جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنجم وناسصباح الجزائري : سأظل أحلم ما دمت على قيد الحياة

صباح الجزائري : سأظل أحلم ما دمت على قيد الحياة

سأظل أحلم ما دمت على قيد الحياة

نصف قرن من العمل الفني، اختبرت فيه صباح الجزائري كل مشاعرنا. وعبر أعمال مسرحية وتلفزيونية كثيرة دخلت منازلنا واستقرت في ذاكرتنا.بحّة صوتها واحدة من علامات عدة دفعتنا إلى التعلق بها،
وسرعان ما صرنا شغوفين بملاحقتها من عمل إلى عمل. كانت تضحكنا حيناً وتبكينا حينا آخر.. وفي الحالتين كنا نحبها
.
صباح الجزائري واحدة من جميلات الشاشة السورية، والعربية أيضاً، امتلكت حضوراً مميزاً،
واستطاعت أن تحمل زمنها الجميل إلى أيامنا هذه، وذلك عبر أدوار مميزة أدتها باقتدار وحرفية عالية
.
حوارها لم يكن بالمهمة السهلة، ولم أستطع إخفاء توتري في البداية،
لكن الصبوحة (كما طلبت مني أن أناديها) كسرت بسحر ضحكتها ولطافتها كل الحواجز والمخاوف بمجرد دخولها المكان، ومضت بعدها تروي لنا قصصها وحكاياها، بعفويتها المعتادة
.

ــ متى كانت آخر مرة أجريت فيها حواراً لصالح مطبوعة في سورية؟

سؤال صعب بصراحة، لا أعلم متى كانت آخر مرة، ولكنها بالتأكيد تعود لزمن بعيد. وكانت المطبوعة، كما أظن، مجلة تتبع لهيئة الإذاعة والتلفزيون.

ــ هل ما زلت تخافين من اللقاءات الصحفية؟

ليس خوفاً، أنا لا أخاف ولكن أصاب بالحرج، لأني صريحة وأقول كلامي بشكل مباشر.

ــ هل ترين أن الإعلام بات يتدخل في الحياة الشخصية للفنان؟ وهل يزعجك هذا الأمر؟

الفنان هو من يسمح لوسائل الإعلام والسوشال ميديا بالتدخل في كل تفصيل بحياته الشخصية، أصبحنا نذهب خلف «الترند» على حساب أي شيء، أنا شخصياً لا أسعى لـ «الترند»، ولكن بالنهاية كل شخص حر بتصرفاته.

ــ ما هي المحطات التي تعتقدين أنها كانت فارقة في مسيرتك الفنية؟

المفصل الأول في حياتي كان في التلفزيون، فبدايتي كانت في برامج الأطفال، وكنت حينها فتاة صغيرة في العمر،
والمحطة الثانية كانت في المسرح، ثم عدت إلى التلفزيون عقب انقطاع طويل، بعد الزواج وإنجاب ثلاثة أولاد.
غُيّبت عن الفن، لتكون عودتي بعد سنوات من بوابة الأستاذين بسام الملا وباسل الخطيب،
بعمل «الخوالي» عام 2000، و»حنين» عام 2002،
إنتاج شركة الشرق التي كان مديرها الأستاذ أيمن زيدان في ذلك الوقت.

ــ حين نذكر اسم صباح جزائري، فإن أول ما سيخطر في ذهن الجمهور هو شخصية أم عصام، هل يزعجك هذا الأمر؟

لا يزعجني بالطبع، لأن الجمهور أحب شخصية سعاد بباب الحارة كثيراً، وما زالوا حتى اليوم يتذكرونني بأم عصام،
ومؤخراً أصبحوا يطلقون علي اسم «أم زين» أيضاً، في إشارة إلى شخصيتي في مسلسل «الثمن».

ــ بمناسبة ذكرك ل»الثمن»، هل أصبحت الأعمال المعربة شراً لا بد منه كما يقول البعض؟

هذه الأعمال ستستمر رغم أنها لا تشبهنا، لكن هذا لن يلغي النوع الدرامي الآخر، فما يزال هناك أشخاص يقدمون أعمالاً جيدة وبفكر جميل وإنتاج سخي، بالنسبة لي،
حين أقرأ نصاً جميلاً، سأشارك في العمل ولو كان الأجر المادي ضئيلاً، وقد حصل ذلك سابقاً حين قدمت مجموعة من الأفلام مع المؤسسة العامة للسينما، وكان الأجر يكفي للذهاب إلى بيروت والعودة فقط، لكن النصوص والمخرجين والكادر الفني كانوا جميلين، ونحن علينا أن نضحي أحياناً.

ـ قلت سابقاً إنك لا تشاركين في أعمال عربية مشتركة لأنهم لا يدفعون الأجر المناسب. تغيّر هذا الأمر في مسلسل «الثمن»؟

لم يتغير الأمر وما زالوا يدفعون للنجم الأول أو النجمة الأولى أجراً أعلى بكثير من الأدوار الثانية والثالثة وغيرها، لكن أنا أعجبني النص ولهذا شاركت بالعمل.

ــ ما الخاص في مسلسل «الثمن»؟

السر بسيط، وهو أن كل مشهد كان يأتي إلينا عبارة عن أربع صفحات على الورق، ونحن نحذف منه المكرر أثناء التصوير حتى نصل إلى ثلاث جمل فقط، لا شك أن الدراما التركية مختلفة، ويعتمدون على عدد حلقات كبير، والأمر ليس كذلك في سوريا.

ــ هل أصبح الفنان مجبراً على المشاركة في أعمال من أجل الأجر المادي، رغم عدم اقتناعه بها؟

بالطبع هناك فنانون يضطرون للمشاركة في أعمال من أجل المال، الناس يحتاجون لذلك كي يعيشوا، حتى إني أعرف شركة إنتاج سورية تدفع راتباً شهرياً للممثل.

ــ ما رأيك بفكرة أن يكتفي الفنان بعمل نوعي واحد في السنة؟

هذا الأمر صعب جداً لدينا هنا، نحن ما زلنا «دراويش.

ــ انتشرت مؤخراً فكرة كتابة النص لاسم فنان معين، هل برأيك أن شهرة الفنان أصبحت تفوق قيمة وفكرة العمل؟

جميع الممثلين السوريين أساتذة،
ولا شك أن هناك أسماء تستحق أن ينتج لها أعمال خاصة بها،
مثل تيم حسن وباسل خياط وعباس النوري وسلوم حداد وعابد فهد.
لكن لا يمكن إنكار أن فكرة «البطل الأوحد» في العمل الدرامي باتت موجودة،
ليس فقط بمصر، وإنما بلبنان وسوريا أيضاً،
المزعج أن هناك نوعاً من «الاسترخاص» من قبل الشركات المنتجة،
إذ يأتون بفنان كبير أو فنانة كبيرة، ويقدمون له مبلغاً مادياً ضخماً،
ويظل باقي الفنانين «على باب الله»، حيث يعتمدون على أن اسم الفنان كافٍ لتسويق العمل وتوزيعه،
وثم يختارون الشخصيات الأخرى، ومع الأسف هذا يكون على حساب جودة العمل.

ــ المشاركة في عمل من خلال مشهد واحد أو بضعة مشاهد هو أمر مستبعد بالنسبة للنجوم السوريين، هل ساهمت بتغيير الفكرة من خلال شخصيتك في مسلسل «مع وقف التنفيذ»؟

المشهد الافتتاحي في «مع وقف التنفيذ» لمسني جداً، وهو سبب موافقتي على المشاركة بالعمل،
والنص كان جميلاً جداً، والاتفاق تم على أساس هذا المشهد،
الفنانة القديرة منى واصف أدت مشهداً واحداً في مسلسل «غداً نلتقي» ، وكانت رائعة وعظيمة.

ــ ما سبب تكرار الشخصية المتعبة المريضة في أعمالك التي أخرجها المخرج باسل الخطيب؟

الأمر مجرد صدفة، ولا غاية أخرى من ذلك.

ـــ لماذا اعتبرت مسلسل «شوارع الشام العتيقة» من الأعمال الأقل نجاحاً في مسيرتك الفنية؟

لم أكن راضية عن العمل، وفوجئت بالنتيجة أثناء عرض العمل، لم يكن بالمستوى الذي أسعى إليه .

ــ ماذا تعني لك الشراكة مع الفنان دريد لحام، والعودة للعمل معه بعد أكثر من 38 عاماً؟

التجربة في فيلم «دمشق حلب» كانت جميلة، وأحببت الشخصية، والنص كان جميلاً بصرف النظر عن كل الأسباب الأخرى.

ــ من هم الممثلون العرب الذين تتابعهم النجمة صباح الجزائري؟

أتابع عدداً كبيراً من الفنانين العرب، والكثير من الأعمال العربية خلال موسم رمضان، لكن في باقي أوقات السنة لا أتابع أبداً.

ــ ألم يعرض عليك العمل في سلسلة «عائلة النجوم» التي كانت شقيقتك سامية جزائري أحد صناعها؟

لا لم يعرض علي، لا أعلم لماذا مع أن بدايتي كانت في الكوميديا، في مسرحية «كاسك يا وطن»،
وأحب «عيلة سبع نجوم» كثيراً وأتابعه حتى الآن. بالنسبة لسامية أرى أنها حالة استثنائية وخاصة جداً.

ـ هل سنرى سامية وصباح جزائري في عمل واحد؟

أتمنى طبعاً أن اجتمع مع سامية بعمل كوميدي، وهي أيضاً تتمنى ذلك، أنا أضحك حين أقف أمام سامية تلقائياً،
واجتمعنا مرة في عمل مع الأستاذ فردوس أتاسي، رغم أنه لم يكن عملاً كوميدياً، كنا نضحك كثيراً،
وأذكر أننا تسببنا «بعذاب» للأستاذ فردوس.

ــ هل استُبعد المسرح بشكل نهائي من حياة صباح جزائري؟

لا أفكر بالعودة للمسرح، لكن من الممكن أن أعمل فيه على شكل مونودراما، إذا أتت فرصة مناسبة.
أذكر مرة أن الأستاذ محمد الماغوط طلب مني أن أؤدي شخصية في مسرحية من إخراج جهاد سعد،
وبالفعل أجرينا «البروفات» لمدة شهر ونصف، ثم هربت، لأني لم أجد نفسي في العمل،
وكانت هناك تجربة ثانية في لبنان في مسرحية «ابتسم أنت لبناني» للأستاذ يحيى جابر والأستاذ أحمد الزين،
وأجريت «بروفات» لثلاثة أشهر ثم هربت أيضاً.

ــ على ماذا تعتمد صباح جزائري أثناء التحضير لشخصية جديدة؟

الاعتماد يكون على مخزوني وذاكرتي بالدرجة الأولى، اقرأ النص لأول مرة وأقطعه وأحضره،
والأمر أشبه بعفوية مدروسة، إلى جانب هذا أنا تعلمت كثيراً من تجاربي الحياتية والفنية، الحياة هي أكبر جامعة.

ـــ هل عدم دراستك التمثيل أكاديمياً هو السبب وراء منعك لابنتك ترف من دراسته؟

التمثيل بالنسبة لي موهبة بالدرجة الأولى، هناك الكثير ممن درسوا التمثيل أكاديمياً لكنهم لم يستطيعوا إثبات نفسهم.
هذا لا يعني أنني ضد العلم والدراسة بالمعهد العالي وهو الذي خرّج أهم النجوم.
شخصيا، كنت مجبرة على العمل بسن صغيرة بسبب الظروف،
ما ألزمني بالتوقف عند المستوى المتوسط، لكنني تمكنت جيدا من القراءة والكتابة .
بالنسبة لترف كان الموقف مركباً،أردت حمايتها بالشهادة الجامعية لكن باختصاص مختلف يضمن لها الاستقلالية.. لذلك منعتها من دراسة التمثيل رغم رغبتها بذلك، وقلت لها إن عليها إثبات نفسها إذا كانت موهوبة،
ولكن هذا سيكون بعد حصولها على الشهادة الجامعية،
وحتى الآن أطلب منها أن تستمر في دراسة الماجستير والدكتوراه بقسم علم النفس.

صباح الجزائري
صباح الجزائري

ــ كيف تصفين تجربتك بالزواج من رجل يحمل جنسية عربية غير السورية؟

سوريا ولبنان واحد، «ربينا سوا»، وجدي كان مقيماً في لبنان.

ــ ما الركيزة الأساسية التي اعتمدت عليها في تربية أولادك؟ وماذا تعلمت منهم؟

الحب كان الركيزة الأساسية، قمنا بتربيهم وعجنهم على الحب، فالحب هو سر كل شيء بالحياة. ولكل منهم صفة يتميز بها، رشا مقاتلة، كرم حنون، وترف هي أنا، تشبهني من الداخل والخارج.

ــ ما قبل ظهور السوشال ميديا والتريندات، هل تذكرين أخباراً كاذبة تعرضت لها سابقاً خلال مسيرتك الفنية؟

لا لكن حديثاً تلاحقني الكثير من الشائعات، مثل: «ماتت بسكتة قلبية» وأشياء من هذا القبيل.. لكن أنا لا أقف عند الشائعة ولا تهمني أبداً.

ــ برأيك هل من المجدي إذا عاش الفنان معاناة أن يشاركها مع الجمهور من خلال لقاء إعلامي؟

الفنان إذا لم يعرض عليه عمل، ماذا يفعل؟
حياته هي الفن، هناك أساتذة مثل رياض نحاس وأميمة الطاهر منسيون،
والأستاذ هاني شاهين ظهر من فترة في لقاء إعلامي،
هو لا يريد المال لكن أن يشعر بأنه موجود..
الممثل يشعر بأنه حي عندما يمثل، وعندما يتذكره أحد بعمل،
والأمر يكون صعباً جداً على الفنان حين يكبر ولا يتذكره أحد.

ــ ما الأحلام التي لم تحققها صباح جزائري حتى اللحظة وما زالت تسعى إليها؟

لدي الكثير من الأحلام، منها أن أرى ابنتي ترف عروساً.. وعلى الصعيد الفني ستبقى لدي أحلام ما دامت لدي القدرة على العطاء والعمل، وأتمنى أن أموت وأنا أعمل.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة