بعد حصد فيلمه الروائي السوري القصير “الزريبة” جائزة أفضل فيلم اجتماعي ضمن مهرجان “براتشيانو” السينمائي الدولي بإيطاليا، المخرج الشاب “الأيهم علي” كشف لمجلة “فن وناس” تفاصيل اكثر عن إنتاج الفيلم وعن الجائزة.
وبيّن “الأيهم علي” وهو كاتب ومخرج العمل أنه: “تم تقديم نص الفيلم للمؤسسة العامة للسينما من خلال مِنَح سينما الشباب، وبعد قبوله تم عقد عدة اجتماعات وتم الاتفاق على متطلبات الفيلم لإيصاله بأفضل صورة ممكنة، وبعد ذلك تم اختيار الممثل مروان خلوف لأداء الدور، كونه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وكون الفيلم لا يتضمن حواراً ويعتمد على شخصية واحدة مما يتطلب أداءً مدروساً ومشاعر عالية، وبناءً عليه تم تصوير الفيلم في الموقع المختار، ومن ثم تنفيذ العمليات الفنية ليظهر بشكله النهائي”.
يحكي فيلم “الزريبة” عن شاب في مطلعِ العمر تنقلب حياته رأساً على عقب، حيث يختلط لديه العام بالخاص، والحقيقة بالخيال، والجنون بالتعقل، وأكد مخرج العمل “الأيهم علي” أنه صنع فيلماً صامتاً لأنّ المشاعر هي لغة الجميع، وفكرة الفيلم تحتمل اللعب على المشاعر والانفعالات وإيصال الفكرة دون أي كلمة، وفي نفس الوقت كان الصمت عنصراً أساسياً بنجاح الفيلم حسب رأيه.
وعن تفاصيل الجائزة أوضح “علي” لمجلة “فن وناس” أن 32 فيلماً من جميع أنحاء العالم شاركوا في المهرجان، ووُزِعت الجوائز بناءً على معايير مختلفة وتقديراً للفن عموماً، معلقاً: “وهذه الجائزة تعني لي الكثير، أولاً كونها جائزتي الأولى، وثانياً كونها من بلد ذي عراقة فنية كبيرة مثل إيطاليا، واستلامي الجائزة وسماع أصداء الفيلم من الجمهور ولجنة التحكيم والمنظمين، زاد من أثر وقيمة الجائزة بالنسبة لي”.
وعن مشروع سينما الشباب وما الذي يُحققه لهم قال “علي”: “بالطبع أعتبر مشروع سينما الشباب هو فرصة أُتيحت لي لتقديم ما أملك من فن وفكر، خاصة وأن تنفيذ الفيلم كان يحتاج ظروفاً خاصة ليظهر بالشكل المطلوب، وأتاحت المؤسسة من خلال المشروع هذه الظروف، وأعتقد أنّ الشباب السوري مليء بالمواهب وأصحاب الفكر والثقافة، لكننا دوماً نحتاج لبيئات حاضنة تدعمنا وتمهّد لنا الطريق للتعبير عن أنفسنا”، مضيفاً: “لدي شغف لا ينضب بصناعة الأفلام، وسأعمل جاهداً كي أثبت نفسي في هذا المجال”.
يُذكر أن فيلم “الزريبة” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما عام 2022، وإخراج وسيناريو “الأيهم علي”، وهو من بطولة “مروان خلوف”.
وانطلق مشروع سينما الشباب في سوريا عام 2012 بعشرة أفلام، تبعها في العام التالي خمسة وعشرون فيلماً، ثم استقر العدد حالياً على ثلاثين فيلماً سنوياً، وتواجه سينما الشباب بحسب مراقبين ومهتمين العديد من العقبات، بعضها من الشباب أنفسهم، وبعضها من الظروف المحيطة بعملية الإنتاج لا سيما الآليات الخاطئة بالعرض.
ويرى البعض أن سينما الشباب استطاعت أن تطرح سينما سورية جديدة بروح هواة شباب شغوفين بالفن السابع، ولمعت بعض الأسماء التي أظهرت مواهب خلّاقة، واستطاع بعضها الوصول إلى منصات التتويج السينمائية في محافل ومهرجانات عربية مهمة.
