جوى للانتاج الفني
الرئيسيةمساحة حرةبين خصر مكشوف ووجه مستور... صور نمطية لأزياء النساء العربيات في السينما...

بين خصر مكشوف ووجه مستور… صور نمطية لأزياء النساء العربيات في السينما الهوليوودية

أندى يوسف الخطيب

إنه عالم هوليوود البهيج والصارخ، أحد أهم صناع الصور النمطية في أذهاننا.
حيث للعشاق معيار جمالي محدد كما هو الحال للبطل الأميركي المخلص والرجل الشرير ذي الارتباطات الخارجية.
وعلى الرغم من محاولة صناع السينما استبدال هذه الصور،
حيث تغيرت المعايير الشكلية لبطلات ديزني ولم يعد بالضرورة أن يكون الجيد جميلا والشرير قبيحا،
إلا أن صورتنا نحن النساء العربيات ما زالت محصورة بين امرأة غاوية وامرأة مقموعة وبالطبع ليس هناك أسهل من تمثيل الاغواء بلباس رقص، والقمع بغطاء رأس.
هذه هي المرأة العربية في المجمل في هوليوود، فلن يبذل خبراء الملابس جهداً في تصميم ملابس السيدة العربية.

الملابس كرمز لتعزيز الصور النمطية

 كثيراً ما تُصور النساء العربيات بوصفهن جذابات وغامضات، حيث يتميزن باللباس الجريء والرقصات المثيرة. وبالطبع فيلم علاء الدين بنسخته الكرتونية عام ١٩٩٢ ونسخته التمثيلية عام ٢٠١٩ يعد من أكثر الأفلام تكريساً لصورة المرأة العربية من خلال شخصية ياسمين،
الأميرة الغامضة التي تتقن الإغواء ويساعدها بالطبع لباسها الذي لا يمكن أن يكون ابن بيئة أو زمان أو مكان ”الحدوتة“ الافتراضية لعلاء الدين وهي لا تشبه البيئة التي تعيش بها وهذا ما نراه حين تتجول في السوق.
نرى حينها نساء ممتلئات ومختبأت خلف ملابس فضفاضة بالية وباهتة الألوان.
وهنا الصورة النمطية الأخرى، نساء عابرات لا أثر لهن ولا تأثير وهي الصورة الأكثر تداولاً للسيدات العربيات.
هذا ما نراه أيضاً في فيلم سكس أند ذا سيتي،
فالصديقات الأربعة يردن أن يسافرن إلى أبو ظبي حيث تبدي جيسكا باركر سعادتها بالسفر لبلاد ياسمين وشهرزاد.
تذهب الصديقات الأمريكيات إلى أبو ظبي لقضاء العطلة وفي حين يكون الرجال العرب في الغالب أشخاصاً مرحبين، تُهمش النساء العربيات؛ حيث لا يتواصلن مع الشخصيات الرئيسية بل هن دوماً في خلفية أي مشهد بغطائه الأسود وبالتالي يُصورون كمن لا يتحدثن. في مشهد في مطعم الفندق، تقول كاري بشكل صريح أن تغطية الوجه تبدو غريبة بالنسبة لها، وتضيف: “فيبدو وكأنهم لا يريدون لهن أن يكون لديهن صوت”.

نحن أمام صورتين نمطيتن معيارهما فقط اللباس. إما امرأة بحجاب فهي حتماً لا صوت لها،
أو جريئة في لباسها لتثير الغرائز

إذاً نحن أمام صورتين نمطيتن معيارهما فقط اللباس. إما امرأة بحجاب فهي حتماً لا صوت لها، أو جريئة في لباسها لتثير الغرائز. في التفكير بتصوير هوليوود لأزياء النساء العربيات، لا يمكن للشخص إلا أن يستشعر نمطاً مقلقاً من التبسيط والاستيلاء الثقافي. هذه التصويرات، بعيدة عن تقديم رؤى متنوعة في النسيج الثقافي العربي الغني، تعزز الصور النمطية التي تضر بالأفراد المصورين والجماهير التي تستهلك هذه السردية.

في قلب هذه المسألة يكمن قلق أعمق وهو عدوى هوليوود وتكرار هذه الصور النمطية في الشاشات العربية، مما يشير إلى اتجاه مقلق في السعي إلى قبول هذه الصور. بينما يستسلم صناع الدراما العربية لسحر الأنماط الغربية في سبيل الاعتراف الدولي، يخاطرون بمحو الأصوات والتجارب الأصلية لمجتمعاتهم، وبالتالي تكرار دورة محو الثقافة والاندماج.

في النهاية، فإن السعي وراء التمثيل الأصيل ليس مجرد مسعى جمالي ولكنه إلتزام أخلاقي، وقبل أن نطالب السينما العالمية بهذا التمثيل ربما علينا البدء من انتاجاتنا الفنية.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة