جوى للانتاج الفني
الرئيسيةموسيقا"جوى".. كورال نسائي ينشر الفرح

“جوى”.. كورال نسائي ينشر الفرح

رامه الشويكي

“عندما تذوب الأنا في نحن” هي حالة اجتماعية ثقافية فنية خلقتها سيدات كورال “جوى” اللواتي اجتمعن على شغف الغناء الطربي والتراثي لتقدمن تجربة فريدة من نوعها في سورية.

“فن وناس” حضرت التدريبات في المركز الثقافي بأبي رمانة والتقت مارة المالح، رئيسة الكورال، التي حدثتنا عن تأسيسه بقولها: “نحن مجموعة من السيدات الفاعلات في المجتمع اجتمعنا على تأسيس الكورال وبدأنا مع مجموعة كبيرة من الرجال والنساء لينسحب الرجال لظروف معينة،
وتتابع السيدات اللواتي يبلغ عددهن اليوم حوالي عشرين سيدة،
نسعى من خلال الغناء إلى نشر الفرح والمحافظة على الغناء الطربي والتراثي عبر اختيار أغنيات قديمة تربينا عليها نحاول نشرها بين الجمهور من أعمار مختلفة،
ونريد القول بأننا حتى لو كبرنا في السن نستطيع أن نقدم فناً راقياً يسعد الآخرين”.

ينقصه الدعم

وتشير المالح إلى أن الكورال تأسس بجهود ذاتية ولا توجد جهة داعمة له حتى اليوم،
أقام عدة حفلات في “بيت جبري” و”دار الحنان” وحفلات أخرى في المركز الثقافي بأبي رمانة بقيادة وإشراف المايسترو حسام الدين بريمو الذي يعتبر المعلم الأول ومع وفاته توقفت نشاطات الكورال لمدة تقارب العام إلى أن أجمعت السيدات على ضرورة الاستمرار بكل شغف وتم التعاون مؤخراً مع المايسترو غادة حرب التي رحبت بالفكرة دون تردد.

كورال-جوى
كورال-جوى

وتقول المالح: “تواصلنا معها وأبدت الترحيب الكامل لقيادة الكورال وقدمنا حفلنا الأخير بقيادتها في 14 أيلول 2023 بالمركز الثقافي بأبي رمانة وحقق نجاحاً وإقبالاً كبيرين حيث فاق عدد الحضور توقعاتنا ولم يتسع لهم المكان، نطمح لتقديم عروض أخرى وفق نهج جديد بقيادتها وخبرتها الموسيقية فهي تتسم بالحيوية والقدرة على العطاء”.

نموذجاً لكل امرأة

بدورها تقول المايسترو غادة حرب: “أشعر بالسعادة والفخر لقيادة الكورال النسائي المؤلف من سيدات بأعمار متقدمة واللواتي أنهين واجباتهن البيتية والتربوية. لمست لديهن الشغف وأحببت التوليفة التي تقدمنها فهي تشكل حالة اجتماعية محفزة، ونموذجاً للنساء بشكل عام والسوريات بشكل خاص ليصبحن فاعلات وقادرات على تحقيق أحلامهن مهما بلغت أعمارهن.. على المرأة أن تتعلم كيف تكافئ ذاتها وتعطي نفسها فرصة للتعبير عما تحب، وهؤلاء السيدات يمارسن الغناء الذي ينشر الفرح والطاقة الإيجابية ويزرع التفاؤل رغم أعمارهن التي تجاوزت الخمسين كنوع من التحدي وإثبات الوجود في مجتمع ذكوري، وتحاولن ملء أوقات فراغهن بممارسة هواية محببة لهن وهو أمر على جميع السيدات تعلمه”.

تجربة يجب أن تعمم

 وترى المايسترو حرب أن فكرة الكورال يجب أن تعمم بكل أنحاء المحافظات السورية فهو مشروع فكري ثقافي يحمل قيما مجتمعية وإنسانية وثقافية، وتطالب بتقديم الدعم المعنوي والمادي له سواءً من قبل منظمات داعمة للمرأة أو جهات أخرى عبر توفير المكان وإقامة الحفلات أو غير ذلك لاسيما أنه يشكل نموذجاً للغناء الجماعي الذي يتماهى فيه الفرد مع المجموعة ويصبح نجاحه من نجاحها. وتقول: “صوتي وصوتك مسموعين.. هي حالة صحية في المجتمع”.

 استمرار بالمحبة

تتابع المايسترو حرب مسيرة المايسترو الراحل حسام الدين بريمو في قيادة الكورال، وتشير إلى أن التحضير لكل حفل يستمر لفترة طويلة قبل الوصول إلى مرحلة الوقوف على المسرح، حيث يتم التدريب في المركز الثقافي بأبي رمانة بشكل أسبوعي كل يوم أربعاء ويتم التنسيق مع عازفين بحسب برنامج الحفل، وفي الحفل الأخير اختارت المايسترو أن يرافق برنامج الغناء الطربي فرقة تخت شرقي لأنها تعتبر أن رقم واحد هو صوت الكورال، ويكون العازفون مرافقين له ويهيئون له الأرضية للغناء.

لنسعد ونرتقي

من سيدات الكورال التقينا السيدة هدى خرسا، أمينة السر، التي تقول: “نشعر بالامتنان للمايسترو غادة حرب التي تتابع قيادة الكورال بشخصيتها الاستثنائية والتي استطاعت أن تجمع حبات اللؤلؤ بخيطها الذهبي، جمعتنا الرغبة بالقيام بشيء نحبه ونؤمن به ألا وهو الغناء، وبدأنا المشوار مع المايسترو بريمو رحمه الله ونتابع اليوم بكل شغف وإيمان بأن الفن والموسيقا ترتقيان بالمجتمع، واخترت الانضمام للكورال للمشاركة بتقديم فن راقي وملتزم بصورة حضارية، ويتحدد الانضمام للكورال بعد تقييم الصوت من قبل المايسترو حرب وأن تتمتع السيدة بنفس الخليط النفسي والفكري الذي تحمله سيدات الكورال وتؤمن به، نحن نسعى لنشر الفرح في هذه الأوقات الصعبة ونساهم في الترويح عن النفس لدى الجمهور عبر إحياء الأغاني التراثية والطربية وتعريف الأجيال بقامات فنية وموسيقية لن تموت”.

كورال-جوى
كورال-جوى

على قلب واحد

 ومن مؤسسي الكورال التقينا ليلى بحرة التي حدثتنا عن تجربتها مع الكورال: “في البداية تحمست للانضمام إلى الكورال على سبيل التجربة، واستمرت التجربة حتى اليوم، وشاركت بكل حفلاته فقد أحببت التوليفة النسائية المقدمة وجذبتني روح العمل الجماعي، رغم أنني لم أفكر بالغناء في السابق لكن الآن أصبح لدي الوقت والفرصة المناسبين لإظهار موهبتي من خلال الكورال وثابرت على التدريب والغناء واعتبر أوقات التدريب ساعة من الانطلاق أعبر من خلالها عن نفسي وأنسى فيها الهموم والمشكلات التي تفرضها الظروف المحيطة، وأرى أن الجو الذي تسوده الألفة والمحبة بين سيدات الكورال هو العامل الأساسي الذي ساعد على استمراره فجميعنا على قلب واحد”.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة