جوى للانتاج الفني
الرئيسيةمبدعونمعتز ملاطية لي: تغيرت نظرة المجتمع تجاه الرقص

معتز ملاطية لي: تغيرت نظرة المجتمع تجاه الرقص

رامه الشويكي

ارتبط اسمه بفن الرقص الحديث في سورية،
عمل على تأسيسه وتطويره بشغف واجتهاد،
تمتد مسيرته الاحترافية إلى ما يزيد عن أربعين عاماً قدم خلالها مئات العروض في المسرح الراقص عبر أنحاء العالم، مستمراً في نقل معارفه إلى طلابه كباراً وصغار.

من الموهبة إلى الاحتراف

في مكتبه بالمعهد العالي للفنون المسرحية التقينا الفنان معتز ملاطية لي الذي بدأ ميله للرقص والرياضة في سن الخامسة عشرة، وأثناء إقامته في  جمهورية التشيك اتبع عدة دورات تدريبية لتعلم فن الاتيكيت ورقص الصالونات،
كما عمل على تطوير موهبته بجهود ذاتية، وبتشجيع من إحدى الصديقات تقدم لامتحان القبول في جامعة تشارلز وعند قبوله فيها توقف عن دراسة الهندسة المعمارية،
وتابع تعلم الرقص بشكل أكاديمي عام 1986،
فتتلمذ على يد أساتذة عدة منهم جان هارتمان الذي علمه أنواع الرقص المختلفة ولاسيما الجاز وعلى الصعيد الإنساني تعلم منه الصبر والاهتمام،
ومن خلال فرقة الجامعة قدم عدة عروض وسافر معهم في جولات عديدة.

معتز ملاطية لي
معتز ملاطية لي

 

لم أعد أعير اهتماماً للأشخاص الذين لديهم موقف اجتماعي سلبي من الرقص

تحد وعمل

حول موقف الأهل من موضوع احتراف الرقص،
يحدثنا الفنان عن التحديات التي واجهته في تلك المرحلة،
حيث رفضت والدته المخرجة شيرين ميرزو في البداية لكن بعد مرور فترة قبلت شرط أن يجد فرصة عمل على سوية عالية في جمهورية التشيك،
وطلبت منه أن يزور مخرج فرقة الخيال العالمية للعمل معه،
ورغم شعوره أن الأمر يبدو مستحيلاً، استطاع لاحقاً الانضمام إلى الفرقة بعد  خضوعه لامتحان القبول  وبدأ معهم جولات عدة حول العالم استمرت حوالي عامين قدم فيها ما يزيد عن 250 عرضاً وكانت هذه تجربته الأولى في المسرح الراقص الذي يعتمد على الرقص والخيال والاكسسوار والموسيقا الحية.

وقال إن تكرار العروض نفسها جعله يشعر بالملل فقرر البحث عن فرص عمل أخرى، وبناء على اقتراح والدته عاد إلى سورية بتشجيع من الموسيقار حسين نازك آنذاك.

نشاطات متنوعة

عند عودته إلى سورية عام 1990 خبيراً للرقص، بدأ ملاطية لي بتدريب فرقة زنوبيا للفنون الشعبية لمدة سنتين،
فحضرها لتقديم عروض على مستوى عال لكن سادت آنذاك مخاوف عديدة من تقديم أنماط من الرقص الحديث،
فأسس عام 1994 أول فرقة له باسم “جمرة” ضمت حوالي سبعة راقصين وقدمت عروضا عدة داخل سورية وخارجها، لاحقاً بسبب تنوع نشاطاته في المسرح القومي والسينما والتلفزيون والمشاركة في مهرجانات عديدة منها مهرجان المحبة توقف عمل الفرقة.

عمله التدريسي

بدأ الفنان ملاطية لي التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية منذ عام 1996 وتسلم منصب رئيس قسم الرقص فيه عام 2002 فوضع المنهج التدريسي، وبدأ التركيز على نقل معارفه للطلاب، وأشرف على العديد من مشاريع التخرج في القسم، ولديه أكثر من خمسين عملاً مسرحياً كمصمم رقص وعشرات العروض للمعهد العالي للفنون المسرحية.

منعطف رئيسي

يرى ملاطية لي أن زيارته إلى قطر عام 2004 شكلت منعطفاً رئيسياً في مسيرته المهنية حيث عمل مع مصممي رقص عالميين على تنفيذ عروض افتتاح عالمية منها حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية أسياد عام  2006.
وعن هذه التجربة يقول: عملت مع فريق استرالي كمصمم رئيسي، صممت إحدى اللوحات وتم بثها على الهواء مباشرة وتابعها أكثر من مليار ونصف مشاهد حول العالم، كانت فرصة هامة بالنسبة لي للالتقاء مع خبراء لمدة أربع سنوات،
ولأنني أحب التجديد والتحدي في مجال الرقص قررت مجدداً العودة إلى بلدي والعمل على تصميم عروضي الخاصة ومنها عرض بعنوان “ملذات شخصية” عام 2017 من كتابتي وإخراجي تم تقديمه على مسرح دار الأوبرا، وعام 2019 قدمت الاستعراض الأخير،
ومؤخراً قدمت عرض “أوهام” الذي حقق نجاحاً جماهيراً كبيراً، إلى جانب عروض أخرى كثيرة.

ساعياً للارتقاء والتجدد يحاول ملاطية لي باستمرار متابعة آخر التطورات التقنية المستخدمة عالمياً في المسرح الراقص، مشيراً إلى أنه في السابق تمت الاستعانة بخبراء لتطوير العروض لكن حالياً الأمر غير ممكن كما أن المستوى التقني للعروض اختلف عن الماضي بشكل كبير.

معتز ملاطية لي
معتز ملاطية لي

تطعيم الجمهور

فيما يتعلق بتقبل المجتمع لفن الرقص يرى ملاطية لي أن هناك ما يسمى بتطعيم أو تثقيف الجمهور ففي التسعينيات كان البعض لا يفهم ما يقدم أما اليوم تحقق العروض جماهيرية واسعة لاسيما عروض يوم المسرح العالمي، كما أن تفاعل الجمهور اختلف حالياً وأصبح قادراً على تفسير ما يشاهد على الخشبة.

ويوضح ملاطية لي لـ “فن وناس” أنه لم يعد يعير اهتماماً للأشخاص الذين لديهم موقف اجتماعي أو ديني معين من الرقص، ففي السابق كان المجتمع أكثر انعزالاً وتقوقعاً،
أما اليوم لم يعد هناك مخاوف من نظرة المجتمع تجاه فن الرقص، على حد قوله،
خاصة مع الانفتاح على العالم وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي،
مع ضرورة التمييز بين العمل الذي يحمل قيمة فنية والآخر القائم على الابتذال.

وأكد أن شغفه بفن الرقص وثقة الأهالي به دفعاه إلى التدريب في مراكز خاصة إلى جانب سعيه لاكتشاف المواهب في هذا المجال وتطويرها،
فهناك شريحة كبيرة في المجتمع تهتم بكل أشكال الفنون ومن خلال عمله بإدارة مدرسة الباليه أو غيرها يلمس الاهتمام الكبير لدى الأهالي بتعليم أطفالهم هذا الفن.

ويبين أن هناك صعوبات كثيرة تواجه فن الرقص في سورية،
منها عدم توفر الإمكانيات المادية وهجرة الراقصين واستقرارهم في دول أخرى حيث يجدون فرص عمل مناسبة بأجور عالية.

ملاطية لي: التكريم الحقيقي بالنسبة لي هو نجاح العروض جماهيرياً

الجمهور هو الحكم

حصل الفنان معتز ملاطية لي على العديد من شهادات التكريم محلياً، منها تكريمه في احتفالية يوم الرقص العالمي عام 2023،
وعالمياً ومنها شهادة مصمم دولي عام 1994 من الولايات المتحدة الأميركية حيث شارك كمصمم رقص في أهم مهرجان رقص حديث في ولاية كارولينا الشمالية ممثلاً للشرق الأوسط،
وشهادة تكريم أخرى من فرنسا عام 2001، لكن التكريم الحقيقي بالنسبة له يرتبط بنجاح العروض وشعبيتها لدى الجمهور.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة