جوى للانتاج الفني
الرئيسيةمبدعونالمخرجة صوفي بطرس

المخرجة صوفي بطرس

عائلتي قاومت الحرب الأهلية اللبنانية بالموسيقى والغناء

ربما يستذكر جيل التسعينات، الذي كان يتابع الإصدارات الغنائية والفيديو كليب، اسم صوفي بطرس، فقد لمع اسم المخرجة اللبنانية حين بدأت بتصوير الأغاني لا سيما لشقيقتها الفنانة جوليا بطرس، فكان فيديو كليب «لا بأحلامك» هو النقطة المفصلية التي عرفها الناس من خلالها.

فكيف انتقلت صوفي من عالم الفيديو كليب إلى الإخراج التلفزيوني والسينمائي، وماذا عن دراستها الأكاديمية؟ وبماذا تحلم؟ وكيف اختارت تقديم مسلسل «الغريب»؟ وكيف كانت علاقة آل بطرس مع الفن ومع بعضهم البعض؟ أسئلة مختلفة تجيب عنها المخرجة في الحوار التالي:

يعرض لك حالياً المسلسل القصير «الغريب»، وهي تجربتك الأولى في الدراما التلفزيونية أو دراما المنصات، كيف وقع عليك الخيار لإخراج العمل؟ وماذا لمست في النص حتى تشجعت على تنفيذ الفكرة؟

نعم.. الغريب هو تجربتي الأولى في الدراما التلفزيونية أو دراما المنصات، فقد تواصلت معي شركة الصباح المنتجة للعمل وأخبروني أنهم في طور التحضير لنص جديد للكاتبتين لبنى حداد ولانا الجندي، وسألوني فيما إذا كنت أرغب بإخراج هذا العمل، فوافقت على ذلك خصوصاً أني كنت أسعى لدخول المجال الدرامي التلفزيوني كي أعبر عن رؤيتي الإخراجية في الدراما العربية، وحين أتيحت لي الفرصة تشجعت لا سيما أني أعرف الكاتبتين، لذا فإن التواصل سيكون أسهل خصوصاً أن النص كان في طور الكتابة، ومن الممكن أن نتشارك الأفكارً لبلورة الحكاية والشخصيات، وهذا ما حصل، وقد كان يهمني وجودي في هذه العملية التحضيرية كيلا أكون مجرد منفذة لنص جاهز تماماً.

هل برأيك أن الجريمة التي قام عليها محور العمل مشبعة ومنطقية بشكل كافٍ لتحدث كل هذه الخضة في العائلة؟ ألم يكن التمهيد لحدوثها ضعيفاً؟

الجريمة التي بدأ بها العمل من الممكن أن تحدث مع أي شخص في أي لحظة، فهي لحظة تخل قام بها رامي لأنه شاب تعرف على أصحاب سوء وتعرض للضرب من قبل القتيل قبل يوم واحد من حدوث الجريمة، لذلك فإن العملية مبررة لا سيما أن وائل صديقه الذي حرضه على القتل شخصية تسعى بصفاتها النفسية للثأر، فلا أعتقد أن التمهيد للجريمة يتحمل أكثر من ذلك، لأنها مجرد بداية لقصة طويلة توجهت فيها العائلة البسيطة هذه نحو الانحدار، وأنا مقتنعة بالشكل الذي قدمت فيه الجريمة.

نهاية العمل أقرب لأن تكون مفتوحة تمهيدا لوجود جزء ثاني، هل هذا صحيح؟ وهل نهاية العمل سترضي الجمهور؟

لست أنا من يقرر إن كانت النهاية سترضي الجمهور، بل الجمهور نفسه، لكني توجهت مع الكاتبتين لتقديم نهاية منطقية مقنعة للمشاهد تتناسب مع سياق القصة، وصحيح أنها مفتوحة على جزء ثان لكن هذا لا يعني أننا سنقدم جزءاً آخر، لأن ذلك لم يتم تأكيده حتى الآن.

في تجربتيك بالسينما والتلفزيون – أي في «محبس» و»الغريب» – كان أمام كاميراك نجم سوري مهم وهو بسام كوسا، هل هي مصادفة أم أن الموضوع مقصود؟ وكيف كان التعامل مع نجم كبير بحجمه في التجربتين؟

بسام كوسا هو أستاذ قدير أكثر من كونه نجماً، فلا أعتقد أن كلمة نجم تليق به لأن النجوم باتوا كثراً اليوم، بل هو قامة فنية كبيرة، ممثل من الدرجة الأولى، ملتزم ومعطاء ويمنح مهنة التمثيل حقها على الوجه الأكمل، ومن حظي الجيد أنه كان معي في تجربتي الاثنتين، وحين كانت شخصية يوسف في «الغريب» تكتب كان بسام كوسا خيارنا الوحيد في الحقيقة، فهي شخصية لا يمكن أن يؤديها سواه، الموضوع ليس صدفة وليس مقصوداً في ذات الوقت، لكن الطريقة التي تبلورت فيها شخصية يوسف كانت تتوجه نحو بسام كوسا فقط بنظري.
أما التعامل مع هذا الفنان فهو ذو قيمة، لأنه يشعر العاملين في اللوكيشن بدءاً من المخرج لأصغر عامل فني بأهميته، لا يتعامل مع أحد بتعال، متواضع جداً، ويجلس مع الجميع بكل ود، ويريح شركاءه في التمثيل، ومن الممتع أن أعمل معه مرتين، «شهادتي فيه مجروحة».

عادت الفنانة فرح بسيسو للشاشة بعد غياب من خلال مسلسل «الغريب»، ما الذي أعجبك بالتحديد في أداء هذه الفنانة؟ ما الذي يميزها؟

عادةً لا أحب إعطاء الشهادات بأي ممثل، لكني سأقول لماذا اخترت هذه السيدة الفريدة، السبب في ذلك هو لأنها امرأة محافظة على شكلها الطبيعي دون تغيير، وشخصية ناديا التي لعبتها تحتاج بشكل كبير لفنانة لم تغير بتعابير وجهها، لأنها شخصية هاربة من مأزق وليس لديها الوقت الكافي لتضع المكياج أو ترتدي ثياباً أنيقة أصلاً، لذا وقع الخيار على فرح بسيسو كونها تمتلك هذه الصفات، فهي جميلة ووجهها مليء بالمشاعر، كما أنها ذات إحساس عال في الأداء، تقدم دورها بسلاسة وشفافية وبدون مبالغة أو «فزلكة»، وهذا ما كان مطلوباً في شخصية ناديا، ولا أرى فنانة أخرى من الممكن أن تلعب هذه الشخصية سوى فرح بسيسو.

بم تصفين أداء الفنانين آدم الشامي، ساندي نحاس، سعيد سرحان؟

أعتقد أننا لا يمكن أن نضع الفنان سعيد سرحان إلى جانب الشابين ساندي وآدم، فسعيد هو فنان ذو تاريخ وأرشيف طويل، وعموماً أنا لا أحب التقييم، فأنا قد عملت معهم بكل حب وهم أيضاً بادلوني الحب ذاته، وأحبهم جميعاً.
ساندي وآدم أمامهما طريق طويل ولديهما مستقبل متميز، وأنا فخورة لأنهما كانا معي في مسلسل «الغريب».

البعض قال إن العمل يشوبه الفتور، وآخرون قالوا إن الحكاية مستنسخة من مسلسل أجنبي اسمه Honor your ما رأيك؟

بالنسبة للفتور فالموضوع يتعلق بأذواق وآراء الناس، فمن الممكن أن يحب المشاهد ما يراه، ومن الممكن ألا يحب، فالفن ليس علماً نسير على قواعد معينة فيه، فأحياناً مزاج المتلقي يلعب دوراً في تقييم العمل. شخصياً لا أراه عملاً يشوبه الفتور بل إنه مليء بالأحداث المتتالية.
أما من ناحية استنساخه من مسلسل Honor your فهذا ليس صحيحاً، لأن القصة تتحدث عن شخصية أساسية تتعرض لمأزق كبير، وهذا المأزق يتعارض مع قيمها الأخلاقية، وهذه الحالة موجودة بشكل متكرر في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات أيضاً، لأنه يجب خلق حالة قصوى لدى الشخصيات الأساسية في كل عمل كي تنطلق منها الحكاية.
وفي الغريب يوجد لدينا شخصية يوسف، وهو قاضٍ نزيه قام ابنه بفعل جريمة قتل، لكن لو كان شخصية عادية مثلاً ما كان حدث كل هذا معه، لذا فإن القصة انطلقت من محور مهم، يمر بحالات إنسانية وتشويق وأحداث يمكن للمشاهد أن يتفاعل ويتعاطف معها.

كان لـ «الغريب» خصوصية موسيقية ظهرت بشكل واضح سواء في الشارة أو في تسلسل الأحداث والمشاهد، فكيف تم العمل على الموسيقى التصويرية للمسلسل مع الملحن زياد بطرس؟

أصررنا هذه المرة على تقديم موسيقى غنية، حيث قرر زياد صنع لحن مختلف عما يُسمَع في المسلسلات العربية على صعيد التوزيع الموسيقي واختيار الآلات، وقام بتأليف مقطوعات خاصة لكل شخصية تتناسب مع الحدث الذي تمر فيه، ما جعل الأمر غنياً بشكل أكبر ويبتعد عن تكرار ذات اللحن بكامل المسلسل، فقد تمت حياكة موسيقى العمل مع الموزع الموسيقي جورج قسيس بحيث تتلاءم مع كل مشهد بشكل دقيق، لتكون متماهية مع سياق القصة والمشاعر المرافِقة معها، لا أن تكون مترافقة مع المَشاهد فقط بشكل مجاني.

تتجه شركات الإنتاج في لبنان حالياً لمخرجي الفيديو كليب مثل إيلي سمعان، جو بو عيد، ليال راجحة، وغيرهم لصناعة أعمال درامية مع نجوم كبار، هل صناعة الفيديو كليب لسنين طويلة برأيك قادرة على صناعة مخرج يدير عملاً درامياً أو سينمائياً أو أداء ممثل؟ خصوصاً أنك أيضاً بدأت في عالم الفيديو كليب ولمع اسمك من خلال التعامل مع عدة نجوم من بينهم شقيقتك جوليا بطرس؟

من الممكن أن يقدم المخرجون الذين عملوا في مجال الفيديو كليب عملاً درامياً جيداً، فأنا لا أجد أن هناك خانة محددة يندرج تحتها المخرجون، الموضوع قائم على التجارب، فإما أن ينجح الشخص أو لا، فلا معيار معين لذلك، فأحياناً نجد مخرجاً عمل في بداياته بالتلفزيون أو السنيما ولم ينجح فيما بعد.
برأيي يكفي أن يكون المخرج متفهماً لهذا المجال ويعرفه بشكل جيد ولديه القدرة على الخلق والإبداع، والقدرة على تحليل النص والشخصيات بالعمق، عندها يمكن أن يقدم تجربة جيدة.

أحدث فيلمك الأول الذي قمت بكتابته وإخراجه، «محبس»، ضجةً واسعة ونجاحاً واضحاً كونه يتحدث عن قضية حساسة وهي العنصرية بين السوريين واللبنانيين، وأوصلت من خلاله رسالة مفادها أن الحب هو الحل، فما الذي جعلك تقدمين على هذه الفكرة وقتها؟

لا أدعي أن فيلم «محبس» وضع حلولاً للمشكلات العالقة بين السوريين واللبنانيين، بل كانت الفكرة متمحورة حول شخصيات لديها قصتها الخاصة، فلدينا الأم اللبنانية الحاقدة على السوريين منذ سنوات، وابنتها التي تحب حبيبها السوري، والعريس السوري وأهله، لكن حين وصلت الشخصيات للحب الشامل في النهاية كان لدينا أمل في أن يتوسع هذا الحب ليشمل كل أفراد الشعبين، هي رسالة إنسانية ربما لا تحصد نتائجها بين ليلة وضحاها، والمهم في ذلك أن المشاهدين أحبوا رسالة العمل لأنها قدمت بشكل سلس بسيط ممتع دون تنظير على الناس، ومن دون أن نحمل القصة ثقلاً زائداً، فقد سعينا أنا والكاتبة والمنتجة للفيلم ناديا عليوات في أن يتقبل الجميع فكرة الفيلم وأسلوب طرحه، حتى الشخص العنصري نفسه.

عملت لسنوات في التلفزيون والسينما، ما هي المحطة الأهم في حياتك في هذين المجالين؟

أعتقد أن انتقالي لمجال الأغنيات المصورة نقطة هامة جداً في حياتي المهنية، فهي نقلتني من العمل بالتلفزيون إلى عالم آخر يشبه السينما، وكانت البداية طبعاً عبر فيديو كليب «لا بأحلامك» للفنانة جوليا بطرس.

رغم أنك متخرجة منذ عام 1997 إلا أنك مقلة في الأعمال الدرامية سينمائياً وتلفزيونياً، ما الذي أبعدك عن خوض تجارب أكثر وأكبر؟

عملت أول أربع سنوات بعد تخرجي في التلفزيون، وبعدها عملت في مجال الأغاني المصورة لمدة عشر سنوات، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أعمال درامية كثيرة، بل كانت تقتصر على شهر رمضان، أما السينما فكانت ولازالت تحدياً كبيراً، فليس هناك صناعة سينمائية في بلادنا، حيث يحتاج تقديم عمل سينمائي إلى جهود كبيرة للبحث عن تمويل وإنتاج وكتابة، فـ «محبس» على سبيل المثال بدأت كتابته في 2012 ليبدأ تصويره في 2015.
لكن اليوم فإن الدراما التلفزيونية موجودة بقوة لا سيما مع وجود المنصات وأكبرها منصة شاهد، وهو الأمر الذي غير المعادلة بأكملها فتوسعت فرص العمل بهذا المجال، لذا حين أتيحت لي الفرصة المناسبة قمت باستغلالها.

فلنتعرف على صوفي بطرس الشابة من بداياتها؟ كيف تصفين تلك المرحلة من حياتك كصبية حالمة تعمل وتجتهد وتحاول أن تصل لمبتغاها؟

عليك أن تأخذ بعين الاعتبار أنني حين كنت طفلة، وشابة كذلك، كانت طبول الحرب تدوي في لبنان، لذا لم تمر حياتنا بشكل طبيعي، فأنا ربيت في الحرب وكبرت في الحرب وحين انتهت دخلت الجامعة، فوقتها كان موضوع الأحلام والطموحات نوعاً من الترف ربما.
لكن لا شك أنني كنت وجوليا شقيقتي مهتمتين بشكل كبير بالسينما وكانت جزءاً من حياتنا اليومية، فكنا نشاهدها بشكل دائم، لكني لم أتوقع يوماً أني سأدخل هذا المجال.

إذن كانت ولادتك ونشأتك بالتزامن مع الحرب الأهلية في لبنان، فكيف قاومت عائلة بطرس هذه الحرب الطويلة بالفن؟ وكيف كان للأهل تأثيرٌ عليك؟

قاومناها كما يعرف الجميع، بالصوت العالي والموسيقى، فيكفي أغنية «غابت شمس الحق» التي أطلقتها جوليا كصرخة حين كان الاحتلال الإسرائيلي يرتكب المجازر في جنوب لبنان، وكان بدء المسيرة الوطنية بمجال الغناء وقتها، وعموماً نحن عائلة وطنية بامتياز منذ الطفولة، فلم يكن أهلنا يخفون عنا الحقائق المرة التي تحدث في بلادنا، لذا وعينا ونحن في صلب القضايا الوطنية، ونحب بلادنا ومعلقون بترابها. وأنا محظوظة أني خلقت وسط عائلة فنية جميلة غنية، فأهلي وإخوتي أعطوني تجربة لا تقدر بثمن، عشت معهم حياةً مختلفة عن حياة أصدقائي، في بيت تصدح فيه الموسيقى دوماً، مليء بالصحفيين والشعراء، وقد كان أبي وأمي يغنيان ويمتلكان صوتاً رائعاً، وهما من شجعا زياد وجوليا على دخول المجال الفني.
فمنذ صغري نشأت في هذا الجو الثقافي، وهذا ربما ما جعلني أدخل عالم الإخراج فيما بعد بحكم أني مهيأة كي أكون في مجال إبداعي.

وماذا عن اليوم؟ كيف هي علاقتك بأهلك وشقيقيك؟ وأين هو شريك حياتك من كل هذا؟

رحم الله أبي وأمي، أما عن زياد وجوليا فهما موجودان في حياتي دائماً، فقد كنا ولازلنا مقربين من بعضنا كثيراً، فالعائلة لدينا مقدسة، نجتمع جميعاً مع أولادنا وأزواجنا حتى اليوم، ونحن عطوفون على بعضنا ونهتم بمصالح بعضنا، ولا يجرح بعضنا الآخر، ونأخذ «أعلى علامة» بالحب والاهتمام على ما أظن.
أما زوجي فهو شريكي في الحياة وداعم للمهنة أيضاً، فهو لديه شركة معدات لتصوير الأفلام، ويتعامل مع شركات الإنتاج، وقدمت شركته خدمات التصوير والإضاءة لفيلم «محبس» ومسلسل «الغريب».

 توجهت في البداية لدراسة العلوم ومن ثم تركت هذا المجال لتدرسي الإخراج ، ما الذي جعلك تدخلين هذا المجال رغم أن القليل من النساء يمارسنه في الوطن العربي؟ وهل كان لأهلك تأثير عليك في هذا القرار؟

اختياري لدراسة الإخراج المرئي والمسموع جاء بشكل طبيعي كثيراً، فبعد دخولي سنة التحضير للطب، لم أجد نفسي فيه، رغم علاماتي الجيدة بالمواد العلمية، لكني آثرت أن أبحث عن تخصص يوجد فيه خلق وإبداع، وقد ساعدني أبي في ذلك، واستفسر عن الدراسات الجديدة المتاحة في هذا المجال، فكانت وقتها دراسة الإخراج المرئي والمسموع محدثة مؤخراً في الجامعة، وكنت من طالبات أول دفعة، وكان أهلي داعمين لقراري.
كما لم أفكر يوماً بأن كوني امرأة سيجعل الموضوع صعباً علي أثناء ممارسة المهنة، بل على العكس كانت أغلب دفعتنا في الجامعة من البنات.

تتبوئين منصباً مهماً في كلية محمد بن راشد للإعلام التابعة للجامعة الأمريكية في دبي، وتجرين المقابلات مع العديد من الطلاب في لجنة قبول المنح بقسم الإخراج، ماذا أعطاك هذا العمل وماذا سرق منك؟ وهل تعليم الإخراج غاية من غاياتك؟

عملي في المجال الأكاديمي هذا قدم لي نظرة أكاديمية جديدة وأوسع في مجال الإخراج، وقد أغنى شخصيتي وخبرتي، وهي تجربة جميلة جداً مستمرة منذ سنوات طويلة، وطبعاً أحب تعليم الطلاب، كي أكون على احتكاك دائم مع الجيل الجديد لأعرف كيف يفكرون، وأعطيهم من خبرتي، وأنا أقوم فعلياً بتعليم كتابة السيناريو والإخراج في الجامعة.

ما رأيك بالورشات الخاصة التي تقيمها بعض المعاهد لتدريس فن الإخراج في مدة زمنية قصيرة؟ هل تثقين بنتائج هكذا تجارب؟ وهل دعيت للتدريب في إحداها؟

لا شك أن ورشات التدريب الخاصة التي تقام في فترة زمنية قصيرة قد تكون مفيدة لكنها ليست كافية، فالإخراج ليس حرفة فقط، ففي الجامعة الأميركية بدبي مثلاً يدرس الطلاب لأربع سنوات مساقات مختلفة ليس لها علاقة بالإخراج بشكل مباشر، فهناك مواد عدة لها علاقة بالثقافة العامة، لأنه يتوجب على المخرج أن يقرأ ويحلل ويتخيل، وهذا لا يأتي في أسبوع أو أسبوعين، لذا فإن هذه الورشات جيدة وتزيد الخبرة لكنها تحتاج لوقت طويل نسبياً برأيي، فالنضج الذي تعطيه التجربة الجامعية مهم على المستوى الشخصي أيضاً، فالإخراج كما أسلفت ليس مجرد حرفة فنية بل له علاقة بموقع قيادي وهذا لا يمكن تملكه وتعلمه في يوم وليلة.

إذا أرادت صوفي بطرس أن تشاهد عملاً سينمائياً ماذا تختار؟ ولماذا؟

هناك الكثير من الأفلام التي أحبها، لا سيما الكلاسيكية الفرنسية، لكن في الوقت الحالي وكي أجيب على هذا السؤال أختار فيلم «أوبنهايمر»، فقد حضرته لمرة واحدة، وأرغب في إعادته، فقد شعرت أنه فيلم عظيم وأنا بحاجة لأن ألتقط كل عوامل الإبداع الموجودة فيه أثناء مشاهدته مجدداً كي أستمتع بذلك.

عدسة: دنيا صبح

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة