ماهر عزام
دوجانة عيسى.. اسم سوف نسمعه كثيراً
في زحمة الوجوه الجميلة تبحث الممثلات الجدد عن مخرج يجعلهن ترند،
لكن قلة منهن من تجتهد لتكون حاضرة بقوة الأداء مسلحة بتأهيل أكاديمي يجعل الطريق أقل وعورة،
فبفيلم قصير وبضعة مسلسلات لفتت الممثلة دوجانة عيسى الأنظار،
واضعة تحت صورتها “هاي لايت” واضحاً،
وخصوصاً في مسلسل “عالحد” السوري اللبناني (اخراج ليال راجحة)
حيث أخذت المساحة التي ترسم عبرها الخطوة اللافتة في رحلة الأدوار الكبيرة،
فكانت (ثلجة) اللاجئة الحمصية في بيروت كمتسولة لكنها اختطت،
وعبر الأداء اللافت، مسارا يكاد يوازي أدوار البطولة مع سلافة معمار.
أما أول دور لها فقد حصدت عنه جائزة في الفيلم القصير (خرزة زرقاء) لعبد اللطيف كعدان،
فبدت حينها كفراشة في أول تحليق لها على دراجة هوائية تجوب المغامرة الابتدائية،
وفي مسلسل “شرف” اخراج مجيد الخطيب (سيناريو ديانا جبور) أخذت شخصية جوى الى ما هو نقيض اسمها فانتقمت من أمراض زوجها الجنسية بالقتل في دور يليق بممثلة لها تاريخ كبير،
حيث تابعنا أداءها وهي في السجن، وهي تعارك موضوعة الندم في شخصية مكتوبة بعمق كبير.
وكذا كانت في مسلسل “زقاق الجن” لتامر اسحق، كتابة محمد العاص،
فكانت (ملك) الحفيدة التي قالت لجدها الطاغية ما لم يقله له الرجال،
فتحملت وحملت الدور الى أماكن ميزتها عن معظم الممثلات المحيطات والكثيرات في هذا المسلسل.
شفافية الحضور وبساطة الملامح وعفوية الأداء التي تقدمها لا تجعلها ممثلة عابرة،
إنما تلفت النظر وترفع حجم التدقيق في أدائها للاستمتاع بحجم الاختلاف والتمايز الذي يتمناه المشاهد.
أما في المسلسل العربي المشترك (6-1) فقدمت أداء يعكس حجم تأهيلها الأكاديمي كممثلة قادرة على الانسجام مع ممثلين من سويات ومدارس أداء متباينة كهارموني من الطراز الرفيع.
باستعراض سريع لما قدمته دوجانة عيسى خلال سنوات قليلة يبدو واضحا أنها تراهن على الإبداع في بناء حضورها كممثلة مجتهدة أكثر من السعي ومطاردة النجومية القائمة على الشكل.
هكذا.. مثل اسمها: دوجانة، الذي يعني المطر الغزير ولكنه يعني أيضا الشارة الحمراء للمقاتل حامل سيف البطولة في المعركة، هكذا تبدو هذه الممثلة.
وربما قد لا نعرف خلال فترة طويلة شخصية حقيقية أخرى تحمل اسم دوجانة لغرابته وندرته، لكن المؤكد اننا سنسمع كثيرا بهذا الاسم لفترة طويلة قادمة.