جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنقد تلفزيونيع امل.. عندما يتطرف الالتزام إلى حد الغرائبية

ع امل.. عندما يتطرف الالتزام إلى حد الغرائبية

مرح الحصني

جاء مسلسل ع أمل..
(كتابة: ندين جابر، إخراج: رامي حنا، إنتاج: جمال سنان، بطولة: ماغي بو غصن و مهيار خضور)
العمل العربي المشترك بخطين زمنين “ماضٍ وحاضر” لم يتوازيا من حيثُ المساحة المُخصصة لكلّ حقبة زمنية،
حيثُ جاءَ الزمن الماضي مقتضباً جداً يتوقف على بضعة مشاهد تُعطي مُبررات لأحداث الزمن الحاضر،
هذا ولا نغفل عن أن العمل يتطرق إلى سرد الأحداث في بيئتين مختلفتين تماماً من حيثُ نمط الحياة والعادات والتقاليد،
حيثُ نتعرف في هذا العمل إلى جانب من الحياة في عاصمة لبنان، بالإضافة إلى تفاصيل الحياة في منطقة صور.

فيما نستطيع القول أن تتر العمل الذي أدتهُ المغنية اللبنانية أليسا والذي جاء تحت عنوان “أنا مش صوتك”
من التترات القليلة في هذا السباق الرمضاني التي حجزتْ لنفسها مكاناً بين الأغاني التي ستبقى في أذهان المُشاهدين حتى بعد انتهاء عرض العمل.

أما عن بعض المشاهد التي أثارت الجدل منذُ الحلقة الأولى في العمل فقد كان مشهد وقوف الرجال عند باب غرفة المخاض
والاستماع إلى صرخات الزوجة التي تلدُ أنثى تُثيرُ سخط والدها ورجال الضيعة كان مشهداً غريباً وغير مُعتاد عليه بالنسبة إلى مجتمعاتنا،
هذا وقد كان من الصادم وجود إشارات إلى مثلية جنسية بين فتاة صغيرة ومُذيعة
ثم التصريح بهِ علانيةً مع قول المصطلح الأجنبي الدارج “شوقر مامي” وهذا ما كان جديداً على الدراما العربية بشكل عام.

ع أمل
ع أمل

أما عن الممثلة اللبنانية ماغي بوغص والتي كانتْ تؤدي دور مذيعة البرنامج النسويّ (يسار)
الذي جاء حاملاً نفس اسم العمل فقد كانت صاحبة أداء مُشابه جداً لأداء مُذيعة مصرية مشهورة تُقدم برنامجاً نسوياً مُناهضاً للسلطة الذكورية حتى أنها تكلمت اللهجة المصرية وتحدثت بمخارج حروف ولغة جسد تكاد تكون مُطابقة لها، فيما يلفُ الغموض العلاقة التي ستجمع يسار مع الدكتور نبال (مهيار خضور) وذلك بعد رؤية لوحة مرسومة بالألوان الزيتية لماغي وخاصة بعد ادعائه لعدم معرفتها أبداً.

يبدو أن العمل يحملُ محاولة لإيصال رسالة ناقدة مُناهضة للعادات والتقاليد البالية،
في محاولة لتحطيم السلطة المجتمعية التي تُكبل حريّة النساء في المجتمعات العربية.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة