جوى للانتاج الفني
الرئيسيةموسيقافيروز تتحدّى بيلبورد والتّصنيفات والزّمن

فيروز تتحدّى بيلبورد والتّصنيفات والزّمن

احتلّت السّيّدة فيروز المرتبة 29 ضمن قائمة Hot 100 في الأسبوع الثّامن والثّلاثين لمجلّة Billboard-المنطقة العربيّة التي افتتحت فرعها العربي هذا العام بعد 130 عاماً على تأسيسها.

استماعات فيروز تساوي استماعات أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش وأسمهان مجتمعين

 

 وقد تابعت جارة القمر تقدّمها، وهي الوحيدة المتواجدة من جيلها ضمن قائمة Hot 100 لأكثر الفنّانين استماعاً وشعبيّةً في كلّ أسبوع، حيث اشتدّت منافستها حتّىٰ للجيل الصّاعد والأجيال المتوسّطة رغم عدم إصدارها أيّ جديد، وذلك بالاعتماد على حصيلة الاستماعات من قِبَل روّاد المواقع والمنصّات الرّقميّة علىٰ مختلف أنواعها؛ خصوصاً أنغامي وSpotify و Deezr و Apple music و Youtube، حيث تحظىٰ بنسبة استماعات عالية مليونيّة شهريّاً وأسبوعيّاً،وصلت إلىٰ مجموع استماعات يلامس 750 مليوناً علىٰ أنغامي، فهي تُعَدّ ضمن أكثر 5 أسماء استماعاً في تاريخ هذه المنصّة. مع حصولها علىٰ أكثر من مليون استماع شهريّاً في منصّة Spotify العالميّة، وهو يشكّل مجموع استماعات كلّ من أمّ كلثوم وعبد الحليم حافظ ووديع الصّافي وفريد الأطرش وأسمهان مجتمعين، وأربعة أضعاف استماعات الشّحرورة صباح علىٰ نفس المنصّة العالميّة، ومع تحقيقها ربع مليار مشاهدة عبر قناتها علىٰ يوتيوب، رغم أنّ الغالبيّة السّاحقة من روّاد منصّات الاستماع هم من الفئة العمريّة الشّابّة من ناشئة ومراهقين لهم أمزجتهُم الموسيقيّة الخاصّة وفنّانيهم الجدُد، ومع ذلك نرىٰ أنّ فن فيروز ما يزال عابراً للأجيال، وصالحاً لكلّ زمان، بل ويتبوّأ مراتب متقدّمة ضمن الإنتاجات الحديثة والتي سرعان ما تثبت أنّها مجرّد مرحلة وموضة موسميّة ولو احتلّت الصّدارة لفترة … وهذا ما يبرهن علىٰ مواكبة فنّ فيروز بكلّ محطّاته (خاصّةً إنتاجها مع زياد) للحداثة والعصرنة فنرىٰ مثلاً “كيفَك إنتَ؟” تظهر ضمن تصنيفات قوائم الاستماع الخاصّة بالليڤانتين (بلاد الشّام) في بيلبورد وأنغامي، حتّىٰ بعد 33 عاماً علىٰ صدورها!. فيروز موجودة بقوّة وتناصر الحداثة مع كلّ نقلة تكنولوجيّة ترافق صناعة الموسيقا، فلا حدود زمنيّة وتقنيّة لموسيقا فيروز وصوتها، وهذا أهمّ ما يميّز أيقونات الپوپ الأسطوريّة، مع ندرة هذه الأيقونات أصلاً وعلىٰ مستوىٰ العالم.

ما هي بيلبورد Billboard؟

بيلبورد مجلّة موسيقيّة ترفيهيّة أسبوعيّة أمريكيّة تصدر عن شركة Penske Media Corporation، مقرّها نيويورك، وتقدّم مخطّطات موسيقيّة وأخباراً ومقاطع ڤيديو ومراجعات للإصدارات موسيقيّة وتنظّم أحداثاً لمختلف الأنماط في صناعة الموسيقا، وتُعتَبَر من أكثر المصادر الموثوقة لأخبار هذه الصّناعة، حيث تصدر قوائم التّصنيف بشكل أسبوعي لأكثر 100 فنّان وأغنية رواجاً حسب الاستماعات والمشاهدات، ممّا يساهم في إشعال المشهد الموسيقي واحتدام المنافسة والعمل علىٰ الأفضل.

تأسيس بيلبورد

تأسّست علىٰ يد كلّ من William Donaldson و James Hennegan في ولاية أوهايو، حيث صدر العدد الأوّل في الأوّل من تشرين الثّاني/نوڤمبر من عام 1894 وكانت تغطّي آنذاك صناعة الإعلان والملصقات واللوحات الدّعائيّة تحت اسم Billboard Advertising ليتغيّر اسمها عام 1897 إلىٰ The Billboard وتصبح ملكيّتها لدونالدسون فقط عام 1900 بعد شراءه حصّة هينيغن كي ينقذها من الإفلاس، حيث قام بتغييرات جذريّة في المجلّة، فقد جعلها أسبوعيّة بدلاً من شهريّة، وركّز علىٰ التّحديثات والأخبار العاجلة، وافتتح مكاتب جديدة في نيويورك، شيكاغو، سان فرانسيسكو، لندن وپاريس، وركّز علىٰ التّرفيه ونشاطات الهواء الطّلق والمسرح والسّيرك والكرنڤالات والمعارض، وتكنولوجيا التّسجيلات الجديدة من فونوغراف وراديو وصندوق الجوك بوكس. شجّع دونالدسون علىٰ نشر مقالات تعارض الرّقابة وتدعم الإنتاجات الرّاقية للذّوّاقة، وقام بنقد الصّحافة الصّفراء، كما وظّف أوّل صحفيّ أسود وهو James Albert Jackson ليكتب عموداً عن الفنّانين السّود، فأسّس لسياسة ضدّ تحديد هويّة الفنّانين حسب العِرق، خاصّةً مع اكتساب جاكسون لجمهور قُرّاء من البيض، وكان ذلك عام 1920.

اهتمّ دونالدسون بأخبار صناعة السّينما منذ العام 1907 ولكن لم يركّز عليها كثيراً، بل كانت معظم جهوده في صناعة الموسيقا وهذا ما عزّز حضور بيبلورد فيما بعد بوصفها الأكثر شموليّة في هذا المجال، لا بل مع تطوُّر السّكك الحديديّة عام 1904 أحدثت بيلبورد بإدارته نظام خدمة البريد للفنّانين الجوّالين والمسافرين، فباتت تتلقّىٰ البريد نيابةً عن الفنّان بصندوق بريد خاصّ به، وأصبحت هذه الخدمة واحدة من أكبر مصادر الرّبح لبيلبورد، حتّىٰ وصل عدد مستخدمي الخدمة 42000 شخصاً عام 1914 وتوقّفت في عقد السّتينيّات.

تطوُّر بيلبورد وقيادتها المشهد الموسيقي

توفّي دونالدسون عام 1925 ليخلفه صهره Roger Littleford روچر ليتل فورد ويقوم بإصلاحات أعادت رونق بيلبورد وأنقذتها من الإفلاس مجدّداً خلال الكساد العظيم وبعد 1928. وعادت للتّركيز علىٰ الموسيقا في الثّلاثينيّات بعد إصدارها أول Hit تسجيل موسيقي ناجح في 4 كانون الثّاني/يناير 1936. ثمّ بدأت بتقديم خدمة دليل مبيعات الأسطوانات منذ يناير 1939، تلتها عام 1940 مجلّة المخطّطات Chart Line التي تصنّف أفضل الأسطوانات مبيعاً.

وبعد الحرب العالميّة الثّانية انتعشت صناعة الموسيقا وبزغت أنماط موسيقيّة جديدة زادت من طيف المخطّطات والقوائم المنشورة من قِبَل بيلبورد.

في عام 1961 تمّت إعادة تسميتها Billboard Music Weekly للتّأكيد علىٰ اهتمامها الحصري بالموسيقا، وفي عام 1963 حصلت علىٰ اسمها الحالي Billboard ببساطة!.

في هذه الفترة استملكت بيلبورد عدّة مجلّات تجاريّة إعلانيّة مثل Vend و Tide بالإضافة إلىٰ مطبوعات كتبيّة مثل Watson-Guptill مع دراسات ذاتيّة وامتيازات تلفزيونيّة، وشكّلت موضوعاتها خارج عالم الموسيقا أساساً لمنشورات منفصلة لمجلّات ترفيهيّة أُخرىٰ.

بحلول عام 1984 باتت بيلبورد عبارة عن تكتُّل مزدهر من المجلّات التّجاريّة المختلفة، وباتت الزّعيم بلا منازع في أخبار صناعة الموسيقا، ووصل عدد المخطّطات التّصنيفيّة التي تصدرها إلىٰ ثمانية مخطّطات عام 1987 و 28 مخطّطاً عام 1994. وفي نهاية التّسعينيّات أطلقت علىٰ نفسها لقب “الكتاب المقدّس لصناعة التّسجيلات الموسيقيّة”.

بيلبورد حديثاً

تقدّم نشرة موسيقيّة تصنيفيّة وإخباريّة يوميّة منذ شباط/فبراير 1997، وتقيم حوالي 20 حدثاً لصناعة الموسيقا والموضة سنويّاً. وبدأ نشاط فرعها العربي منذ تشرين الثّاني/نوڤمبر عام 2023 (بداية العام الموسيقي 2024) فالسّنة الموسيقيّة عالميّاً تبدأ من نهاية نوڤمبر مع بداية موسم الكريسمس.

الأقسام المنتظمة للمجلّة أسبوعيّاً

Hot 100: أكثر الفنّانين والأغنيات رواجاً

Top Line: أخبار الأسبوع

The Best: مقابلات مع صنّاع الهيتس وأحاديث عن الاتّجاهات الموسيقيّة

Style: عن الموضة وارتباطها مع الفنّ والموسيقا

Features: مقابلات معمَّقة وبطاقات تعريف وصور فوتوغرافيّة

Reviews: مراجعات نقديّة وكلاسيكيّة لألبومات وأغنيات جديدة

Backstage Pass: أخبار ومعلومات حول الأحداث والحفلات الموسيقيّة

Chart and CODA: معلومات حول مخطّطات بيلبورد الحاليّة والتّاريخيّة.

وقوائم Top 50 في الفرع العربي تشمل: ليڤانتين (بلاد الشّام والعراق)، مصر، الخليج، مغاربي، الهيپ هوپ، الإندي (الموسيقا المستقلّة)، شيلات ومهرجانات.

رواد زكور – منتج موسيقي

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة