منال كريزان
بين استسهال بعض نجوم الصف الأول و اندفاع الفنانين الشباب، برزت عدة وجوه شابة تستحق أن نلقي الضوء على إبداعاتهم .
_ القبان بالتعريف: أقوم الموازين و أعدلها لذلك تميز مال القبان بقدرته على الموازنة بين النجوم الصف الأول وطاقات الشابة الواعدة، الذين تمكنوا في بعض الأحيان من التفوق على المخضرمين بفضل الموهبة والشغف.
_ تألقت ” رُسل الحسين” في تأديتها لدور “عدوية” عندما كانت شابة في عدة مشاهد بارزة خلال ظهورها في الحلقات الست الأوائل، لكنها تركت أثراً أمتد على مدار عرض المسلسل.
في مشهد صامت مؤثر، شاهدنا ” عدوية” وهي امرأة بسيطة في سيارة نقل الخضروات والفواكه، وهي تنهض ببطء من بين أكوام الخضار، وعلى وجهها آثار كدمات واضحة، ومع ذلك، تنظر إلى الشمس وكأنها تتطلع لغد أفضل
_ كانت ملامح القلق و الارتباك والخوف تتجلى على وجهها ونظراتها المترقبة، ما ينبئ عن توتر داخلي. وعندما وضعت “عدوية” يدها على بطنها لحماية جنينها ظهرت “عدوية” كامرأة ضعيفة الشخصية مترددة، ولكن عندما حاول ” نصار ” الذي تعمل لديه الأقتراب منها تصدت له بقوة. ثم تنقلب شخصيتها بانفعال هادئ بعيداً عن الصراخ.. تتبدل نبرة صوتها من الضيفة الخافتة إلى نبرة صوت قوية وواثقة، مما يعكس أيضاً تحولها من عاملة تتلقى الأوامر في سوق الهال إلى المعلمة المالكة الحازمة التي تعطي الأوامر.
_ هذا التحول في الشخصية يبرز قدرة ” عدوية” على التكيف والتغلب على التحديات، ويظهر الطاقة القوية التي تتمتع بها ” عدوية” رغم ظروفها الصعبة، ويعود الفضل في إعطاء الشخصية حقها للفنانة الشابة ” رُسل الحسين”، التي استطاعت نقل كل أحاسيس ومعاناة “عدوية” لتصل للمتلقي بهذه الصورة.
_ استطاعت الفنانة الشابة ” ملاك كنعان” تقديم شخصية جيني البريطانية بكل تفاصيلها في مسلسل ” تاج” الذي حظي بإعجاب جماهيري كبير والتي تستحق أن نفرد لها مساحة خاصة للحديث.
_ صغر سنها لم يكن عائقاً أمامها، بل على العكس استطاعت أن تكون حرة وان تبرز بشكل ملحوظ في دورها ” ك”جيني البريطانية ” الماهرة في ألعاب الخفة، حيث وضعت نفسها في تحد مع الكبار ونجحت بذلك . تمتاز شخصية جيني بالتعقيد والمرونة، فهي تخفي نشاطها كجاسوسة لصالح البريطانيين خلف ستار الألعاب.
_ بالرغم من شبهها الخارجي بالبريطانيين، إلا أن “ملاك” استطاعت تقديم الدور بأسلوبها الخاص إذ تحكمت باللكنة ” الأكسنت” البريطانية وبرودة الملامح والإجابات المختصرة، وكلها تفاصيل تميز الإنجليز بالإضافة إلى حركة جسدها ونظرات عينيها الحادة وابتسامة ساخرة مستفزة ترتسم على شفاهها..
نجحت ملاك في توظيف كل هذه العناصر بشكلها الصحيح والتي جعلت الشخصية أكثر واقعية وجذابة للمشاهدين
_ تمتاز “جيني” بالعناد والإصرار وبالذكاء الحاد لدرجة الدهاء فهي مناورة و تجيد اللعب بسلاسة بين جميع الأطراف حتى تجد الفرصة ساحنة للوصول إلى أهدافها.
ظهر الإرتياح واضحاً في أدئها التمثيلي عندما تم إلقاء القبض عليها بسبب سرقتها ملفات حساسة كانت بحوزة ” تاج” ورفاقه ففي مشهد المواجهة مع ” تاج” ” تيم حسن” تظهر على الكرسي مكبّلة وعلى الرغم من الضغط عليها إلا أنها بقيت هادئة، ضحكتها وردود أفعالها الباردة جعلت تاج ينعتها ب” النايطة” “بمعنى البطء الشديد “مما يبرز ذكاءالشخصية وقدرة الممثلة على التحكم في أدائها.
_ مع انتهاء الموسم الرمضاني يبرز اسم الفنانة “لانا الحلبي” حيث بدت موهبتها بشكل ملفت ومتميز.
شاركت في عدة أعمال خلال هذا الموسم، من بينها مسلسل “عزك يا شام” و مسلسل ” أغمض عينيك” حيث قدمت دور ” رانيا” طالبة في الفنون الجميلة والتي تقع في غرام ” زوربا” الذي يكبرها بسنوات، ولكن الأداء المميز والأبرز لها كان في مسلسل ” العربجي” حيث جسدت دور ” الخادمة نمورة” بطريقة تثير الانتباه والاهتمام .
_ تميزت ” لانا الحلبي” بجدية واهتمام بالتفاصيل في أداء دورها وتجلى ذلك عندما أخبرها “أبو حمزة” أن هناك مهمة يجب عليها القيام بها، حيث تصرفت بشكل جريء ومشاكس، فنراها تناور ببراعة وتسأل عن المقابل قبل أن تدرك طبيعة المهمة. بالرغم من تركيزها على المال إلا أنها ترفض بحزم عندما تكتشف أن المهمة تتعلق بادعاء تعرضها للأعتداء، يظهر التحول الواضح في أدائها عند سماع صراخ ” أبو حمزة” حيث تعكس حالة الارتباك تحت الضغط، فنلاحظ ارتجاف صوتها و يديها وخوفها لدى أدائها للمهمة الموكلة إليها مما يعكس رفضها الداخلي لما تفعله مجبرة وبذلك تنجج ” لانا” في أداء المشهد بشكله الصحيح وبأتقان
_ بهذا الأداء المتميز تظهر لانا الحلبي” كفنانة قادرة على تقديم شخصيات مختلفة بمهارة، وتعد هذه الأعمال مؤشراً على نجاحها المستقبلي.
_ تلك كانت نماذج مبشرة، تبرز قوة الموهبة و اصرار أصحابها وقدراتهم على التألق والتحدي ، مما يجعلنا نتطلع بشغف إلى المزيد من الإبداع في المجال الفني مستقبلاً.
