منال كريزان
استطاع فادي الشامي” أن يتجازو النمطية والتكرار على اختلاف أدواره التي قدمها بأداء متميز في الموسم الرمضاني .
يستفيد الشامي من تراكم خبراته السابقة وابتكار اساليب جديدة متنوعة، ما مكنه من تقديم شخصيات متعددة بأسلوبه الخاص.
في مسلسل ” مال القبان” قدّم الفنان فادي الشامي” شخصية ” عمار الجبر” ابن أحد كبار تاجر سوق الهال، كشخصية مترددة ومضطربة،
يعيش في صراع دائم مع والده حتي يصل به الأمر إلى انهاء حياته ولكن وبسبب فشل محاولاته السابقة يلتجئ عمار إلى ” أبو الرموش” لتنفيذ هذه العملية
يجسد فادي الشامي مشهد انتحار”عمار” ببراعة واحترافية، حيث يظهر التردد والارتباك على ملامح وجهه عندما يقترب من القرار النهائي،
ثم تظهر على وجهه علامات الارتياح بمجرد تنفيذ القرار،
ابتسامة خفيفة ترتسم على شفاهه تعكس راحة البال أو “حالته النفسية” لأنه أخيراً قد اتخذ الخطوة التي كان يتردد في اتخاذها منذ فترة طويلة،
هذا الأداء المدروس والمتقن يبرز الصراع الداخلي الذي يعاني منه “عمار” والذي يجعله غير قادر على اتخاذ القرارات بنفسه، وبالتالي يستعين بآخرين لتنفيذ مايرغب فيه.
ملامح الارتياح التي ارتسمت على وجه الشامي لحظة السقوط كانت مؤثرة، لاسيما أنه ابتعد في أدائها عن المبالغة والاستسهال.
نوه كاتب العمل” علي وجيه” أن الفكرة مستوحاة من فيلم ” طعم الكرز” 1997 لعباس كيارستمي.
فيلم يتحدث عن بطله “بادي” الرجل الكئيب والبائس الذي يبحث عن شخص يساعده لأنه يريد الانتحار ومن خلال عدة إشارات يتبين لنا أن البطل محاصر بنظرته تجاه حياة يراها قد انتهت ولا يتحرر منها سوى في تلك المرات التي تراوده فيها فكرة الموت..
أما في مسلسل بيت أهلي فقد جسد الشامي دور ” خالد” بشكل متوازن غير مستغرب، إذ يعتبر فادي ابن البيئة الشامية لكثرة الأعمال التي قام بتأديتها سابقاً.
ينجح ” الشامي” في تجسيد منختلف الأدوار التي يقدمها، مما يكرسه وجها من الوجوه البارزة في عالم التمثيل يستحق أدور جديدة ومتنوعة بمساحات أكبر.