كيف أنقذ خالد شباط مسلسل “كريستال”

رواد ابراهيم

القياس لا ينطلق من دور واحد لممثل ما،
بل ينسحب على مجموع أعماله والتي يلعب أدوارا مختلفة فيها،
أدوار تفرض على الممثل تجاوز شخصيته  وإضافة صفات وقدرات جديدة تمنحه تميزاً وحضوراً لافتاً.

وهذا ما نستطيع الحديث عنه عند الفنان الشاب خالد شباط الذي شاهدناه في أعمال سابقة:
“الكندوش” بجزأيه، و”على قيد الحب” و”بورتريه” وغيرها، وحاليا “كريستال”.
وأتوقف عند دوره في هذا العمل لما له من خصوصية على صعيد الأداء وتقمص شخصية تحتاج إلى مقدرة كبيرة في التعبير عن تناقضات وتداعيات وحالات نفسية معقدة،
هذا الدور الذي يضيف إلى رصيده الفني قيمة جديدة تتجسد في طريقة استخدام أدواته وتوظيفها لخدمة الدور.

باسل (خالد شباط) المريض بمتلازمة اسبرجر،
جعل المشاهد يتعاطف معه كمريض حقيقيي، تتطور شخصيته مع تطور الأحداث،
حتى تبلغ مرتبة عليا في الإحساس والإنسانية،
من شخص انعزالي خائف من التعاطي مع الآخرين ورافض للاندماج،
إلى شخص يستحوذ على كل انتباه المشاهد، باعتماده على لغة الجسد كأهم أداة للتواصل الفعَال وبها استطاع أن يعبر عن مكنونات نفسه وعاطفته وإنسانيته والحب الكبير الذي يحمله لمن حوله.
فلغة الجسد تعتبر من أهم الأدوات التعبيرية حتى في الحياة الحقيقة، فمثلا اليد،
والتي اعتمد باسل على استخدامها في فعل أو ردود فعل،
أو طريقة مشيته أو استخدام صوته بوتيرة تتغير حسب المواقف،
كل ذلك منحه المقدرة على الإقناع والتفاعل الجيد مع المشاهد.
في دوره هذا ذكرني إلى حد ما بدور الممثل العالمي شون بين في فيلم I’m Sam مع فرق المتلازمة،
حيث كلاهما يتركان أثراً لدى المشاهد، يصعب نسيانه.

فقط تحدثت عن (باسل) في “كريستال” لأقول أن الشاب خالد شباط بعد أن لعب هذا الدور،
وهو الأهم في مسيرته الفنية،
يبرهن على أنه قادر على لعب أدوار متنوعة بموضوعاتها مهما كانت،
بل أن سمات شخصيته في حياته العامة، كما قرأت عنها، من هدوء وتواضع ومثابرة وجدية،
ستكون هي الأساس في نجاح أدواره والوصول إلى جميع المشاهدين الذين باتوا ينتظرون أعماله.

خالد شباط الآن، بدوره المميز في مسلسل “كريستال” وبغض النظر عن تقييم المسلسل ككل،
قدم لنا شخصية معقدة وبسيطة في الوقت نفسه،
مفعمة بالمعاني الإنسانية، وبالعواطف بكل أنواعها: حب، كره، رفض، قبول، الخ..
وبهذا يعطي نفسه فرصة للتجريب إن كان في التعبير النفسي أو الجسدي أو العاطفي وأعتقد أنه بدأ يلفت نظر الكثير من المخرجين والمنتجين كممثل قادر على التجديد والتنوع والإبداع، بكل ثقة.