جوى للانتاج الفني
الرئيسيةعلى الخشبةمسرحية علاء الدين والمصباح السحري .. عرض يخرج عن مألوف مسرح الأطفال

مسرحية علاء الدين والمصباح السحري .. عرض يخرج عن مألوف مسرح الأطفال

رامه الشويكي

ضمن فعاليات تظاهرة “فرح الطفولة” 2023، التي أقيمت برعاية وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا،
عرضت مسرحية “علاء الدين والمصباح السحري” على خشبة مسرح الحمراء،
نص وتأليف موسيقي إيهاب مرادني،
سينوغرافيا وإخراج بسام حميدي،
إنتاج مؤسسة “ميار” للإنتاج والتوزيع،
وتجمع “شدو” للعروض البصرية.

من أربعة إلى سبعين

لم يكن عرض “علاء الدين والمصباح السحري” للأطفال فقط،
إذ أنه حاز على اهتمام الكبار أيضاً، فكان فرجة ممتعة لجميع أفراد الأسرة.
يروي العرض القصة المعروفة برؤية مختلفة،
معتمداً اللغة العربية الفصحى في الأغاني وحوار الشخصيات، ومتضمناً قيماً تربوية وثقافية تم تقديمها بأسلوب لا يخلو من المتعة والمرح،
حيث يلتقي علاء الدين (درويش عبد الهادي) الشهم الفقير بالأميرة بدر البدور (مي مرهج) صدفةً بعد هربها من قصر أبيها الملك (أحمد حجازي)،
ويساعدها على الاختباء من الوصيفات (مادونا حنا ولميس عباس)،
لتنشأ علاقة صداقة بينهما. وبعد حصوله على المصباح السحري تنقلب حياته للأفضل،
لكن الشرير (محمد ناصر الشبلي) برفقة الغراب (حسن كحلوس) يحاولان السيطرة على المصباح لتوظيفه في أعمالهما الشريرة..
ولكن في نهاية العرض ينتصر الخير ويتحول الكره إلى حب،
ويستعيد البطل المصباح، وتقوم المارد الأنثى “مرمورة” (تماضر غانم) بتحقيق أمنيته بأن يصبح الشرير محباً للجميع.

من الشاشة إلى الخشبة

فيما يتعلق بالجانب التقني الخاص بالمسرح البصري الغنائي،
فقد تم تصوير الشخصيات عبر تقنية الكروما وتفريغها ثم إدخالها ضمن مشاهد معينة من خلال دمج عدة فنون بالتقنيات الحديثة، كالغرافيك والإبهار البصري باستخدام الشاشات الكبيرة والضوء، وتضمن العمل مشاهد استغرق إنجازها عدة أيام، بحسب زياد الموح المشرف العام،
ففي لحظة نرى البطل “علاء الدين” يطير في السماء وفي أخرى يصعد على المسرح،
مرةً نجد الأميرة “بدر البدور” تتجول في القصر على الشاشة ومرة أخرى تظهر لنا على المسرح،
كل هذه التقنيات من غرافيك وموسيقا وشاشات وأزياء وماكياج،
وغيرها من التفاصيل المكلفة إنتاجياً، وظفت لصالح الفرجة المسرحية.

خارج الصندوق

استطاع هذا العرض أن يغرد بعيداً عن سرب الاستسهال المعتاد تقديمه في مسرح الطفل،
حيث الاعتماد على ظهور مؤدين بلباس شخصيات كرتونية تسعى بالدرجة الأولى إلى تفاعل الطفل مع الأغاني سواء بالحركة أو الرقص،
ما يخلق فوضى ويضيع الخطة المسرحية ويهدر مضامين العروض.. هنا،في “علاء الدين..”،
كان ثمة توليفة فنية جمعت بين العرض الواقعي والخدع البصرية،
بالإضافة إلى الاستعراض الغنائي، ما شكل قيمة مضافة،
وعنصر جذب للطفل الذي يعيش في العصر الرقمي،
وهو ما أدركه صناع العمل فنجحوا في مخاطبه جمهورهم المستهدف بلغة تناسب النمط الراهن لتلقيه المعلومة والفكرة.

75 دقيقة تحمل الكثير من الفكاهة والمتعة والأفكار التربوية،
بلغة بصرية تلائم التطورات التقنية والطرح الخاص للحكاية.
ويلفت زياد الموح إلى أن العرض اعتمد على شخصية معروفة لدى الطفل،
واستخدمها بمثابة جواز سفر للوصول إليه بطريقة أسرع.

مسرحية-علاء-الدين
مسرحية-علاء-الدين

تكامل العناصر

أعاد العرض المؤلف إيهاب مرادني إلى المسرح مجدداً بعد ابتعاده لسنوات،
ويبدو أنه رجع بحماس أكبر ودافع أقوى لتقديم كوميديا راقية للطفل.
ويرى مرادني أن نجاح هذا العرض يعود إلى تكامل العناصر،
إذ تضمن النص حزمة من القيم الأخلاقية والاجتماعية، كالكرم والصداقة وحب الآخرين..
قُدمت للطفل بابتسامة وأسلوب ممتع،
بالإضافة إلى توجهه في الوقت نفسه للكبار من أفراد الأسرة،
وجهود فريق العمل من مسؤولي الغرافيك ثلاثي الأبعاد، السينوغرافيا، الممثلين، والجهة المنتجة.   
العرض جزء من مشروع المسرح البصري الغنائي الذي بدأ في عيد الفطر مع مسرحية “فلة والأقزام السبعة”،
حيث تعتمد المسرحيتان رؤية بصرية تقدم لأول مرة في سورية،
وشجع نجاح العرض الأول، الذي قُدم في أكثر من محافظة،
فريق العمل على إعادة التجربة من خلال عرض “علاء الدين والمصباح السحري” على نطاق أوسع،
ويطمح صناعه إلى المشاركة في عروض داخلية بعدة محافظات،
وخارجية حيث يتم التواصل مع عدة دول عربية لهذا الغرض.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة