدائه المحكم ربما، حيث تنمط بهذه الشخصية إلى حد كبير.

شخصية عنصر الشرطة السوري

منذ أن بدأت الدراما السورية أولى مسلسلاتها أيام دريد لحام ونهاد قلعي لم يغب دور رجل الشرطة عن مشاهد أي عمل ولم تتغير صورة سلك الشرطة عبر عشرات المسلسلات المعروضة وحتى تاريخه، حيث أن الشرطة مهمتها واضحة وجلية وهي تطبيق القانون عبر ملاحقة الفاسدين والمجرمين، واستطاع عدد من الفنانين إثبات حضورهم بهذا الدور، إلا أن الفنان محمد كيلاني ومنذ ظهوره أول مرة في الدراما لم يُجسد سوى هذا الدور مما جعل البعض يعتقد أنه رجل شرطة حقيقي وليس فنان.

شخصية ضابط الأمن السوري

يسري على هذه الشخصية ما يسري على شخصية رجل الشرطة من حيث المكانة الوظيفية لهذا الدور وموقعه في المجتمع، ورأينا خلال عشرات المسلسلات عديد من الفنانين تصدوا لهذا الدور الذي احتاج لشخصية قوية وصلبة وصعبة المراس ونجح الكثير منهم في ذلك، ولكن في السنوات الأخيرة وبعد تفوقه بهذا الدور في أكثر من مسلسل استطاع الفنان خالد القيش أن يثبت جدارته ويتنمط إلى حد ما بهذا الدور.

شخصية عكيد الحارة

منذ بدأ عرض أعمال البيئة الشامية في تسعينيات القرن الماضي لم يخل أي عمل من شخصية “عكيد الحارة” والتي كانت مفصلية وأساسية في أي عمل وتصدى لهذا الدور الذي يتطلب مواصفات يغلبها العنف والقوة والشجاعة والإقدام عددٌ من الفنانين استطاعوا ترك بصمة خاصة لدى المشاهد، وتنمط أكثرهم بها نظراً لازدياد أعمال البيئة الشامية في السنوات العشر الأخيرة، ولعل أبرزهم وائل شرف وسامر المصري وسعد مينا ورشيد عساف.

شخصية الشاب الشجاع والقوي

لم تغب فكرة البطل في أي مسلسل منذ نشأة الدراما بل تُعتبر هذه الشخصية أو هذا النمط أساساً لأي عمل درامي سواءً في الدراما السورية أو غيرها، واعتاد الكثير من الكتاب على جذب الجمهور عبر صفات هذه الشخصية كالقوة والجرأة ورجاحة العقل والحصول على كل ما يريده في القصة والحبكة وتطويع كل أدوات العمل لجعل هذا النمط أو هذه الشخصية بطلة خارقة، والأمثلة على ذلك كثيرة ولكن أحدثها كان في السنوات العشر الأخيرة الفنان تيم حسن الذي جسد هذا الدور بعدد من الأعمال ما زاد من شعبيته بشكل كبير.

 

شخصية الأم المسالمة الحنونة

لطالما شكلت المرأة في الدراما عدداً من الصور النمطية سواء من حيث القوة أو الضعف أو الإمكانيات، ولعل دور الأم الحنونة في الغالب كان الأقرب لعواطف المشاهدين، الأمر الذي حفر في وجدان المشاهد وعزز من صورة هؤلاء الفنانات وباعتباره نمط عاطفي محبب وغريزي فقد برعت فيه عدد من الفنانات السوريات، أبرزهن ضحى الدبس ووفاء موصللي وصباح الجزائري.

شخصية المرأة القوية

وهو النمط الاستثنائي والملفت الذي يعمل عليه المخرج للوصول إلى ممثلة لديها في صفاتها من القوة والإرادة أن تقنع الجمهور بشخصيتها القوية التي تؤديها وهنا نتحدث عن نماذج أقل عدداً ممن مثلن شخصية الأم الحنون واستطعن بأدواتهن كسب عقول المشاهدين وإثبات جدارتهن لهذا الدور وتكاد تكون الفنانة منى واصف أبرز تلك الشخصيات لما تحمله من مواصفات وخبرة طويلة في الفن.

شخصية البنت الدلوعة

وهي الشخصية الأكثر لطافةً في أي عمل درامي لكنها من أصعب الأدوار التي يمكن أن تؤديها فنانة ربما لا يتقبل المشاهدون أدءها (دلعها وغنجها)، وهنا يكمن جهد المخرج في البحث عن شخصية تكون أقرب لهذه الصفات بالحقيقة بعيداً عن التمثيل، ولعل أبرز الفنانات اللاتي جسدن هذا الدور جيني إسبر ومديحة كنيفاتي، نظراً لملامحهما وصفاتهما العامة.

شخصية الرجل الثري

وهي شخصية أو نمط موجودة في مجتمعنا وتحمل صفات شبه متفق عليها بين المشاهدين والمجتمع وهي الثياب الثمينة والإكسسوارات باهظة الثمن ناهيك عن طريقة الكلام والعيش والتحدث للآخرين والتي تحمل نزعة فوقية ومن أبرز من جسد هذا النمط الفنانين أسعد فضة وسليم صبري اللذين يتمتعان بصفات جسدية تساعدهما على أداء هذا الدور.

شخصية الرجل المثقف

وهي من الشخصيات أو الأنماط الاستثنائية التي لا نراها كثيراً في الدراما بشكل عام، والتي لطالما نُعتت بالتنظير والفوقية وبعدها عن بقية فئات المجتمع خاصةً أن مجتمعاتنا تعرّف مثقفيها بأنهم طبقة نخبوية، ومن وجهة نظر أخرى هي شخصية تحمل من الثقافة والعلم ما يجعل البسطاء يلجؤن إليها للاستشارة أو طلب المساعدة، وحملت هذه الشخصية عدة صفات في الدراما مثل الفقر والعصبية وشراهة التدخين وشرب الكحول من جهة أو الشخص المحافظ المتعصب لفكره ورأيه وعاداته وتقاليده من جهة أخرى، وأكثر من انطبقت عليه تلك الصفات وأدى هذا الدور الفنانين جمال سليمان وجهاد سعد.

شخصية بنت الليل

وهي من الشخصيات والأنماط التي انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة بالدراما السورية حيث أظهرت فتاة الليل بأبهى حلة وأجمل مظهر بأدوات أبرزها الإيحاءات الجنسية وضحكة عريضة تملأ المكان، من جهة أخرى أظهرت أغلب الأعمال أن هذه المهنة لم تدخلها تلك الفتيات من باب الرضا والقناعة بل من باب الغصب والإكراه وتكاد تكون الحجة الوحيدة هي الظروف المعيشية القاسية أو الحاجة للمال، وأنها شخصية مظلومة ومقهورة في محيطها، وحرص المخرجون على اختيار فنانات جميلات لأداء هذا الدور أبرزهن ميرنا شلفون ورنا أبيض ولينا كرم.

شخصية المسؤول

كما في أغلب مسلسلات الدراما العربية امتازت شخصية المسؤول أو صاحب المنصب الرفيع في الدراما السورية بصفات القوة والعنف والجبروت والفوقية إلى جانب رجاحة العقل والاستقرار النفسي والاتزان، وانقسمت هذه الشخصية في الدراما بين الخير والشر فإما أن يكون مسؤولاً يحب الخير ويسعى إليه ويعمل على مساعدة الناس والقضاء على الفساد وإما أن يكون شريراً انتهازياً يسعى في مصالحه الضيقة فقط وغارقاً في الفساد، وأكثر من أدى هذا الدور ببراعة عبد الحكيم قطيفان وسلوم حداد وبشار اسماعيل وفايز قزق.

شخصية الشاب الشرير

اعتمدت هذه الشخصية في الدراما بشكل كبير على شكل الممثل وملامح وجهه الحادة غير البريئة والبعيدة عن اللطف بالإضافة إلى الصوت الخشن والعريض، ودأب المخرجون على اختيار هؤلاء الممثلين الذين يحملون هذه الصفات لشغل هذا الدور ومن أبرز من أدى هذه الأدوار رامز الأسود وليث المفتي وجهاد الزعبي.

شخصية الزوج الخائن

وتنمطت بصفات أقرب إلى الجمال وحسن الطلعة ولباقة الكلام وتوظيف هذه الصفات بجذب الجنس الآخر بعيداً عن الشريك وخيانة له، ومن أبرز من أدى هذا الدور يزن السيد ورندة مرعشلي.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة