جوى للانتاج الفني
الرئيسيةعلى الخشبةمسرحة تراث نجيب الريحاني السينمائي مــستمرة في مصر

مسرحة تراث نجيب الريحاني السينمائي مــستمرة في مصر

ابراهيم الحسيني

فيلم «سلامة في خير» يتحـول لمسرحية كوميدية ساخرة

لم تكن هذه هي المرة الأولى ـ ولا أعتقد أنها الأخيرة ـ
التي يلجأ فيها المسرح المصري في لحظته الراهنة للنهل من تراث السينما المصرية وإعادة تقديم أفلامها القديمة على هيئة عروض مسرحية جديدة،
لعل الظاهرة الأشهر في هذا الصدد تتعلق بتراث الفنان نجيب الريحاني (1889 ـ 1949)
فعلى سبيل المثال استلهم المخرج المسرحي والممثل محمد صبحي فيلمين من تراث الريحاني السينمائي وقدمهما على خشبة المسرح: (لعبة الست عام 2000، غزل البنات عام 2017) ولاقا وقت عرضهما نجاحاً كبيراً.

وهذه الأيام يـعيد المسرح الكوميدي التابع لوزارة الثقافة المصرية هذا الأمر بإعداد مسرحية جديدة عن فيلم آخر للريحاني هو فيلم (سلامة في خير) وذلك برؤية معاصرة تتماشى مع مجريات الفترة الراهنة،
العرض المسرحي أعده أحمد الملواني تحت عنوان «طيب وأمير» وأخرجه محمد جبر وقام ببطولته نخبة من نجوم الكوميديا الشباب على مسرح ميامي بوسط القاهرة،
وذلك بعد توقفه عـدة سنوات للترميم،
ويأتي هذا العرض كأول إنتاج لمدير المسرح الكوميدي الجديد الفنان ياسر الطوبجي.

سلامة-في-خير
سلامة-في-خير

معالجة مسرحية جديدة

وفي المعالجة الجديدة للعرض المسرحي «طيب وأمير» مازال العمود الفقري للحكاية الدرامية كما ورد في فيلم الريحاني «سلامة في خير» فنحن أمام موظف بسيط يتميز بالأمانة والطيبة ويعمل في شركة خاصة،
يـكلفه مدير الشركة بتحصيل مبلغ مالي كبير كي يضعه في حساب الشركة بالبنك،
لكن لظروف خاصة لا يستطيع الموظف اللحاق بالبنك مما يضطره للذهاب لأحد الفنادق الكبرى لحفظ المبلغ المالي في خزانته حتى لا يـسرق منه وهناك يتعرض للعديد من المواقف والمفارقات الدرامية المضحكة أهمها تبديل الأدوار بينه وبين أمير زائر من إحدى الدول تصادف إقامته بنفس الفندق،
هذا الأمير يلجأ لحيلة تبديل الأدوار مع ذلك الموظف بتنصيبه أميراً بدلاً عنه كي يتفادى بعض المؤامرات التي تــحاك لقتله، ومن جهة أخرى يـحاول ذلك الأمير اختبار حب إحدى موظفات الفندق لشخصه فقط وليس لكونه أميراً.

يتوالى بعد ذلك ظهور عدد من المواقف الكوميدية جالبة معها الضحك عن طريق كوميديا «الكلمة»،
وبعض من كوميديا «الشخصية»، ثم تتوالى أحداث العرض لتصل إلى النهاية السعيدة المـفضلة لدى معظم الجمهور وذلك بحصول الموظف (سعيد الطيب) على مكافأة مالية كبيرة من الأمير (غندور) وعودته لعمله ـ
بعد أن كان مـهدداً بالفصل منه ـ إلى مكانة أفضل ومنصب أكبر، وهذا هو جزاء الأخيار كما يــقرر العرض.

اللحظة السينمائية

في بداية الأمر قدم الكاتب بديع خيري فكرة فيلم «سلامة في خير» للريحاني على هيئة نص مسرحي مكتوب بعنوان «قسمتي» وهو نص مـستلهم من مسرحية فرنسية تحمل عنوان «الزائرون» للكاتب الفرنسي المولود في روسيا ساشا جيتري (1885 ـ 1957) وبالفعل قدمها الريحاني كعرض مسرحي تحت نفس العنوان وكان ذلك عام 1936م، وفي العام التالي مباشرة تم الاتفاق ما بين الريحاني وخيري على تقديم هذه الفكرة داخل فيلم سينمائي فكان فيلم «سلامة في خير» الذي عــرض عام 1937م والذي يــعتبر واحداً من أهم 100 فيلم في السينما المصرية ويحتل المرتبة رقم 76 حسب تصنيف النقاد، ويــعتبر «سلامة في خير» هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج نيازي مصطفى وقد قام ببطولته إلى جوار الريحاني الفنانين: حسين رياض، منسى فهمي، فؤاد شفيق، استيفان روستي، روحية خالد، محمد كمال المصري (شرفنطح)، راقية إبراهيم،….

وحقق الفيلم وقت عرضه نجاحاً مـدوياً ــ كشأن معظم أفلام نجيب الريحاني ــ والذي كان قد حقق شهرة مسرحية كبيرة أثناء عمله بالمسرح لعقود طويلة قبل أن يتحـول للسينما في آخر حياته، وبسبب نجاح هذا الفيلم حين عرضه عام 1937 شجع ذلك الفنان فريد شوقي لإعادة إنتاجه مـرة أخرى برؤية جديدة وتم له الأمر عام 1963م عندما قدم فيلم «صاحب الجلالة» من بطولته مع مجموعة متميزة من الفنانين؛ منهم: سميرة أحمد، فؤاد المهندس، حسن فايق، توفيق الدقن، شويكار،…. وأخرج فيلم «صاحب الجلالة» فطين عبد الوهاب.

وفي كل المعالجات الدرامية السابقة ظل المتن الحكائي للحدوتة واحد مع تغييرات بسيطة كي تناسب الجمهور المـستهدف والزمن الذي تقدم به هذه المعالجة.

طيب-و-امير
طيب-و-امير

اللحظة المسرحية:

(طيب وأمير 2023)

لا يـمكنك أن تتخلى عن فكرتك المـسبقة التي تكـونت بفعل رؤيتك لفيلمي «الريحاني وفريد شوقي» وأنت ذاهب لمشاهدة العرض المسرحي «طيب وأمير» ؛
فالمقارنة تفرض نفسها رغماً عنا، لكنها ليست مقارنة سيئة أو متربصة طوال الوقت،
فأحد مصادر الفن الجديد هو الفن القديم،
لذا قد تكون مقارنة شيقة تحاول البحث عن مواطن انتزاع الضحكات،
على كل تفصيلة اختلاف يصنعها العرض المسرحي الجديد عما قدمته قبلاً السينما،
وفي واقع الأمر وبالرغم من اعتماد العرض المسرحي الجديد «طيب وأمير» على نفس المادة الحكائية للفيلمين إلا أن هناك بعض الاختلافات؛
فالبطل الرئيسي «سعيد» نجده يعمل في شركة «على بلاطة» للسيراميك،
بينما كان بطل الفيلم «سلامة» لدى الريحاني يعمل في شركة أقمشة،
كما اخترع العرض المسرحي شخصية كارهة للبطل هى شخصية «شريف» ابن أخ صاحب شركة السيراميك في حين أنها لم تكن موجودة بالفيلم وكان موجودا بدلا منها شخصية «الجار» في الفيلم،
ابن الأخ هذا يتمنى موت عمه كي يرث شركة السيراميك، لذا يغار من «سعيد» الذي يحظى باهتمام وعطف العم ويـحاول إبعاده عن الشركة،
ثمة اختلاف آخر اعتمده العرض هو اختلاقه لشخصية المواطن «الحشري» الذي يلتقي البطل بالشارع ويظل مـلازماً له كظله رغم تأفف «سعيد» منه،
ويوجد أيضاً هذا الاختلاف لدى عائلة «سعيد» حيث نرى ولع الزوجة بفيديوهات السوشيال ميديا والتي تشترك فيه «أم سعيد» هي الأخرى بعكس نمطية الأم والزوجة في الفيلم،
أيضاً ظهور الهاتف المحمول في يد شخصيات مجتمع العرض هو اختلاف فرضته اللحظة المـعاصرة،
إنها مـفردات بسيطة لكنها تـــعبر عن راهن تكنولوجيا اليوم وتــحاول تقريب زمن أحداث العرض من زمن جمهور المشاهدين.

طيب-و-امير
طيب-و-امير

بحثاً عن الضحك

برغم كل التعقيدات التي تمر على أحوال المجتمع العربي والمصري الآن إلا أن العرض كان قادراً على انتزاع الضحكات من جمهوره، ليس لأن العرض هو الأفضل على الإطلاق في تحقيق حالة الضحك ولكن ربما لأن الناس بحاجة ماسة في أوقاتهم الراهنة والمتأزمة إلى الضحك، وبحاجة إلى إقامة نوع من الفصل الجداري بينهم وبين هموم الواقع المعيش بكل ما فيه من حديث عن الحروب والصراعات، حوالي 120 دقيقة من الضحك يـعيدان شحن الطاقة التي كادت أن تفرغ لدى الجمهور.

ولقد اعتمد العرض في محاولاته للإضحاك على عـدة أمور؛ أهمها: تنميط الشخصيات الدرامية وأول أشكال هذا التنميط هو ما حدث لشخصية «سعيد الطيب» والذي يدل وصف اسمه على حالته، ولكثرة ما وصفه الناس بهذه الطيبة صار يكرهها ويطلب من محدثيه عدم إلصاق هذه الصفة به، وهو ما يـسبب بعض الضحك، لقد حافظ «سعيد» على هذه الشخصية النمطية طوال العرض ولم تحدث له أية تغييرات أو تحولات فى شخصيته.

أيضا شخصية ابن أخ صاحب شركة السيراميك الطماع «شريف» ظل على نفس حالته من الطمع والغيرة وكراهية «سعيد» للنهاية، كما ظهرت شخصية الأمير»غندور» عكس الفيلم تماماً، فقد ظهر ساذجاً طيباً ولاهياً كالأطفال وظل هو الآخر على نفس حالته من البلاهة للنهاية، ورغم دفاع «سعيد» عنه في أحد المشاهد إلا أنه يــنكر على نفسه هذا الدفاع ويؤكد تفاهته ويعترف بها، أيضاً حالة الغباء التي تلبست بعض الشخصيات المـجاورة للبطل والتي ظلت مـلازمة لتصرفاتهم حتى النهاية؛ ومنهم: ابنة عم الأمير
«مرمور» والتي تظهر وكأنها خارجة من فيلم كارتون للأطفال؛ تلك الفتاة التي يـحاول والدها «مدكور» قتل ابن أخيه الأمير»غندور» كي يرث حكم إمارة «سرسستان» من بعده، ظلت هذه الفتاة تتصرف كطفلة غبية حتى لحظتها الأخيرة، أيضاً يوجد اثنان من القتلة يستأجرهما العم «مدكور» كي يقتلا الأمير، وأهم ما يـميـز هذين الشخصين حالة الغباء المـتناهي التي يتمتعان بها طوال العرض والتي تتسبب في إلقاء القبض عليهما في نهاية الأمر.

وهكذا في بقية الشخصيات فلا توجد تحـولات تتبعها انقلابات درامية بفعل تحول الشخصيات، الأمور تسير بالأحداث دفعا للأمام بنمطية واعتيادية إلى نقطة النهاية حسب منطق الحدوتة وبحثاً عن الكوميديا، حالة الغباء التي تتميــز بها الشخصيات تم استغلالها لصناعة الكوميديا، فمثلا «مرمور» تستمر في غبائها في حين يتطاير الشرر من عين والدها «مدكور» بسبب ذلك وهو يـحاول اقناعها بما يــريد، لكنها لا تهتم وتظل على بلاهتها.

وحالة التنميط واللعب على صفة الغباء لدى بعض الشخصيات في مقابل ذكاء بعض الشخصيات الأخرى، إضافةً إلى التعليقات على الأحداث والفنون الراهنة من مسلسلات رمضان، الإعلانات التليفزيونية، والأحداث العامة… إلى آخره، كل ذلك شكل الحالة الساخرة والضاحكة للعرض.

خفة دم الممثل

في الكوميديا تصبح للأعمال القيمة الأعلى إذا ما تعرضت في الأساس لكوميديا الموقف، وهي هــنا داخل العرض قليلة إلى حـد ما بالمقارنة للأنواع الأخرى، لكن أهم عناصر نجاح الكوميديا داخل العرض يتعلق بخفة دم المؤدي الكوميدي، فنحن أمام مجموعة محترفة من صناع الكوميديا تابعنا لهم أعمالاً كوميدية عديدة سواء على خشبات المسارح أو على شاشة التليفزيون منهم الفنان هشام إسماعيل والذي اعتمد على المفارقة في تعليقاته على الأحداث وتصرفات الآخرين من حوله من مثل ردوده ببساطة شديدة ومن دون إلحاح على صناعة الضحكة، ربما هذه البساطة والتلقائية هي ما حققت له ما يريد إضافة بالطبع لما يتميز به من رشاقة حركية وطريقة مـحببة في إلقاء الكلمات.

الفنان عمرو رمزي أدى دور «الأمير غندور» مـتلبساً شخصية طفل صغير، يسعى وراء رغباته واحتياجاته الخاصة بتهـور كبير وهو ما جعل من شخصيته مثاراً لسخرية الجميع رغم ما يفترض فيهم من احترام له، هذه الطفولية في شخصيته وأدائه وهذا الوقار المـفترض له لكونه الأمير، هذه هي المـفارقة التي فجرت الضحك، كما أن رمزي يتمتع كهشام إسماعيل بخفة دم عاليه ظهرت من أداءاته المختلفة لأعمال مسرحية وتليفزيونية سابقة مما يجعل أفق التوقع لدى جمهوره مـهيأ لاستقبال الضحكات.

تامر فرج وأداؤه لدور «مسرور» وهو الشخص الملازم للأمير ونائبه الأول والمفترض أنه شخص حازم وقادر على حل المشكلات ووضع الأمور تحت السيطرة، إلاأنه يواجه بالكثير من المواقف المجانية والطفولية وهو ما يجعله في لحظات التأزم يقع داخل حالة من الملل والغضب التي تستجلب الضحكات بسبب تعبيرات وجهه المبالغ فيها وكذا حركاته الانفعالية المتشنجة.

أما الفنان أحمد السلكاوي، والذي أدى دور «مدكور» فتقع شخصيته هو الآخر ما بين كونه متآمرا حازما يـحاول إقناع ثلاثة من البلهاء بضرورة قتل الأمير، أولهما ابنته «مرمور» واثنين من القتلة الأغبياء، فمحاولة إقناع الثلاثة بخطته تستهلك أعصابه بلا فائدة مما يجعل من أدائه حالة تدعو للشفقة عليه، وهذه المقابلة الدائمة والمستمرة طوال العرض بين الذكاء والغباء هي حالة اعتمدها العرض ورآها مــثيرة دوماً للكوميديا.

شخصيات أخرى ومؤدون لهم رشاقة أدائية وتميــز كوميدي حفل بهم العرض من مثل: نهى لطفي، محمد جبر، شيماء عبد القادر، جلال الهجرسي، محمود أمين الهنيدي، رانيا النجار، رشا فؤاد، محمود فتحي، … كلهم جمعوا ما بين الحركة الكوميدية واللفظة الساخرة فصنعوا حالة مـتميـزة استخرجت الضحكات بسهولة لكنها لم تتطرق لما هو أبعد من الضحك سواء بالترميز السياسي أو الاجتماعي أو ما شابه، فمـعايشة المأساة الكوميدية لبطلنا «سعيد الطيب» الذي يعيش داخل مجتمع ليس به من الطيبة الكثير هى ما تسحبنا إلى عالمه من دون التفكير في أي دلالات أخرى لا يحتملها العرض المسرحي.

عناصر أخرى

اعتمدت ديكورات العرض التي صممها حمدي عطية على جعل الأحداث تدور داخل أماكن معظمها مفتوحة من مثل: الشارع، أمام البنك، أمام قسم الشرطة، في حديقة اللوكاندة، … وأظهرت أماكن داخلية قليلة تدور فيها بعض الأحداث من مثل: شقة سعيد، غرفة الأمير بالفندق، والمـلاحظ على الديكورات أنها سهلة الحركة، مجموعة متحركة من البانوهات التي يـعاد تشكيلها مع كل مشهد لتعبر عن أماكن الأحداث، ألوانها مـتناسقة، تضيف للواقع السحري للحدوتة بـعداً جمالياً، ولا توجد لها أي دلالات أو ترميزات خارج تعبيرها الجمالي عن المكان.

والعرض إجمالاً اهتم بتفاصيل كثيرة واستهلك وقتاً كبيراً في الفصل الأول بينما حاول جاهداً التكثيف في الفصل الثاني كى يستطيع لملمة الأحداث الكثيرة، ففي الفصل الأول تم استعراض شخصية «سعيد» وعلاقاته بمن حوله، ثم أمانته وطيبته، بعدها ضياع الموبايل منه في الشارع، وتعرفه على أحد المواطنين الحشريين، والذهاب لقسم الشرطة، وللبنك، ثم لمنزله، ثم قراره بالذهاب إلى الفندق، بينما الفصل الثاني اقتصر على مكانين فقط، حجرة الأمير بالفندق والبهو الخارجي للفندق، ليستعرض عبر المكانين بقية أحداث القصة والتعرف على بقية شخصياتها، وهو ما أشعر المتفرج في لحظة بأن الأحداث تم تكثيفها عنـوة على عكس ما حدث بالفصل الأول.

كما أدت الملابس دوراً مهماً داعماً لحالة الكوميديا التي سعى العرض لإحداثها، واتضح ذلك بشكل كبير عندما ظهر علينا «سعيد» مرتدياً زي الأمير «غندور» الذي تم تجهيزه له ليتفاجأ الجمهور بأنه زي نسائي بدرجة كبيرة حيث يتكون من جاكيت مزركش وتنورة قصيرة، وباقي الأزياء التي صممتها أميرة صابر كانت بالفعل مناسبة لحالة العرض في مجملها.

الأغاني التي كتبها طارق علي، والألحان التي وضعها كريم عرفة حاولت مسايرة الأحداث الدرامية في دلالاتها المباشرة وتم تصميم رقصات واستعراضات جماعية لدقائق كفواصل بين المشاهد كى تمنح المتفرج استراحه ما بين الضحكة والأخرى وتسمح أيضاً بتحريك قطع الديكور لتغيير المنظر المسرحي، ولقد استعان مصمم الرقصات أسامة مهنا بمجموعة من لاعبي أحذية التزلج لإضافة نوع من التغيير على شكل الرقصات لكن إضافة أحذية التزلج لم يمنح الرقصات أية جماليات إضافية، ولأن هذه العروض الكوميدية تحتاج إلى خطة إنارة أكثر منها خطة إضاءة وهو الأمر الذي قلص من إمكانيات التعبير باللون لدى مـصمم الإضاءة أبو بكر الشريف رغم أنه يمتلك الكثير.

إجمالاً نحن أمام عرض كوميدي جيــد، ساهمت كل العناصر المرئية والمسموعة في إحداث تأثير كوميدي لدى متفرجيه بغض النظر عن أية اعتبارات يرزح تحتها الواقع خارج مجتمع العرض، نحن هنا داخل عرض «طيب وأمير» للمخرج محمد جبر من أجل الضحك فقط، وقد نجح المخرج محمد جبر وصناع العرض فيما أرادوه رغم أنهم جميعاً من مؤدين وتقنيين لديهم الكثير مما يمكن أن يقدموه سواء داخل هذا المسار الكوميدي أو خارجه.

مخرج المسرحية محمد جبر

اسمه محمد مصطفى محمد جبر، مخرج وممثل، ولد في 1983، بدأ مسيرته بتقديم أعمال إخراجية في بداية العشرية الأولى من هذا القرن، وذلك للهواة من دون أي إنتاج مادي حقيقي من مثل عروض: حلم يوسف، رغبة تحت شجرة الدردار، إنت إللي قتلت الوحش، … ثم اتجه بعد ذلك للإخراج داخل المسرح الجامعي وقدم مجموعة من العروض المسرحية لفتت الأنظار إليه كمخرج من مثل: كاليجولا، مبنحلمش، ربع ساعة والموضوع يتحل، اللعبة، البروفة، البيت الذي شيده سويفت، طائر، انهم يعزفون، هانيبال،…  وكلها عروض من إنتاج كليات مختلفة داخل جامعة عين شمس.

ثم قدّم بعد ذلك مسرحيته «1980 وانت طالع» لفرقة تجارية مستقلة حيث أنتجتها له بتكلفة مادية بسيطة المنتجة أروى قدورة بمسرح الهوسابير 2015 ونجحت نجاحا كبيرا لفت الأنظار لصناعها مما جعله كمخرج يتجه للاحتراف ليقدم أولى تجاربه الإخراجية عبر عرض «ظل الحمار» عام 2016 بالبيت الفني للمسرح من إنتاج مسرح الشباب.

بعدها قدم محمد جبر عددا من المسرحيات الكوميدية ضمن مشروع تياترو مصر التي كانت تبثه وتشرف عليه قناة تليفزيون الحياة المصرية وكانت معظم هذه العروض من بطولة بيومي فؤاد وهالة فاخر.

حصل جبر على العديد من الجوائز في الإخراج لعل أهمها: جائزة أفضل مخرج صاعد في المهرجان القومي للمسرح المصري، وجائزة أفضل عرض عن «1980 وانت طالع» عام 2016، كما قام بأدوار ثانوية على مستوى التمثيل في بعض الأعمال الدرامية للتليفزيون منها مسلسلات: الزناتي مجاهد، حارة اليهود، قلوب، الوالدة باشا، راجل وست ستات.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة