جوى للانتاج الفني
الرئيسيةفي الصالات"نهاري ليلي".. "خلص الشحن".. "إيجابي".. "العنزة".. أفلام قصيرة لسوريين يصنعون الأمل رغم...

“نهاري ليلي”.. “خلص الشحن”.. “إيجابي”.. “العنزة”.. أفلام قصيرة لسوريين يصنعون الأمل رغم الواقع المحبط

انطلق مؤخراً في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق العرض الافتتاحي لمشروع “نوافذ” للإنتاج السينمائي، والذي نظمته أكاديمية “شيراز” للفنون تحت رعاية وزارة الثقافة وتضمّن عرض أربعة أفلام روائية لأربعة مخرجين سوريين شباب.

 

نهاري ليلي

بوستر فيلم نهاري ليلي
أول هذه الأعمال الفيلم الروائي القصير (نهاري ليلي) للمخرج طارق عدوان، والذي أظهر لنا حياة فتى صغير يعين جدته نهاراً على إحدى البسطات في الكراجات، وليلاً يعمل مساعداً لسائق باص ويلتقي صدفة بإمرأة تشبه أمه المتوفية والتي يحاول السائق سرقة مصاغها الأمر الذي دفعه لإنقاذها منه والهروب سوياً.
ويعكس الفيلم معاناة العائلات الفقيرة والمعدمة وهموم أصحاب الدخل المحدود والذين يسعون جاهدين لسد رمقهم، إلا أن قساوة الظروف التي يمرون بها دائماً تكون غالبة، وتعطي القصة في نهايتها أملاً بجيل جديد جلّه لا يرضى الضرر لغيره، ويحاول المساعدة رغم كل الصعاب.

 

 

خلص الشحن

بوستر فيلم خلص الشحن
الفيلم الروائي القصير الثاني هو (خلص الشحن) للمخرج يزن أنزور، ويتحدث عن شاب سوري يدعى “كفاح” يريد الزواج من فتاة اسمها “أمل”، وعرض الفيلم معاناتهما في إتمام تفاصيل يوم زفافهما بطريقة لطيفة وكوميدية تحمل رسائل عميقة حول الشعب السوري والشباب تحديداً المقبلين على الزواج، ولم تخل مشاهد الفيلم من معاناة وظروف قاسية يمر بها الكثير من الشباب.
ومن شركات الحوالات إلى ازدحام الطرقات مروراً بالدوائر الحكومية وثم صالونات الحلاقة والتجميل وصالات الأفراح وختاماً بالفنادق، اصطحبنا المخرج بأدق تفاصيل المعاناة والظروف القاسية التي يمكن أن يمر بها أي شاب وفتاة محدودي الدخل ومقبلين على الزواج ليختتم المخرج الفيلم برقصة “العرسان” على أنغام هاتف “أمل” بعد أن “خلص شحن” هاتف “كفاح”، بكناية ورسالة واضحة على أن الأمل ما زال موجوداً رغم كل كفاحنا وكل الأمور السيئة التي نمر بها.

إيجابي

بوستر فيلم إيجابي
الفيلم الروائي القصير الثالث هو (إيجابي) للمخرج رامي نضال، والذي يعتقد المشاهد لأول مرة أن الاسم يعبّر عن المضمون، ليكتشف بعد ذلك أن كل ما في القصة سلبي إلا أمر واحد فقط إيجابي وهو المشهد الأول في الفيلم والذي يصوّر شابة تجري فحصاً منزلياً للحمل لتكتشف أنه “إيجابي”، لتنسال بعده دفعة كبيرة من الأحداث السلبية حتى نهاية الفيلم، وذلك منذ تعطل سيارة الزوج وصولاً إلى إجهاض الحمل نتيجة الظروف السيئة للعائلة.
ووفق سير أحداث الفيلم فإن الرسائل التي أراد المخرج إيصالها هي أن الأمور الإيجابية التي ممكن أن تحصل معنا ممكن أن تكون سلبية ليس بفعل الظروف السيئة التي ممكن أن نعيشها فحسب، ولكن ممكن أن تكون أحياناً بسبب قرارات خاطئة اتخذناها دون دراية أو تعمق، وذلك مثلما حدث مع الزوجة التي أجهضت جنينها المرتقب ظناً منها أن الظروف لا تسمح بتربيته لتكتشف بعد فوات الأوان أنه ربما كان سيفيدها أكثر في سفرها المرتقب أيضاً مع زوجها خارج البلاد، وممكن أن يسرّع لها أمور الإقامة والجنسية في بلد آخر ظروفه أفضل.

العنزة

بوستر فيلم العنزة
الفيلم الروائي القصير الرابع (العنزة) للمخرج عبد اللطيف كنعان، والذي حمل الكثير من الرسائل أبرزها استغلال بعض الفئات من أصحاب الملكيات للفقراء الذين هم بحاجة مأوى، وذلك عبر التحكم بظروف حياتهم والضغط عليهم لأهداف محددة وربما تكون دنيئة، وهذا ما حصل مع أم وطفلها يعيشان في منزل يحاول صاحبه  التقرب من والدة الطفل ويضغط عليها ويبتزها ويهددها بالطرد من منزله المستأجر بحال لم تلب طلبه أو تدفع الأجرة باهظة الثمن.
والعنزة هي الشيء الوحيد الذي كانت تملكه تلك السيدة وابنها الذي هرع لبيعها كي يسدد الإيحار وإلا سيكون المقابل غصب أمه على الزواج أو الطرد خارج المنزل، ليدخل الطفل في متاهة أكبر بعد سرقة العنزة والاحتيال عليه من قبل متنفذين في المنطقة، وبالتالي يدخل
في حسابات واستغلال أكبر مما كان بين أمه وصاحب المنزل.
ويصوّر الفيلم ذكورية المجتمع الشرقي ومحدودية عقل ورغبات البعض طمعاً بالوصول لأهداف رخيصة وآنية، وإصرار البعض الآخر للبقاء قدر الإمكان ورغم كل الظروف على البقاء أنقياء وأتقياء وحافظين لعائلاتهم ومخلصين لأخلاقهم وما تربوا عليه.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة