عادل العوفي
من الصدف الجميلة التي شهدها الموسم الدرامي الحالي ان تأجيل عرض مسلسل “مال القبان ” وخروجه من السباق الرمضاني الماضي سيحمل احد اهم المفاجآت السارة للدراما السورية هذا العام
وتتمثل في الحضور الوازن والمؤثر للفنان القدير موفق الاحمد بدورين مهمين الاول هو “ابو جاويش ” في “مال القبان ” الذي يتكبد ويلات ادمانه للقمار رفقة ابنه ويتحول لصوت “سوق الجبر ” و ضميره الحي
بالإضافة الى دور “الصابوني ” في مسلسل “تاج ” مدرب الملاكمة الذائع الصيت وصاحب الصولات والجولات في مقاومة الاحتلال الفرنسي .
و يحسب للمخرجين سيف سبيعي اولا على اعتبار ان مسلسل “مال القبان ” صور السنة الماضية و لسامر البرقاوي الحرص على اعادة تقديم هذا الفنان القدير المقل في اطلالاته التلفزيونية وصاحب السجل الحافل على خشبة المسرح والاذاعة وايضا مجال الدوبلاج الذي برع فيه ورافق اجيال عديدة ونذكر من اشهر ادواره الجد في بائع الحليب ـ الراوي في الصياد الصغير ـ المعلق في الكابتن ماجد وغيرها من المحطات البارزة .
مما لاشك فيه ان عودة صاحب الصوت الجهوري للدراما التلفزيونية اضافة كبيرة ومفاجأة سارة لهذا الموسم ؛ ونتمنى ان تستمر في تجارب اخرى قادمة لاسيما اننا نفتقد لهذه النوعية من الممثلين المخضرمين القادرين على اثراء المشهد بحضورهم وثقافتهم وزادهم المعرفي المكتنز وكذلك لنقل تجاربهم الثرية للأجيال الجديدة وهذا عامل مهم لا يستهان به البتة ؛ وتلك التركيبة الرائعة التي رأيناها في مسلسل “تاج ” على سبيل المثال والاداء العالي للممثلين الشباب واغلبهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في حضرة شخصية “الصابوني ” سيكون له بالغ الاثر في باقي مسارهم المهني الفتي .
وهنا نذكر نموذجا مشابها كان ابطاله قامات كبيرة على غرار خالد تاجا و عبد الرحمن ال رشي و عمر حجو وغيرهم وادوارهم مع جيل الشباب حينها على غرار باسل خياط وقصي خولي وتيم حسن وقبلهم عبد المنعم عمايري ومحمد حداقي وباسم ياخور واخرون وكل هؤلاء يشيدون بتلك المحطات وكيف استفادوا منها وانعكس ذلك لاحقا على مسارهم الشخصي .
نرجو ان يواصل صاحب كتاب ” دُرَرُ الإِلقَاءْ ” حضوره المميز ويعود للدراما السورية وهي في امس الحاجة لفرسانها الاشاوس .