جوى للانتاج الفني

خالد القيش

تختلف ملامح النجومية بين فنان وآخر، لكن هناك دوماً من يبحث عن بصمة خاصة به، وهذا هو حال ضيفنا لهذا العدد، والذي يؤمن بأن ما يقدمه من أعمال هو ما يصنع اسمه، دون أن تشغله أعداد المتابعين وإحصاءات الـ «سوشال».
لم يصل إلى نجوميته مصادفة، بل جاء ذلك نتيجة تراكم أعمال، جهد، وتعب، توجت في السنوات الأخيرة بإطلالات لافتة، عبر شخصيات أحبها الشارع، ودخلت إلى كل البيوت.
وفي مرة قالت له سيدة تحرص على متابعة أعماله: «عندما أشاهد صورتك على الشاشة، أشعر أن الحياة ما زالت بخير»..

الفنان خالد القيش أهلاً وسهلاً بك نجم الغلاف لهذا الشهر.
أهلاً وسهلاً بكم..

بدايةً، لماذا تأخرت نجومية خالد القيش، على الرغم من امتلاكه لمقومات النجم؟
لم تتأخر نجوميتي وكنت معروفاً في الوسط الفني منذ البدايات من خلال الأدوار التي قدمتها، ولكن برزت بشكل أكبر عندما قدمت بطولات مطلقة، إلى جانب أن مفهوم النجومية يختلف بالنسبة لي عما ينظر إليه الناس.
فالنجومية لا تعني مدى معرفة الأشخاص لك، بل ما يكتب عنك من قبل نقاد ومختصين في مجال الفن، فهناك من يمتلكون ملايين من المتابعين على السوشال ميديا، ولكن هذا لا يعني أنهم نجوم.

هل تزعجك فكرة مقارنتك بأبناء جيلك من الفنانين؟
أبداً لا تزعجني فكرة المقارنة، على العكس أنا أحب المنافسة، وهي واحدة من ميزات الدراما السورية بأنها تجمع أكثر من عشرة نجوم في عمل واحد، والذي أسس لهذا الأمر المخرج الراحل حاتم علي، الذي يمنح الممثل مساحة لتقديم نفسه.
ولكن حالياً أصبحنا نرى البطولة المطلقة في بعض الأعمال وفقاً للنصوص التي تطرح.

لم تكن اختياراتك الفنية على سوية واحدة، هل تلوم نفسك على هذه الخيارات اليوم؟
طبعاً، ولكن مع الوقت والخبرة يبدأ الشخص باكتشاف أخطائه، والمهم هو ألا يكررها، وأن يتعلم من الأخطاء.

ما الذي اختلف في خالد القيش قبل وبعد «دقيقة صمت»؟
بطولة «دقيقة صمت» لم تأتِ من فراغ، وإنما كانت تتويجاً لتراكم تعب وجهد سنوات، بعد تقديم أدوار عديدة خلال السنوات: «سكر وسط»، «بانتظار الياسمين»، «ياريت».. وأعمال أخرى.
علماً أني لم أكن بين الخيارات الأولى لتأدية دور العميد عصام، ولكن المخرج شوقي الماجري كان مؤمناً بأني استطيع إغناء هذا الدور وتقديمه بطريقة مختلفة، ولكن كان لدي تخوف كبير من تأدية دور شخص كبير بالسن وضابط، وعندما عرض العمل حصد نجاحاً كبيراً، وذلك ما جعلني خائفاً أكثر من الذي سأقدمه لاحقاً.

تزامنت وفاة والدتك مع تصويرك لشخصية العميد عصام، هل كان لهذا الفقد أثر على أدائك وعلى مخزونك من الحزن والمشاعر؟
توقفت عن التصوير حينها لمدة ثلاثة أيام فقط، وكان الحل الوحيد أمامي أن أفصل بين ما حدث وعملي، وأفرغ كامل طاقتي في الشخصية، ولكن عندما كنت أعود إلى المنزل كانت تتملكني حالة حزن حقيقية.
والعائلة حينها هي التي ساندتني، وتطوري الأساسي في التمثيل جاء بعد أن أصبح لدي عائلة، وأذكر جيداً حين كنت أصور مسلسل «أرواح عارية» مع المخرج الليث حجو، أنه قال لي: «خالد أنت فارق كتير بعد الزواج».

خالد القيش

من هو المخرج الذي استطاع توظيف أدوات خالد القيش بالشكل الأفضل؟
جميع المخرجين الذين عملت معهم، ولكن خلال السنوات الأخيرة هناك من أصبحت أتوافق معهم فكرياً، وخاصة المخرجة رشا شربتجي التي تجمعني بها شراكة وصداقة حقيقية، ظهرت في «حارة القبة»، «مربى العز»، و»كسر عضم»، ودوماً تدور بيننا نقاشات سواء كنت مشاركاً بالعمل أم لا. وأيضاً الليث حجو، سيف سبيعي، والمثنى صبح..

كيف اختلف التعامل مع خالد القيش.. حين كان نجم صف ثانٍ ويوم أصبح نجم صف أول؟
لم تختلف طريقة التعامل معي منذ البدايات سواء من قبل المخرجين، المنتجين، أو الفنانين، على العكس تماماً تجمعني بهم عشرة عمر طويلة، وهذا ما يضعني في حرج ببعض الأحيان عندما يطلبون مني تأدية دور غير مناسب لي.
الأمر الذي خلق بعض الحساسيات خلال العام الماضي، ولكن لم أعد استطيع القبول بأي دور يُسند لي، هناك مستوى معين لا يمكن أن أتنازل عنه بعد الآن.

هل ما زال خالد القيش يقرأ نص العمل كاملاً أم أنه بسبب أعباء الحياة وضغوطات العمل يكتفي بقراءة شخصيته فقط؟
أنا متعصب جداً من ناحية قراءة النص، ولا أذهب للعمل دون قراءة أدوار الجميع والتعرف على خطوط الشخصية، لأن ذلك يعطيني نوعاً من الثقة حول ما أفعله، الأمر الذي يزعج شركات الإنتاج في بعض الأحيان.
وأستطيع أن أخبركم عن ثلاثة أعمال قرأتها بيوم واحد، هي «دقيقة صمت»، «غزلان في غابة الذئاب»، و»التغريبة الفلسطينية»، حيث جذبتني أحداثها إلى حد لم أستطع التوقف لحين انتهاء النص.
إلى جانب أن جميع العاملين في مسلسل «دقيقة صمت» قاموا بقراءته كاملاً، لشدة الحماس للأحداث.

شاركت في عدة أعمال حملت توقيع المخرج حاتم علي، ما أبرز النصائح التي قدمها لك؟
اذكر جيداً أن الراحل حاتم علي أثنى على أدائي فقط مرة واحدة، أثناء تصوير مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، حيث اقترب مني بعد أداء أحد المشاهد باللهجة الفلسطينية وقال: «كتير عم تشتغل منيح يعطيك العافية»، ليعلق بعدها الراحل خالد تاجا: «هي ما بقولها لحدا نيالك!»، وقد كان أستاذي في المعهد وخرجني، وتعلمت منه في المسرح والدراما.
في سوريا كان هناك مكان واحد أكاديمي وهو المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم يكن هناك أي جامعة تدرس الإخراج أو الإضاءة وغيرها، وهذه ميزة الراحل حاتم علي أنه ممثل خريج المعهد العالي، وأصبح مخرجاً، بالتالي همه الأساسي إخراج أفضل ما لدى الممثل،
وعندما يقف خلف الكاميرا ويعطي ملاحظات حتماً ستكون صحيحة لأي ممثل، لذلك أي ممثل يعمل مع حاتم علي يلمع، لأنه يحرك الممثل في داخله.
ومثال آخر على ذلك الفنان رامي حنا، صاحب مشروع، ويقدم بين الفترة والأخرى أعمالاً حقيقية تبقى في الذاكرة، حيث قدم «غداً نلتقي»، وإلى اليوم لا يخرج عملاً إلا ببصمته الخاصة.

يمكن القول أن مسلسل «التغريبة الفلسطينية» بمثابة جواز سفر لأي فنان شارك فيه؟
ولكن هل تعلم كم ممثل شارك في التغريبة، وكم جواز سفر منح هذا العمل!
يمكن القول أن «التغريبة الفلسطينية» وثيقة ستؤرخ بعد مئة عام تخص أهلنا في فلسطين، وتتحدث عن التغريبة التي حصلت، فقد كان العمل بالنسبة لنا مشروعاً وطنياً بامتياز وأرشيفاً سيبقى للأبد.

هل شعرت، في لحظة ما، أن قبولك لدور الرائد مروان في «كسر عضم» بعد «دقيقة صمت» فيه نوع من التنازل؟
أنا ممثل وما أهواه في النص وأحبه أقدمه، ولكن حتى لو كان عمل بطولة ولم أحبه لا أقوم به، لأني أعمل على تقديم متعة للناس. بالطبع يلعب الاعتبار المادي دورا في بعض الأحيان، لكن هذا لا يعني تنازلاً بالنسبة لي.
قدمت دور الرائد مروان لأنه كان لدي رسالة أرغب بإيصالها وهي أن في البلد أخياراً كثيرين، وليس جميع الضباط فاسدين، خاصةً أني كنت اتخذت قراراً بعد دور «العميد عصام» ألا ألعب دور الضابط، ولكن المخرجة رشا أكدت لي أن مروان لا يشبهه، واستطيع أن أقدمه بطريقة مختلفة.
وهذا ما حصل فعلاً، قدمت الرائد مروان، الشاب، اللطيف، صاحب النكتة، وتعمدت استخدام عدة لهجات: ساحلية، من السويداء، ومن دمشق، لأعبر عن واقع ضباط الأمن الجنائي الذين يعيشون في دمشق ويخالطون الكثير من الناس.

 

خالد-القيش
خالد-القيش

والآن هل ستكف عن تقديم دور الضابط؟
لن أقدم دور الضابط مجدداً إلا بحال كان بشخصية جديدة مختلفة، وهنا يكمن التحدي في الفن بأن تؤدي ذات الدور ولكن بطريقة مختلفة.

أنت مقل جداً في الأدوار الكوميدية، ما الذي يعيق مشاركتك في عمل كوميدي، خاصة أن مشاركاتك ضمن الأعمال من هذا النوع لم تكن على سوية عالية مثل مسلسل «هواجس عابرة»؟
في حقيقة الأمر، لدي مشكلة مع مفهوم الكوميديا في الدراما السورية، كونها قائمة على التهريج، وتعتمد على إضحاك المشاهد على الممثل وليس على ما يحصل معه، ولا أفضل المشاركة بهذا النوع، كما هو الأمر في مسلسل «عيلة 7 نجوم» على سبيل المثال، إلى جانب وجود مشكلة في صناعة النص الكوميدي في البلاد. باستثناء ما قدمه الكاتب ممدوح حمادة في مسلسلي «ضيعة ضايعة»، و»الخربة»، اللذين يضحكاني من قلبي عند مشاهدتهما، باعتبارهما يقومان على النقد بعيداً عن التهريج.
ولكن ما لا يعرفه الجمهور عني أني خلال سنوات المعهد لم ألعب سوى أدوار كوميدية، وأول دور أديته في المسرح بعد التخرج كان مع الفنان غسان مسعود في مسرحية «دبلوماسيون»، بصحبة الراحل نضال سيجري ومحمد حداقي، وأحدثت ضجة حينها.
أتمنى أن أؤدي دوراً كوميدياً، ولطالما طالبني ويطالبني المخرجون والمحيطون بي بذلك.

منذ عرض فيلم «ليالي ابن اوى» بدأ استخدام اللهجة كعكاز للكوميديا، واستثمرت في كثير من الأعمال بعدها. ما رأيك بذلك؟
في بعض الأحيان تكون اللهجة عكازاً، وأحياناً تكون ضرورة كما حصل في «ضيعة ضايعة»، و»الخربة» لأنك تعيش في بيئة كاملة تتحدث بهذه اللهجة. ويمكن أن تكون عكازاً كما حصل في بعض لوحات بقعة ضوء، لأنها تكون لمدة أربع دقائق، بالتالي يمكن استخدامها لعدم وجود مساحة كافية.

هل دعيت للمشاركة في مسلسل «ضيعة ضايعة»؟
لم أدعَ للمشاركة في العمل، ولا يفكر بي المخرجون لأعمال كوميدية، خاصة أن الممثل يؤطر في الدراما السورية في كثير من الأحيان، وهناك من لا يدعوني إلا لتجسيد دور الضابط.

لو خيّرت أن تكون أحد أبطال مسلسل «ضيعة ضايعة» من تختار؟
لا أعتقد أني سأجسد الدور أفضل من باسم ياخور، أو فادي صبيح وجميع الممثلين، ولكن يمكن أن أكون بدور «جودة، أو سلنكو»..

ماهو أكثر عمل كوميدي تحبه ويدفعك للضحك؟
«الخربة»، الكثير من المواقف فيه أضحكتني، وعلى وجه الخصوص مشهد عودة الطبيب البيطري إلى القرية، لأنه خلق حالة كوميدية صادمة.

هل ترى اليوم أن فكرة الثنائيات في الدراما السورية قد انتهت؟
لا يوجد ثنائيات في الكوميديا اليوم، وهو أمر يتعلق بالمشروع والنص، وفي حال الرغبة بالقيام بمشروع كوميدي في سوريا، يجب أن يكون هناك نص وشركة تتبناه كما حصل في «ضيعة ضايعة» مع المخرج الليث حجو، و»بقعة ضوء» للفنانين أيمن رضا وباسم ياخور.
أما بالنسبة لنصوص الدراما، فالشركة المنتجة هي التي تحدد الثنائيات، وبحال عدم الموافقة عليها، تكون هناك بدائل أخرى.

لو طرحنا عليك أن تكون في ثنائية، مع من تتمنى أن تجسدها، بدايةً في الكوميديا؟
أحب العمل مع الفنانة كاريس بشار، وكان لنا مشاركة ناجحة في لوحة في «سيرة الحب».

وفي الدراما؟
في الدراما أحب أن أكون في ثنائية مع الفنانة سلافة معمار.

من الممثل الذي يمكن أن يلعب دور أبيك في ثنائية تتوقع أن تكون جيدة؟
الكثير من الممثلين الكبار هم أساتذتي وأتعلم منهم جميعاً، الفنان غسان مسعود، فايز قزق، أيمن زيدان، عباس النوري، وكنت سعيداً بأني شاركت كندّ له في «حارة القبة»، والفنان بسام كوسا، الذي اجتمعت معه في مسلسل «مال القبان» ولم يعرض بعد.
وأشعر أنه ستكون هناك كيمياء عالية بيني وبين الفنان أيمن زيدان، غسان مسعود، وسلوم حداد.

ودور والدتك؟
منى واصف، والراحلتان أنطوانيت نجيب، ونبيلة النابلسي، خاصة أن طاقتها ستذكرك حتماً بوالدتك.

شاركت في مسلسل « الإمام» ومسلسل «المنصة»، وكان العملان على مستوى إنتاج عالٍ، لماذا لم تحقق الانتشار من خلالهما؟
هناك العديد من الأعمال التي كانت على مستوى عالٍ من الأهمية، لكنها لم تحقق انتشاراً مثل «غداً نلتقي»، «حلاوة روح»، وجمعت نخبة من الفنانين مثل عبد المنعم عمايري، دانة مارديني، مكسيم خليل، كاريس بشار، ولكن ذلك لا يعني أنها لم تنجح، الأمر متعلق بمزاج الجمهور، ونوعية الأعمال. فعلى سبيل المثال، مسلسلات «للموت»، «باب الحارة»، «صبايا» حققت انتشاراً واسعاً، كونها تحقق شروط الجمهور من عوامل

تتعلق بالجمال، الخيانة، وبعضها كان خفيفاً ما ساهم بانتشارها.
بالمقابل الأعمال التي بحاجة إلى ضغط وتركيز خلال المشاهدة لا يفضلها الناس بشكل كبير، وهذا ما حصل في «المنصة»، علماً أنه وصلني بعد هذا العمل، ولأول مرة، إعجاب من شخص بريطاني.
أما مسلسل «الإمام» للمخرج الليث حجو، فحقق ضجة كبيرة في الوسط الفني والثقافي بمصر، إذ لم يطرح عمل تاريخي منذ 20 عاماً، وكنت أنا السوري الوحيد المشارك فيه، ولكن لا يمكن التقييم من خلال أشخاص غير مهتمين بالتاريخ.

سبق وصرحت بأن الأعمال المشتركة في بعض الأماكن كان من الأفضل ألا تحصل، ما الذي دفعك للمشاركة في مسلسل «للموت»؟
أعتبر مسلسل «للموت» من أفضل الأعمال المشتركة التي شاركت بها، وأعجبت بالنص عندما قرأته، خاصة أن شخصية «باسل» شكلت تحدياً بالنسبة لي، لأنه شخص ضعيف ولا يشبهني أبداً بطريقة التفكير أو الشكل.
وحصل ذلك بالتزامن مع دور غازي بك في «حارة القبة»، ما خلق حالة من المقارنة بين الشخصيتين من قبل الجمهور.

شاركت في مسلسل «أهل الغرام»، برأيك ما سبب عدم نجاح الجزء الثالث بالمقارنة مع النجاح منقطع النظير للجزأين الأول والثاني؟
الجزء الثالث من «أهل الغرام» كان على شكل «خماسيات» وليس «لوحات» لذلك لم يحقق نفس النجاح.
وكانت فكرة المشروع من ست خماسيات، وأحببت حينها فكرة إعادة إنتاج «أهل الغرام» لأن ظروف البلاد والحب تغيرت، وقدمنا خماسية «مطر أيلول» من إخراج حاتم علي، ونص إياد أبو الشامات، وهي من أفضل الحلقات التي عرضت، وكان لها وقعها الخاص على الناس.

اجتمعت في أكثر من عمل مع الفنانة نادين تحسين بك، كيف توصّف شراكتك معها؟
أحب كثيراً العمل مع نادين، والشراكة بيننا تتطور من عمل لآخر، خاصة أن موهبتها طبيعية، وهي رقم صعب لا يشبهه أحد في الدراما السورية، ولا يمكن إيجاد بديل عنها.

شخصيتك في مسلسل «سكر وسط» كانت حساسة نوعاً ما بالنسبة للمجتمع الشرقي، ما أقصى انتقاد وجه لك عنها؟ وهل كان لديك تخوف من تأديتها؟
بالطبع تخوفت من أداء هذه الشخصية، ولكن لم اتعرض لأي انتقاد بعدها
خاصة أن هذه الحالة موجودة بكثرة في المجتمع، لأسباب عديدة منها مرضية، أو مجتمعية، وكان لدي هدف بإيصال رسالة معينة من خلالها، وأصررت على استخدام كلمة «رجال» وحتى في المشاهد الأخيرة عند القتل.

نلاحظ الآن أن معظم الأعمال الدرامية الجديدة يراها المشاهد لمرة واحدة ولا تعيش معه، ما السبب؟
لا يجب إلقاء اللوم دوماً على الدراما، وإنما الظروف المحيطة ومزاج الجمهور أيضاً عامل مؤثر على المشاهدة، خاصةً أن الناس اليوم تحضر «تيك توك» لساعات طويلة، وأصبحت السوشال ميديا تجذبها بشكل أكبر بكثير، ومع ذلك هناك فئة من الناس ما زالت تشاهد المسلسلات لأكثر من مرة.
ولكن بالنسبة لي في أوقات فراغي أفضل مشاهدة مسلسل «Friends»، فأشعر بالاسترخاء بدل قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي.

من هي الشخصية التاريخية التي يمكن أن تؤديها في مسلسل عن سيرتها الذاتية؟
أحب أن أؤدي شخصية يوسف العظمة، أو سلطان باشا الأطرش، كونها شخصية تاريخية مؤثرة، إلى جانب انتمائي للجولان وهذه البيئة.

إذا أصبح خالد القيش ثرياً، هل سيفكر بالاستثمار في مهنته؟
طبعاً سأستثمر في المجال الذي امتلك خبرة به، وأقيم مشاريع سينمائية، باعتباري قد استثمرت في مطعم سابقاً وخسرت.

يحكى عن خالد بأنه صاحب شخصية كتومة نوعاً ما، بالإضافة إلى أنه قاسٍ لا يظهر مشاعره، ما مدى موافقتك على ذلك؟
أنا بطبعي شخص مسالم جداً في الحياة، ولم يسبق وحصل أي خلاف بيني وبين أحد في العمل، وربما هذا يدل على أن من جمعتني معهم علاقة عمل كانوا أشخاصاً جيدين..
ولكن عموماً، لا أعرف أن أعبر عن مشاعري بالكلام وبطريقة مباشرة، فيمكن أن أدعو زوجتي للعشاء لأعبر عن حبي لها، وربما ذلك يعود لأصولي الريفية.

عشت في دمشق فيما بقي أهلك في الجولان المحتل. ما الذي ساعدك على تحمل ألم الفراق عنهم؟
أنا من منطقة محتلة ومن الصعب على شخص مثلي أن يكون حلمه أن يصبح ممثلا مشهورا، ولكن الدعم كان من البداية من قبل أهلي، الذين وقفوا إلى جانبي، وهم أخوتي الستة، وأكبرهم فارس الداعم الأول لي بعد رحيل والدي، والذي سمح لي بأن ادرس الفرع الذي أرغب ولكن بشرط أن انجح به وأحافظ على اسم العائلة وقيمها.
علماً أن رغبة البيئة والقرية لا تتوافق مع رغبتي بأن أكون ممثلاً، خاصة أن أخوتي أطباء ومهندسون، فكان من المستهجن أن أسلك طريقاً مغايراً.
وفي البدايات كان أصدقائي في المعهد والعمل قد وقفوا إلى جانبي حيث تنقلت بينهم في مختلف المحافظات، لحين أن تزوجت.

لو لم تكن من الجولان المحتل الذي يعيش حالة المواجهة مع عدو يهدد هويته، هل كنت ستسمي أولادك بهذه الأسماء نفسها : فارس وأصيل؟
بالنسبة لي الاسم يعني الكثير، لأنه جزء من الشخص. أسميت ابني الأول فارس، على اسم أخي الكبير لأنه يعني لي الكثير، وله مكانة خاصة في حياتي.
أما أصيل، فأنا أحب الأسماء العربية، وأثناء البحث عن اسم له وجدته، مدفوعا برغبتي بأن يأخذ سماته من اسمه .

أنت تتقن اللغة العبرية، هل سبق ووضعت في موقف اضطررت فيه لاستخدام هذه اللغة؟
مثلت باللغة العبرية عدة أعمال، منها مع المخرج باسل الخطيب في دور ضابط يهودي.
وسبق وصادفت مجموعة من الإسرائيليين في مصر أثناء تصويري لمسلسل «صراع على الرمال»، وطلبت حينها امرأة منهم التقاط صور تذكارية مع أحد الممثلين المصريين، ما أثار غضبنا واعتذر الممثل عن الصورة، واضطرني إلى التعبير عن ذلك وقلت:
«أنا من الجولان المحتل، ألا يكفي احتلالكم لأرضنا؟!، تريدون التقاط صور تذكارية معنا؟!، ويشرفنا ألا نتصور أو نتكلم مع شخص مثلكم».

هل ستعلم أبناءك هذه اللغة؟
لن أعلم أبنائي اللغة العبرية، وأنا تعلمتها بشكل إجباري حيث كانت مفروضة علينا في مدارس الجولان، ولكن من المهم للشخص أن يعرف لغة عدوه.

هل تدعم فكرة دخول أبنائك إلى الوسط الفني؟
بصراحة، عندما كنت في لجنة القبول بالمعهد العالي هذا العام، طلبت من اللجنة ألا تقبل ابنيّ إذا تقدما للمعهد دون أن يمتلكا الموهبة، ليكونا في مكان يشبههما، وبالتالي أفضل لهما..
علماً أن فارس جرب التمثيل سابقاً بخيار من المخرجة رشا شربتجي في «حارة القبة»، وأشرفت على تدريبه، ولكن الخيار متاح له وفقاً لرغبته.
أما أصيل فلا يحب التمثيل، وعندما يراني بدور الشرير يقوم بتغيير المحطة.

ظروف وطقوس الزواج في الجولان مختلفة وصعبة، حدثنا عنها باعتبارك ابن الجولان.
بعد الاحتلال أصبح جزء من الجولان محررا، وجزء آخر محتلا، وبعد الزواج والخروج منه لا يمكن العودة إليه، وعلى العكس ففي حال البقاء في الجولان لا يمكن الخروج منه.
أن يحرم الطفل من عائلته وأيضاً الزوجة من عائلتها، ظلم إنساني لا مثيل له..لكن زوجتي كانت في دمشق، وتجنبت عناء هذا الأمر، حيث لا يمكنني تحمل مسؤولية مشاعر فقدان الأهل لأي شخص.

بحسب المتداول أنك أقمت زفافين، ما تفاصيل هذه القصة؟
في حقيقة الأمر أني أقمت أربعة أعراس، اثنان منها في دمشق مع أهل زوجتي وأقاربها، واثنان في الأردن، ليشارك أهلي معي بالزفاف، حيث أقاموا لي احتفالين هناك.
وصديقي الفنان وفيق حبيب هو من شاركني بالغناء في حفل زفافي.

هل تحبذ فكرة اللقاء الإعلامي مع العائلة كلها؟ ما هو الأمر الذي سيجعلك تحاول إقناع زوجتك أن تظهر على الإعلام بلقاء معك؟
أنا واضح في هذا الأمر، وعائلتي منفصلة عن عملي وبعيدة عنه، وزوجتي قررت الابتعاد عن الأضواء والظهور على الإعلام بكامل رغبتها، ولأنها ترغب أن تعيش بحريتها، لكنها ترافقني في جميع الاحتفالات، والمهرجانات التي أحضرها.

صرّحت أنك أحببت أكثر من مرة. هل شعرت بفقدان شغف الحب بعد هذه التجارب؟
العلاقات التي لا تتوج بالزواج يمكن القول عنها بأنها فاشلة، لأن الحب الحقيقي ينتهي بالزواج، وأنا تزوجت بعمر الثالثة والثلاثين وكنت رافضاً لهذه الفكرة، ولكن عندما تعرفت على زوجتي قررت أني سأكمل حياتي معها.

في لقاء لك، صرّحت بأنك كنت تسأل أهلك باستمرار عن دمشق، وتحلم بها، اليوم بعد أن عشت في دمشق، كيف أصبحت مشاعرك تجاهها؟ كيف أصبحت نظرتك لها؟
من المستحيل أن أتخلى عن الشام، فقد تخليت عن كل شيء لأجلها، واليوم إن تحرر الجولان، سأزوره ولكن سأعود إلى الشام.
فقد تركت عائلتي، وأمي، وأبي، وأخوتي، كي آتي إلى الشام، وحتى حين حصلت الحرب لم أسافر، أعتقد أن هناك رابطاً وثيقاً يجمعني بها، ودوماً أقول «خالد بالشام».
رغم أني أحب السفر، ولكن أعود إلى هنا دائماً.

بالحديث عن المشاعر، ما الذي يخيف خالد القيش؟
لا شيء يخيفني، لأنه لا يوجد ما هو أصعب من خسارة الأم.

ما الذي يجعلك سعيداً؟
أكثر ما يمنحني السعادة، هو ابني أصيل، أما فارس فهو صديقي.

ما الذي يجعلك حزيناً؟
أشياء أتمنى لو أنها حدثت وساعدني الظرف على القيام بها، كزيارة أماكن في الجولان، ورؤية والدتي قبل أن تتوفى.

متى تشعر بالفخر؟
أكثر ما يشعرني بالفخر عندما يقول لي أخي فارس «فاتحلنا عينا».

مالذي يكسر خالد القيش؟
حقيقةً الناس الذين أحبهم

ما الذي يشعرك بالأمان؟
زوجتي.

ومتى يشعر خالد بنشوة الانتصار؟
عندما أقدم دورا ناجحا وأحصد تعليقات جميلة من الناس.

هل تخاف من فكرة التقدم في العمر؟
لا أخاف من التقدم بالعمر، وأشعر نفسي ازداد جمالاً مع الوقت، على العكس أعتقد أن الكبر هو بالتجربة والنضج، ومع ذلك يبقى الإنسان بحاجة أن يتعلم.

من هم أصدقاؤك؟ وما صفاتهم؟
في دمشق لدي صديقان فقط أحدهما مهندس، وأنا على تواصل يومي معهما، وهما يشبهانني بطريقة التفكير والشخصية.
وفي دبي أيضاً لدي أصدقاء، أما بالنسبة للصداقات في الوسط الفني فهناك صعوبة بالتواصل الدائم تبعاً لظروف العمل، ولكن أصدقائي هم الفنان علاء الزعبي، الفنان فادي صبيح، جمال شقير، والمنتج تامر حمادة.

لا تجري الكثير من اللقاءات على وسائل الإعلام المحلية، ما السبب؟
حقيقةً لا أجري لقاءات مع وسائل الإعلام المحلية لعدم خبرتهم في طرح الأسئلة، وقلة من يمتلك القدرة على إدارة الحوار.. عموما أفضل الإعلام الخاص.
تشكلت لدي ردة الفعل السيئة هذه تجاه الإعلام، نتيجة عدة مواقف، أحدها حصل معي أثناء التصوير، وأخطأت الصحفية بمعلومات عني، ما دفعني لإلغاء اللقاء.
يمكن القول إنه لدي مشكلة مهنية مع وسائل الإعلام وليست شخصية، وبالمقارنة مع لبنان، ودبي، والأردن نجد أن لديهم القدرة على إجراء الحوارات وظهرتُ في عدة لقاءات معهم، ولكن على الصعيد الشخصي لا أفضل الظهور الدائم.

يحكى كثيرا عن مزاجية الفنانين في التعامل مع الإعلام، ما تعليقك؟
يمكن القول إن هذا الأمر صحيح، ولكن لأسباب عديدة، منها أن الفنانين أصبحوا مشاهير بعد تعب وجهد لفترات طويلة، وبالتالي هم بحاجة لتقدير هذه المسيرة مادياً ومعنوياً، وعند طلب لقاءات دون أي مقابل، تتشكل ردة الفعل لدى الفنان من الإعلام. خاصة أن بعض القنوات تستقبل أي اسم فقط لملء الهواء.
فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يجري الفنان بسام كوسا بعد هذه المسيرة عدة لقاءات مع مثل هذه القنوات.

علاقتك مع وسائل التواصل الاجتماعي ليست قوية، لماذا؟
أنا مبتدئ جداً بالتعامل مع السوشال ميديا، وغير متقن لها، وهناك من اقترح أن يدير صفحاتي، ولكن رفضت لعدم ثقتي بهذا الأمر.
وأفضل أن أشارك الناس المعلومات الخاصة بأعمالي الفنية فقط، بعيداً عن حياتي الشخصية، إلا بحال كانت لدي مناسبة وأرغب بمشاركة الجمهور بها.

هناك مفارقة: يحضر الفنانون السوريون بكثافة على وسائل السوشال ميديا، وفي الوقت نفسه، يتعاملون معها بترفع، ما تفسيرك لذلك؟
نحن جيل غير محترف باستخدام السوشال ميديا، ربينا على الكاسيت والأبيض والأسود. وطرح عليّ سابقاً أن أدخل عالم «التيك توك» وغيره من التطبيقات، لجني الأرباح، ولكن المحتوى المطروح عليها بحاجة لتوجيه وأن يكون مضبوطاً بشكل أكبر، ما يشكل حالة قلق تجاهها في ظل وجود أشخاص يستغلون هذا الأمر بطريقة ما.

عدد المتابعين يقدم فرص عمل أكثر للفنان، هكذا يقال، هل عدد المتابعين لديك يقدم لك فرصاً أكثر بحسب رأيك؟
عدد المتابعين يساعد على إيجاد فرص للأدوار، لأن القائمين على الأعمال بحاجة لأشخاص معروفين للتسويق للعمل، ولكن ذلك لا يعني نجاحه، لعدم وجود رابط بين المتابعين والمستوى الفني.
وأنا معجب بطريقة تعامل الممثل التركي خالد أرغنتش على السوشال ميديا، لديه عدد جيد من المتابعين، ويشارك صوراً له من أعماله وتحصد تفاعلاً كبيراً من المتابعين.
بالمقابل هناك فنانون يستخدمون السوشال ميديا لست أو سبع ساعات يومياً، ويصرّح العديد منهم بأنهم لم يحضروا مسلسلاً منذ سنوات طويلة، بالتالي هم لم يعودوا ممثلين، ولكن بحال كان هذا الأمر يحقق لهم أرباحاً مالية، فهذا شيء مختلف.

جلسات التصوير الرائجة هل أصبحت ضرورة برأيك؟ وهل عرض عليك سابقاً أن تكون وجهاً إعلانياً لإحدى الماركات؟
جيدة، وسبق وأن اقترح عليَّ أن أمثل إعلاناً لشركة سيارات، ولكن لسوء الحظ حصل انفجار المرفأ ولم يصور الإعلان.
كفنان سوري أن تكون وجهاً لماركة عالمية هو أمر مهم، ودليل على قيمة هذا الفنان، وتحقيق نوع من الانتشار له.

ما قصة دخولك إلى المعهد العالي للفنون المسرحية؟ وهل قبلت من المرة الأولى؟
لم أقبل من المرة الأولى في المعهد، وتقدمت لثلاث مرات حتى قبلت في المرة الأخيرة.
في المرة الأولى التي تقدمت بها للمعهد كنت قادما من الجولان، حيث لا وجود للمسارح والمراكز الثقافية، وكل ما أعرفه عنه «مدرسة المشاغبين، والعيال كبرت»، فقد كنا نبحث عن المكتبات بصعوبة كبيرة، ولم تكن لدي الثقافة الكافية.
تقدمت حينها للمعهد ورفضت، ودرست بعدها لستة أشهر كطالب مستمع في المعهد لرغبتي بتعويض ما لا أعرفه، ومن ثم تقدمت مرة أخرى ورُفضت، وعدت إلى الجولان، وشعرت أنها ليست مهنتي، بالتزامن مع وفاة والدي.
ومن ثم عدت إلى دمشق لدراسة التعويضات السنية في المعهد، ودرست لمدة عام، إلى أن جمعتني صدفة مع الفنان محمد آل رشي ودعاني للعمل معه في مسرحية، ما دفعني لأتقدم للمعهد وقبلت حينها.

في العام الحالي أصبح عدد المتقدمين للمعهد أقل من السنوات السابقة، بسبب الدورات التي تجرى، هل يمكن لهذه الدورات أن تعوض عن المعهد؟
لا يمكن قول ذلك، وكثير من المتقدمين للدورات تقدموا إلى المعهد، ولكن قلة العدد هي بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، والوضع الاقتصادي، حيث أصبح الشباب بحاجة لأن يعملوا بأكثر من مجال لتحصيل دخل مناسب.

قدمت بعض المسرحيات ولكنك بشكل عام مقل جداً في المسرح، هل كانت المشاركات بمثابة تبرئة ذمة.. رفع عتب؟
شاركت بعد تخرجي من المعهد بأربع مسرحيات، واحدة منها كوميدية للأطفال مع الفنان الراحل نضال سيجري، بعدها «دبلوماسيون» مع الفنان غسان مسعود، ومسرحية تاريخية مع طلال نصر الدين. وأخيرة تحت عنوان «تيامو» لرغداء شعراني.
ولكن المسرح قبل 2010 يختلف عن بعدها، وكان التوجه الأكبر والنشاط الفني نحو الدراما التلفزيونية، حيث كان ينتج نحو 50 عملا في العام الواحد، وكانت مرحلة تأسيسية، ومن ثم أصبح وضع البلد صعبا ولم يعد الجمهور مهتماً بالمسرح.

ما رأيك بفكرة ملتقى الإبداع التي ينظمها المعهد؟
فكرة جيدة، خاصة أن المعهد العالي له وقع خاص على كل من يدخل له، وملتقى الإبداع يكرم خريجي المعهد، ممن يستحقون التكريم.

أنت مقل جداً في السينما أيضاً. هل ظروف السينما في البلاد هي السبب؟
بالتأكيد، ظرف السينما في البلاد غير متوفر، والمخرج عبد اللطيف عبد الحميد هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن أعمل معه بالسينما، لأنه صاحب مشروع ويبحث عن الممثل المناسب للدور دون أي اعتبارات أخرى، ولليوم لم يحالفني الحظ بأن أكون بدور معه.
ولكن سابقاً شاركت بفيلم واحد اسمه «الهوية»، وفيلم آخر بمصر.

هناك مشاركة لك في فيلم «طعم الليمون» من إخراج نضال سيجري ما قصته؟
فيلم «طعم الليمون» من أجمل القصص والأفلام، وكان من إخراج نضال سيجري، فكرة حاتم علي، ومساعد مخرج الليث حجو، وشاركت الفنانة أمل عرفة به.
يروي قصة زيارة أنجلينا جولي وبراد بيت إلى النازحين في البلاد، في منزل عربي يجمع شخصيات مختلفة فلسطينية، وعراقية، ومن الجولان.. وهو من أجمل الأفلام التي شاركت بها.

لو طلبنا منك استذكار موقف لا تنساه، من أيام المعهد، ماذا تختار؟
اذكر جيداً عبارة قالها لي أستاذي في السنة الدراسية الأولى بالمعهد، بعد مشاركتي بأحد العروض، «هالشغلة مو شغلتك»، كان وقعها قاسياً جداً.
ولكن بعد تخرجي من المعهد جمعني عمل به وحقق نجاحاً كبيراً، وحين التقيت به ذكرته بها، فكان رده بأنه كان يحفزني لأقدم الأفضل.
أعتقد أني تعلمت من هذا الموقف الكثير، وهذا ما قمت به مع أحد الطلاب المتقدمين للمعهد للعام الحالي، رغم معرفتي بنجاحه، ولكن الإنسان عندما يمتلك الثقة الزائدة يمكن أن يؤذى نفسه، بالتالي عليه الموازنة دوماً.

كثرت التكريمات والمهرجانات في السنوات الأخيرة، وهناك جدل مستمر حولها، ما موقفك منها؟
التكريم يفرح أي فنان، ولكن بشرط أن يكون على إنجاز حقيقي متفق عليه، بالتالي قيمة التكريم من قيمة الإنجاز.

هل تعتقد أنه تم إنصافك من حيث التكريم؟
أجمل تكريم تلقيته، عندما قابلت إحدى السيدات في دمشق، واقتربت مني وقالت لي: «أصبح عمري 70 عاماً، كل ما رأيتك على الشاشة، تدخل الفرح لقلبي وأشعر أن الدنيا بعدها حلوة».
التكريم هو من الناس، وهذا أهم من أي تكريم آخر.

سبق والتقيت مع لاعب كرة القدم رونالدينيو، ما كواليس هذا اللقاء؟
التقيت باللاعب رونالدينو صدفة بأحد المقاهي في الإمارات، والتقطنا صور تذكارية معه أنا وأولادي،
ودار حديث بيننا حول واقع البلاد وما تمر به.
ختاماً، نود منك أن تنهي اللقاء بكلمة منك
هناك ما أريد قوله منذ فترة طويلة ولكن لم تتح لي الفرصة، وهو أنني أفتخر بالجيل الشاب اليوم في سورية،
والذي رغم الظروف الصعبة كلها لا يزال قادرا على تحقيق نجاحات،
أنتم جيل مدهش، قادر على التقديم والعطاء.

فوتوغراف : محمد أزعط
تم التصوير في: Julia Dumna Boutique Hotel

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة