جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنقد تلفزيونيمسلسل تيمبو ...إيقاع متخلخل

مسلسل تيمبو …إيقاع متخلخل

جوان ملا

قبل رمضان بأيام قررت شركة قبنض عرض خماسيتها “تيمبو …إيقاع” عن نص للكاتبة ريم عثمان ومن إخراج ابراهيم قاسم في تجربته الأولى.
العمل من بطولة سوزان نجم الدين، عبد الفتاح مزين، جلال شموط، غفران هواري، رامي أحمر، سهير صالح وميخائيل صليبي.

العرض خارج الذروة ولا ذروات في العمل:

خمس حلقات كان من المتوقع أن تكون الأحداث فيهم كثيفة فعالة قوية لا تهدأ،
لكن في تيمبو كان الإيقاع لا يخلو من البطء والقصة تسير على مهل بشكل مستفز،
لدرجة أن الحكاية تكاد تكون غير مفهومة لا بأحداثها ولا بغايتها،
فباتت ذروات العمل نادرة ومتوقعة ولا تستحق الانتظار حتى، فغاب التشويق بشكل واضح،
وقتَله كثرة حوارات “الفويس أوفر” التي كانت بصوت بطلة القصة سوزان نجم الدين.
عدا عن ذلك فقد عُرِضَ العمل في وقت “شبه ميت”،
فما قبل وما بعد رمضان لا يمكن أن يتقبل الجمهور مسلسلا جديدا كونه يتحضر لزحمة أعمال درامية وتخمة مسلسلات في الشهر الفضيل،
فلم يلقَ المسلسل انتشاراً واسعاً ولم يكن ذو حظ عظيم في المتابعة،
مع غرابة اختيار هذا التوقيت غير الصحي في عرض الأعمال والذي ظلم العمل والممثلين المشاركين فيه لا سيما أنه عرض على منصة غير معروفة لدى كثيرين.

 

تيمبو السيناريو والإخراج:

مسلسل-تيمبو
مسلسل-تيمبو

جاء العمل بسيناريو لا يخلو من التكرار، قصة انتقام امرأة راقصة من شقيق زوجها بعد أن رفضت أن يتقرب منها معتدياً على جسدها فكسرَ قدمها لتبقى على العكاز وتنظر لابنتها على أنها الحلم القادم والمستمر لأمنياتها.

لم يخل السيناريو من الركاكة لا سيما في الحوارات المباشرة التي كانت تستخدمها “ود” في مونولوجات طويلة أشبه بالتنظير عن الخير والشر والحديث عما يجري وسيجري من أحداث،
مع أن العمل اجتماعي آكشن ونوعه غير قابل لإنشاء كل هذه المونولوجات المطولة من الحلقة الأولى للأخيرة في محاولة من الكاتبة لمحاكاة أسلوب الكاتبة يم مشهدي لكن الفرق شاسع جداً.
أما القصة فقد كانت عبارة عن صراع بين شقيقين غير واضح المعالم أو الخلفيات،
يمر تبريره مرور الكرام دون وضوح في جلسة اعتراف علنية تأتي عند الحلقة الرابعة بين الأخين “عبد الفتاح مزين وجلال شموط”، وهو لا يستحق كل هذا الاقتتال والحقد في الحقيقة.
أما قصة الحب بين غفران هواري ورامي أحمر فكانت سريعة مفاجِئة مقتضبة وكأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات،
لا تمهيد مهما ولا نهاية مقنعة،
حتى أن دفاعهما المستميت عن بعضهما لم يكن منطقياً لأن الحب بينهما أصلاً لم يصل لمرحلة النضج تلك،
فهو عبارة عن نظرتين وجلستين وابتسامة، لكن يبدو أن ضرورة إنهاء الخمس حلقات كانت أسرع من إيضاح هذه العلاقة السريعة.
مشاهد الماستر كانت مشكلة كبيرة في العمل،
فالمخرج الشاب ابراهيم قاسم في تجربته الأولى عدا عن كونه لم يستطع إدارة الممثل جيداً وهذا واضح في العمل،
لم يقدم مشاهد حقيقية مقنعة،
قلّت “الكلوزات” وكثرت اللقطات العامة،
في حين كانت مشاهد الماستر منفَّذة بشكل ضعيف بأغلبها لا سيما مشهد الافتتاح بالصراع بين عبد الفتاح مزين وسوزان نجم الدين الذي تبدأ به الحكاية كلها،
فلم يكن ضرب مزين لسوزان مقنعاً أصلاً (تمثيل بالمطلق)، لا حقيقة فيه تجعل المُشاهد يتعاطف.
كذلك مشهد ضرب ميخائيل صليبي لرامي أحمر على رأسه كان بسيطاً وأقرب للسذاجة،
ورغم أن صليبي استطاع رفع السوية قليلا في المشهد الذي تشاجر فيه مع والده بعد كشف تحرشه بابنة عمه إلا أنه أيضاً كان غير حقيقي، ولا مقنع،
أيضاً جاء مشهد قتل عبد الفتاح مزين في نهاية العمل ضعيفا لأبعد حد وغير مفاجئ أصلاً،
لتمرّ كل المشاهد الماستر مرور الكرام، لا تطبَع في الذاكرة ولا تلقى الصدى.

مسلسل-تيمبو
مسلسل-تيمبو

شخصيات على الحياد:

جميع الشخصيات في العمل لم يخدمها النص ولا الإخراج،
فرغم أهمية أدواتهم كممثلين جميعهم وجمالية “الكاست” إلا أنهم لم يَظهروا بأدوات مقنعة تظهِر للناس أنهم جيدون على أقل تقدير، هم فقط استطاعوا “تنفيد حالهم” قدر الإمكان.
فرغم رشاقة سوزان نجم الدين وجمال شكلها إلا أن بعض لقطاتها التي كانت تظهر فيها وهي راقصة لم تكن موزونة أو مدروسة وتحتاج إما للتمرين أو التنفيذ الجيد إخراجياً،
في حين كانت شخصية غفران هواري حيادية رغم أهميتها،
فلم تقدم مشاهد قوية يُحكى بأمرها، رغم الأدوات الجيدة التي تمتلكها،
لكن الخماسية لم تُظهِرها، وقد مرّت شخصية سهير صالح بشكل هادئ أكثر من اللازم،
فكانت غير مفعّلة جيداً وظهرت بشكل نمطي لابنة الضيعة على صعيد الملابس بالتحديد.
رامي أحمر أيضاً كان على الحياد، هو الشاب الجميل الذي يساعد حبيبته ويضرب من يعتدي عليها،
هذا هو كل الدور تقريباً.
مشهد واحد لميخائيل صليبي استطاع أن يبرِزَ فيه أدواته كممثل جيد لشخصية كانت تتطلب سمات بدنية مختلفة.
أما الفنان القدير عبد الفتاح مزين فقد لعب دوراً يكرره عادةً ولا جديد مطلقا فيه،
ورغم المرض الذي يصيب شخصية جلال شموط في المسلسل لكننا لم نشعر كمشاهدين أنه مريض لا مكياجاً ولا شكلاً، حاول شموط بأدواته أن يُشعِرنا بذلك لكنه لم يستطع فعل ذلك في كل المشاهد وكان يجب إعادة بعضها لتقنع المتابعين أكثر،
وكنا نتوقع مشهد العرض الراقص الختامي أفضل من ذلك بكثير كونه يجب أن يكون مؤثراً على اعتبار أنه ينهي الخماسية،
لكنه قُدِّم ونُفِّذ بطريقة بسيطة جداً غير مؤثرة ولا تدمع لها العين حتى،
بل أضيف مونولوج بعدها أوصلَ القصة بطريقة مباشرة جداً جداً ولا داعي لها نهائياً.

تيمبو كان عبارة عن خماسية غير مشدودة الإيقاع، صحيحٌ أنها تجربة شبابية بالغالب لكن عواملها وعوالمها كانت هشة لا يمكن حتى أن يرقص المشاهد على إيقاعها استمتاعاً

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة