رامه الشويكي
“لم يأخذ حقه”.. هذه هي العبارة التي تكررت على ألسنة الموسيقيين الذين التقيناهم للحديث عن د. وائل النابلسي، المؤلف الموسيقي وأستاذ التربية والعلوم الموسيقية في جامعة دمشق وفي المعهد العالي للموسيقا، والذي رحل يوم 23 من تموز الماضي.
بدأ عشق النابلسي للموسيقا باكراً، وهو ما طوره بالدراسة الأكاديمية، فحصل على إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا بدمشق، وإجازة في اللغة الإنكليزيّة وآدابها من جامعة دمشق، وعلى الماجستير في العلوم والتربية الموسيقيّة، وماجستير آخر في علم الصوتيّات الإنكليزيّة والمقارنة، ثم حصل على الدكتوراه في العلوم والتربية الموسيقيّة من جامعة السوربون في باريس، ودبلوم في تأليف الموسيقا الإلكتروصوتيّة وهندسة الصوت ومعالجته حاسوبيّاً من المعهد الموسيقي الوطني في فرنسا.
هو مؤسّس ومنسّق ماجستير التأهيل والتخصّص في “التربية الموسيقيّة”، كما شارك في تأسيس ماجستير التأهيل والتخصّص في “التراث الشعبي”..
وهو مؤسّس وقائد جوقة (كورال) كلّيّة التربية، ورئيس شعبة (معلّم الصف) وعضو مجلس قسم تربية الطفل في كلّيّة التربية بجامعة دمشق.
له عدة كتب في الموسيقا، منها: “التربية الموسيقيّة” و”الأنشطة الموسيقيّة”، كما له أمليات يمكن أن تتوسع إلى كتب في “طرائق تدريس الموسيقا”، “دراسات موسيقيّة فنّيّة”، “دراسات موسيقيّة علميّة”، “المعلوماتيّة الموسيقيّة”، “التوثيق السمعي والبصري”، “النظريّات الموسيقيّة”، “علم الانسجام الموسيقي” و”التوزيع الموسيقي”..
يقول المايسترو والمؤلف الموسيقي، كمال سكيكر، لـ “فن وناس”: “تعود معرفتي بالراحل إلى أيام الدراسة في المعهد العالي للموسيقا، فعند انتسابي للموسيقا عام 1997 كان لا يزال طالباً متميزاً في السنة الرابعة، اختصاص آلة الكونترباص، وكان يتقصد أداء المقطوعات الصعبة والمكتوبة أساساً لآلة الكمان، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الشغف الحقيقي الذي كان يتمتع به، وحبه الصادق لهذه الآلة ورغبته في تطويرها، وهو ما انعكس على تطوره في مختلف العلوم الموسيقية كالهارموني والتوزيع الأوركسترالي”.
ويعتقد سكيكر أن الدكتوراه التي حصل عليها الراحل من السوربون، عن دراسة في المقامات الموسيقية، مهمة جداً لأي دارس في الموسيقا بشكل عام والموسيقا الشرقية بشكل خاص حيث اتقن الراحل العزف على عدة آلات موسيقية.
“موسوعة موسيقية وعلمية”، هكذا وصف المايسترو مهدي المهدي الراحل النابلسي، ويضيف: “هو مؤلف موسيقي لم يأخذ حقه في هذا المجال، وهو صاحب فضل على الكثيرين، إذ قدم لنا الكثير من كتب مكتبته، كما أن له عدة مؤلفات موسيقية منها كونشرتو للفيولا والكونترباص ورباعي وتري وأعمال صولو بيانو..”.
ويقول الموسيقي باسم الجابر: “لن أنسى فضله، كان الدكتور وائل النابلسي متميزاً بأدائه الرائع على آلة الكونترباص، وهو مؤلف موسيقي له العديد من الأعمال الموسيقية، تميز بحبه للتحدي فعزف أهم وأصعب الأعمال الموسيقية التي كتبت لآلة الكونترباص بالإضافة إلى أنه عازف لآلة الفيولا، هو صاحب فضل على طلاب المعهد العالي للموسيقا وكلية التربية الموسيقية في جامعه البعث”.
أما الموسيقية والعازفة راما البرشا فتتحدث عن السلوك المميز للراحل الذي كان من مدرسي مادة التوزيع الموسيقي في المعهد العالي للموسيقا، وتقول: “في السنة الرابعة درسنا لفترة قصيرة كان لطيفاً جداً مراعياً لظروفنا، خاصة ًفي سنوات الحرب القاسية التي تزامنت مع سنوات دراستنا في المعهد، قدر ظروفنا الصعبة وطبيعة الدوام، كان قريباً من طلابه ولم يتوان عن الرد على أي سؤال في أي وقت، وله اليد الأولى والمساهمة الأكبر في إنجاز الماجستير الموسيقي في كلية التربية”.