جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنقد تلفزيونيترتيب خاص.. خاص جداً

ترتيب خاص.. خاص جداً

منذ بداية عرض الإعلان الترويجي على منصة (أمازون برايم) أثار مسلسل “ترتيب خاص” موجة من الآراء المتناقضة بين المتحمس لاكتشاف صورة ورؤية اخراجية جديدة وبين الرافض متابعته كونه يندرج تحت مسمى الدراما المشتركة.

بعد عرض العمل لم يختلف الأمر كثيراً بل استمر الخلاف بين معارض للجرأة واستخدام ألفاظ وصفت بغير اللائقة وبين معجب بالفكرة وطريقة تقديمها.

المسلسل المؤلف من 10 حلقات يحكي قصة أحمد أصابيعي، شاب سوري بسيط لاجئ في لبنان تنقلب حياته عندما يشهد حادثة انتحار ويستعمل هاتف الضحية لأداء اتصال.

تتسارع وتيرة الأحداث بشكل زاخم وتصاعدي حتى الحلقة الأخيرة.

يحسب لورشة كتابة العمل المؤلفة من فؤاد يمين، رامي عواض والمخرج ميار النوري اهتمامهم بالتفاصيل والحبكة التي طرحت عدة أسئلة في البداية ولم تترك الإجابة مفتوحة فأتت الحلقة الأخيرة مجيبة على تساؤلات المشاهد لا سيما مرجعية الحالة النفسية لبطل العمل وسلوكه.

الشراكة السورية اللبنانية في “ترتيب خاص” أتت حتمية من صلب الحدوته، لم تتناول علاقة اللبناني مع اللاجئ السوري من وجهة نظر واحدة فرأينا العائلة اللبنانية التي اعتبرت “أحمد” واحداً من افرادها وساندته، كما تم تسليط الضوء على الجمعيات الإنسانية التي حاولت تقديم المساعدة له.

في المقابل كان هناك من استغله مادياً ممثلا في شخصية صاحب المغسل، ومن استغله لخدمة مصالحه السياسية كما بدا واضحاً عبر شخصية المحافظ.

من جهة أخرى تم تقديم شخصية السوري رب العمل الداعم لأبناء بلده، عبر شخصية صاحب المطعم، التي أداها الفنان عباس النوري.

قدم المسلسل الواقع بشكل سريالي جديد على مشاهد الدراما العربية نوعاً ما لذلك فإن شريحة من الجمهور اكتفت بمتابعة الحلقة الأولى واعتبرته غير مفهوم وممل لكن من استمر في المشاهدة حتى الحلقة الثالثة بدأ الاعتياد على النمط المقدم وأصبح أكثر قدرة على التمييز بين خيالات أحمد أصابيعي وواقعه وهو أمر قد يكون سبباً لوصف البعض العمل بالنخبوي.

على صعيد التمثل قدم مكسيم خليل شخصيةً ستترك بصمةً في تاريخه الفني كونها شخصية مركبة، صعبة وتحتمل جانب من الخطورة لكنه قدمها بطريقة مميزة استطاع التلون بين القوة والضعف، الطيبة والشر، الخيال والواقع بشكل متقن وسلس لم تفلت منه أدواته على مر للحلقات الحلقات العشر.

الأدوار النسائية الأساسية أتت وكأنها تقدم من وجهة نظر أحمد أصابيعي ذات أنوثة طاغية بتصنيفات واضحة: ريما الطيبة الرقيقة، ألمى المتلاعبة صعبة المنال، هند المثيرة.

جسدت الشخصيات ناتاشا شوفاني، كارول الحاج ولين غرة التي اعتبر البعض أن الدور لم يضف لها الكثير كونها لم تخرج من دائرة الاثارة والإغراء.

من التفاصيل التي استوقفتني في العمل استعمال الإضاءة باللونين الأصفر والبنفسجي اللذين دعما الهوية البصرية للمسلسل وفكرة التناقض التي تعبر بشكل ما عن شخصية أصابيعي الذي يعاني من اضطرابات نفسية تتباين من اللون البنفسجي الذي يرمز للهدوء واللون الأصفر الذي يضج بالحياة.

في النهاية نستطيع القول أن العمل قدم حالة مختلفة قد يكون فاتحة لأعمال قادمة تحمل الجرأة والاختلاف في الطرح لكن يبقى السؤال: هل يمكن الحكم على الأعمال المقدمة على المنصات الخاصة بنفس المعايير المستخدمة لنقد الدراما المعروضة على القنوات التلفزيونية المجانية؟

بطاقة العمل

ترتيب خاص: درامي/ كوميدي

إنتاج: فالكون فيلمز

إخراج: ميار النوري

تأليف: فؤاد يمين، رامي عواض، ميار النوري

تمثيل: مكسيم خليل، فؤاد يمين، كارول الحاج، نتاسا شوفاني،لين غرة وعباس النوري، وآخرون

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة