جوى للانتاج الفني
الرئيسيةنجم وناسأمل عرفة : اللقب الذي أفضله هو أمل

أمل عرفة : اللقب الذي أفضله هو أمل

لدى النجمة أمل عرفة الكثير من المقومات التي تجعل منها حالة خاصة في سوريا والوطن العربي،
فعدا عن كونها ابنة الراحل الكبير سهيل عرفة،
هي ممثلة، مغنية، كاتبة..
قادرة على أن تبرع في كل هذا بسلاسة لتدخل قلوب الناس دون استئذان.

تقول دوماً إن عمرها مسجل أمام الجمهور على الشاشات..
وإنها، بقربها من الناس وبأعمالها وحديثها عنهم، فهي ابنة كل بيت سوري.

تأتي هذه الفنانة “باكيج” كاملة،
محملة بلمسة صغيرة من كل زوايا الإبداع، تنميها وقت الضرورة ليجدها المشاهد حين يطلبها،
فقلما تخذله، وقلما تنضب، وقلما تكرر.

ولأنها نجمة تلمع دوماً ويرغب الناس في الاقتراب منها أكثر،
كان لا بد أن نستنبط منها حكايا جديدة، عن أعمالها، مهنتها التي تحب،
حياتها وابنتيها، أحلامها وهواجسها..

* أهلاً وسهلاً بالنجمة أمل عرفة..
لقاؤنا اليوم هو لمجلة سورية ورقية مكتوبة،
متى كانت المرة الأخيرة التي قمت فيها بحوار مع وسيلة سورية مكتوبة؟

– لا أتذكر جيداً فهذا الكلام قديم جداً، لكن فعلاً كانت هذه الطريقة دافئة بشكل واضح،
فيومها كان الفنان يهدى “كاسيت” له (وآخر يبقى مع الصحفي) كي يستمع للحوار،
بالإضافة لتلقيه عدد المجلة وقت الإصدار، لكننا اليوم بتنا نقرأ إلكترونياً فقط وذهبت متعة الورق.

* يطلق عليك ألقاب عدة، من بينها لقب “نجمة سوريا الأولى”
هل توافقين الجمهور على هذا اللقب؟ وهل تحبين الألقاب أساساً؟

– لست من هواة الألقاب ولا تعنيني صدقاً،
لكن اللقب الذي أسمعه كثيراً هو “نجمة سوريا الأولى” وأعتز وأفتخر به لكني لست من أصنف نفسي

* وإن قلنا لك اختاري لقباً خاصاً بك ماذا تقولين؟

– أمل.. وهذا يكفي، “في أحلى من هيك؟”

* ذكر أحد النقاد مرةً أن أمل عرفة هي سعاد حسني أو شريهان سوريا،
هل تتفقين معه بهذه المقولة ولماذا؟

– هناك أشياء مشتركة ربما، كالغناء والرقص والتنوع،
فسعاد حسني كسرت التابوهات في عالم الممثل ولم تحصر نفسها بدور واحد، كذلك الأمر بالنسبة لشريهان، وطبعاً أتشرف بهذه التشبيهات،
لكني من النوع الذي لا أعتمد على المقارنات، وأحب أن أقدم حالة خاصة بي،
فعندما بدأت مسيرتي وإلى اليوم لم أقلد أحداً أو حاولت التأثر بأحد.

* ربما هذا التشبيه جاء بحكم أنك فنانة شاملة كما سعاد حسني وشريهان،
فأين بات حلم الشمولية اليوم؟

– الحلم يتم تحقيقه على دفعات وفقاً للظروف، كالشرط الإنتاجي،
أو الظرف الدرامي العام، أو المادة الدرامية التي تعرض عليك،
وهنا يتوجب على الفنان اختيار الأفضل والأجود تبعاً له وللمرحلة الفنية الحاضرة،
فمرات يعرض علي دور مطربة، فأستثمر قدراتي الصوتية في الدور لأعطي الإحساس المناسب،
وقد حاولت جمع الغناء والتمثيل معاً في عشتار مثلاً،
وحدث ذلك بالمصادفة أيضاً بشخصية فضة في خان الحرير،
وكان من الممكن أن يحدث أيضاً في مسلسل شارع شيكاغو،
لكن كانت المادة الاستعراضية قصيرة عكس ما كان متفقاً عليه،
لكني بالعموم لا أبحث بالضرورة عن دور أكون فيه مغنية وممثلة معاً لأحقق الشمولية، فأنا في النهاية ممثلة.

* الشمولية تجعل منك شخصية متميزة، وقد كنت كذلك فعلاً مهنياً ودراسياً بشهادة كثيرين منذ سنوات حتى اليوم،
ألم يكن هذا التميز يسبب غيرة لدى بعض المحيطين بك في أيام المعهد العالي للفنون المسرحية أو بعد دخول سوق العمل؟

– حين دخول المجال المهني نعم شعرت بذلك،
فبعد سنوات مثلاً تصلني معلومات من مصادر أمينة أنه تم استبعادي من عمل ما كيلا أغطي على أحد من الأسماء الموجودة في المسلسل،
لكن في أيام الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية أبداً لم أتعرض لذلك،
فقد كنا دفعة متناغمة ومتجانسة، وكنا نتنافس من يقرأ أكثر ويشاهد الأفلام أكثر.

امل-عرفة

* غالباً ما تكون البدايات صاروخية وحماسية،
ومن ثم تخمد بالتدريج فيما بعد، هل تجدين أن بداياتك كانت أقوى من الآن؟

– بداياتي كانت في عام 1986 بأغنية صباح الخير يا وطناً، وحتى عام 2010 هناك أربعة وعشرون عاماً تقريباً،
ولا أظن أن كل هذه المدة تعتبر “بدايات”،
بل هي تاريخ طويل،
وقد توقفت عند تاريخ 2010 بالتحديد لأنه بعد ذلك حدثت ظروف عامة أثرت على الدراما السورية والفنانين السوريين ككل، وأنا واحدة منهم طبعاً،
وكان ظهور الدراما المشتركة كبديل عن الدراما السورية البحتة في فترة الحرب مؤثراً بشكل سلبي على الفنانات السوريات بالخصوص،
لكن رغم ذلك فإن كل ما قدمناه ونقدمه كممثلات سوريات حتى اليوم في الدراما السورية أو العربية هو إعجاز،
وأمر لا يستهان به، فما زال هناك ممثلون سوريون قادرون على حمل عمل كامل لوحدهم.

* وجودك في الدراما المشتركة قليل بالعموم، فقد شاركت في مسلسل “جريمة شغف” وصرحت سابقاً أنها لم تكن تجربة ناجحة،
ومؤخراً كانت المشاركة مع الفنان جورج خباز في مسلسل “براندو الشرق”،
وهو عمل خارج الصندوق،
لكن رغم وجود أسماء كبيرة فيه إلا أن البعض يقول إن المسلسل لم يحقق مشاهدات واسعة، فما رأيك؟

– هو فعلاً عمل خارج الصندوق،
وبغض النظر عن كونه عملا مشتركا، إلا أنه يقدم شخصية سلوى بطريقة لطيفة،
فهي شابة سورية تعيش في لبنان منذ سنوات ككثير من السوريات،
وتعرفت على يوسف وأحبته وتوقعت أن يوصلها للشهرة،
لكن الميزة بالنسبة لي هي العمل مع عبقري المسرح جورج خباز في مسلسل واحد،
فلم أعتبر الموضوع تسجيل وجود في الدراما المشتركة بقدر ما هو خطوة إضافية لي مع شخص يشبهني،
فجورج أيضاً يمثل ويغني ويكتب ويعزف، لأنه فنان متنوع،
ولذلك لم يكن يعنيني أن “يكسر العمل الأرض”.
كما تعرفت من خلال هذا المسلسل على منتج مهم مثل الأستاذ صادق الصباح،
فهو شيخ المنتجين وشخص ذكي و”بيعرف شو عم يعمل”.
وأجد أن العمل حقق مشاهدات جيدة، وإن لم يكن قد حصل ذلك، كما تقول،
فيكفي أنه مسلسل غني وقادر على أن تقرأه بطريقة جديدة مختلفة في كل مرة تشاهده فيها.

امل عرفة
امل عرفة

* قيل إن مساحة دور أمل عرفة في “براندو الشرق” كانت قليلة، هل حذفت مشاهد لك مثلاً؟

– إطلاقاً، شخصية سلوى بالأصل لم تكتب لي، ولم تكن لأحد أصلاً،
بل هو مجرد دور مكتوب على الورق فقط،
وحين طرح اسمي للعب الشخصية اتصل جورج بي وقال إنه سعيد ويتشرف بذلك،
وأكد أن سلوى ليست لأحد معين، لكنها حتماً بحاجة لفنانة مهمة،
وبما أني سألعبها فهي بحاجة لتعديلات من ناحية العمق لا من ناحية تكثير عدد المشاهد،
لذا كنت ألحق “الشخصية” لا عدد المشاهد، فتابعت سلوى كحكاية وإلى أين يتجه إيقاع الورق.

* ألم تشعري أن شخصية سلوى هي “صبية حالمة” وتحتاج لفنانة بعمر أصغر؟
خصوصاً أنك تقولين عمرك الحقيقي دون خجل أو تردد على عكس غيرك من الفنانات اللواتي يصغرن أنفسهن حتى على معلومات الإنترنت؟
هل خسرت بسبب تصريحك عن عمرك الحقيقي؟

– أشعر أنه من المعيب أن أكذب بخصوص عمري الحقيقي،
فأنا عمري مسجل على الشاشات كممثلة متنوعة ومغنية واستعراضية وكثير من الأشياء،
فلماذا أقوم بتصغير عمري؟
وماذا سأستفيد إن قلت إن مواليدي هي 1973 بدلاً من 1970؟ هذا مهين برأيي.

* لكن غيرك يفعلها ويكذب أو يتحايل!؟

– كل شخص حر بنفسه ولديه قناعاته، لكن إن خافت الممثلة من خسارتها لأدوار معينة بسبب عمرها الحقيقي فهناك مشكلة إذن في تصالحها مع هذه المهنة،
وبالعودة لسعاد حسني مثلاً فإنها ظلت حتى كبرت محافظة على صباها كممثلة،
وتستطيع أن تقنع الجمهور أنها صبية في الثلاثين حتى حين كانت سيدة في الخمسين.

* تتحدثين عن قراءتك للشخصيات والنصوص بنفس كاتبة!

– صحيح، فأنا أقرأ بهذا النفس لأني كتبت مسلسلات وعدة لوحات، كما أنني شاركت بكتابة مواد صحفية في جريدة بلدنا لمدة سنة كاملة وهذه معلومة أقولها للمرة الأولى،
كما كتبت عدة مواد في جريدة محلية لكني لم أكمل فيها.

* إذن أين بات حلم الكتابة اليوم؟ هل توقف؟ وما هو النوع الدرامي الذي ستكتبينه في حال عودتك للكتابة؟

– لم يتوقف مشروع الكتابة بتاتاً بالنسبة لي،
فأنا ما زلت أكتب أفكاراً جديدة كل فترة على الورق،
لكن فجأة يصيبني إحباط معين، وهذا لا أعاني منه وحدي بل حتى أساتذتنا الكتاب يعانون منه،
فنحن إن أردنا الكتابة سنكتب عن السوريين،
والقنوات اليوم لا يعنيها السوريين ومشاكلهم ومعاناتهم داخل البلاد،
فخصوصيتهم باتت مختلفة كثيراً عن باقي الواقع العربي حالياً،
ولهذا حين أكتب أشعر أن العمل لن يرى النور، لذا أتوقف ومن ثم أعود لكتابة أفكار، ثم أتوقف وهكذا دواليك.

* بالحديث عن الإحباط، مررت بفترة إحباط حين دخلت عالم الإنتاج من خلال مسلسل “سايكو”،
وقلت وقتها لن أكرر التجربة، هل ما زلت عند كلامك؟

– دخلت عالم الإنتاج وقتها لإنقاذ مشروعي، وليس بهدف ربحي، لأن المنتج الأساسي للعمل تعرض لضائقة مادية حينها وكدنا أن نتوقف،
لذا تدخلت لإنقاذ العمل،
وأرى أن ذلك كان جرأة مني في وقتٍ صعب مثل عام 2017 الذي لم يعرض فيه العديد من الأعمال السورية،
فعلى الأقل “سايكو” بيع لعدة قنوات،
ورغم أنها تجربة لم تنجح ولم تلق الصدى المطلوب لعدة أسباب لكن في النهاية هي تجربة.

* صرحت المخرجة رشا شربتجي منذ فترة أنها تتواصل معك بين الفينة والأخرى،
لكن إن عدنا بالتاريخ للوراء سنجد أن علاقتكما كانت منقطعة على صعيد المهنة منذ عام 2010 حتى عادت مؤخراً في مسلسلي “حارة القبة 3” و”مربى العز”،
ويشاع في الوسط الفني أنه كان هناك خلاف بينكما، فهل هذا صحيح؟ وما السبب؟

– لا نريد أن نسميه خلافاً بل هو مثل جدال بسيط بين الإخوة فقط.

* خلاف إخوة يمتد لأكثر من عشر سنوات؟

– لم يمتد كل هذه المدة فقد كنا نلتقي ونتحدث ونسلم على بعضنا في المناسبات بشكل طبيعي، فالخلاف كان “بايخ” حدث في مسلسل “تخت شرقي” وانتهى، لكن العلاقة بيننا اليوم ممتازة، إنما هذا لا يعني أن أكون خيار رشا شربتجي في كل ما ستقدمه من أعمال، فهذا لا نؤيده نحن الاثنتان، لكن رشا كشخص أحبها كثيراً وأحترم مشروعها وجهدها وصبرها وآلية عملها، وأنا ألمع أمام كاميراها.

* في الموسم الماضي شاركت بثلاثة أعمال شامية دفعة واحدة، هي “مربى العز، زقاق الجن، حارة القبة 3″، فإذا كان هناك متابع لا يحب أمل عرفة كيف تسعين لاستقطابه وأنت مشاركة في أعمال ذات نوع واحد؟

– لا يعنيني استقطاب أحد، يهمني أن يتابعني الناس الذين يحبونني، أما مشاركتي في ثلاثة أعمال شامية فكان بالصدفة البحتة ولم يكن مخططاً له، وعموماً في هذه السنة شاركت في أعمال أخرى اجتماعية مثل “براندو الشرق” و”وصايا الصبار”، لذا كان هناك تنوع، وتكمن المشكلة في أن الجمهور يعتقد أن الفنان له حرية الاختيار والانتقاء، لكن ذلك غير صحيح، فالممثل هو الحلقة الأضعف في العملية الفنية.

* بما أنك تطرقت لـ “وصايا الصبار” الذي لم ير النور حتى الآن، كان هناك دائماً أحاديث عدة عن أعمال لم تبصر الضوء حتى اليوم، منها “وصايا الصبار”، ومسلسل “باصرة” الذي شرعت في كتابته مع الكاتب شادي كيوان، مسلسل “عازفة الكمان”، وأيضاً الفيلم العالمي “دموع على الرمال”، أين هذه الأعمال اليوم؟ متى سيشاهدها الجمهور؟

– هناك أمور تحصل في اللحظات الأخيرة تنقلب فيها كثير من الأشياء، فبالنسبة لفيلم دموع على الرمال، طالبت بتعديل النص لأن هناك أخطاء في جغرافية المكان السوري، ويحتاج الفيلم لتعديلات عدة، فالكاتب لا يعرف تفاصيل البلاد كما أنا أعرفها، وبعد التعديل شعرت أن هناك خللاً وأن النص يحتاج لغنى أكبر، وقد اتفقت مع المنتج أن يوصلني بالمخرج ولم يحدث ذلك، ويبدو أن المشروع خلق لينطفئ “وأكيد هذا كله لخير”.
أما “باصرة”، فالقرار كان مني، فالفكرة لم تكن ناضجة على الورق، وكنت مشغولة بعدة أمور وقتها، لذا طلبت من شادي أن نتمهل قليلاً، وبعد مدة من الوقت وقراءة المشروع من جديد شعرت أن الحماس كان مبالغاً به ربما، فالمادة بعدها لم تعد تثير الاهتمام كما ذي قبل، لا أقلل طبعاً من جهد شادي، لكن أعرف أنه متفق معي.
أما “وصايا الصبار” فمن المفروض أن نشاهده قريباً.

* قيل حين أعلن عن مشاركتك في فيلم “دموع على الرمال” في هوليوود، إن أمل عرفة ستصل للعالمية، ما مفهومك للعالمية؟ وكيف يكون الفنان عالمياً؟

– أنا لست مسؤولة عما يقال عني، الناس أحرار في كيفية رؤيتهم لي، لكن برأيي كلما أغرقنا في المحلية كلما وصلنا للناس بشكل أكبر.
فالعالمية هي أن يكون الممثل نفسه يتكلم بلسان الناس الموجودين ببيئته، وهذا ما يسبب لنا ألماً كقائمين على هذه الصناعة، فالكاتب لم يعد يستطيع أن يكتب عن مشاكل الناس وهمومهم، بل بات يهرب من هذه الأمور، واتجه المنتجون لقصص حب بسيطة وأعمال معربة ومشتركة، تخوفاً من عدم بيع العمل والدخول في مشكلات هو بغنى عنها.

* قدمت الكثير من الكاركترات في أعمالك الفنية على مدار سنين طويلة، لماذا تتجهين للكاركترات؟

– ولماذا لا أتجه لها؟

* لأن البعض يقول إن التوجه نحو الكاركترات هو بمثابة تحايل أو تذاكي على النص كي تلمع الشخصية أكثر وتبقى في ذهن الناس وتسهل على الفنان عمله!؟

– أنا شخص أقرأ النص بآلية كاتب، وحين أمثل أعمل بعقلية “مونتير”، فأنا أريد أن أعرف حجم العدسة التي تصورني، وتقطيع المشهد كاملاً كي أعرف كيفية توظيف “ريأكشناتي” في مكانها، ومرات أقدم حلول “الكاركتر” إذا كانت تتلاءم مع طبيعة الشخصية، فأنا لا أقرأ الشخصية وأحدد أنها ستكون “كاركتر” بل أحملها وزنها لا أكثر ولا أقل، في كل الأنواع الدرامية التي أقدمها، فإذا كانت تتحمل لا ضير في ذلك.

* لكن حين كتبت بقلمك نصوصاً اتجهت أكثر نحو فكرة “الكاركترات” مثل دنيا وعشتار وسايكو!

– حتى عندما كتبت، استقيت الشخصيات من الواقع، فدنيا تشبه شخصية أعرفها، ولعبت عليها أثناء العمل بطريقة مختلفة فكانت شخصية فاقعة، أما عشتار فلم تكن كاركتر، هي مجرد فتاة سمينة لا تملك شيئاً جميلاً فيها سوى صوتها، وحين أجرت عمليات التجميل بقيت طبائعها القديمة ذاتها، وبالمناسبة تصرفات عشتار نبعت فكرتها معي أثناء التصوير لا الكتابة، فهذه الإضافات قد تأتي فجأة، فأحياناً يقدم الماكيير في المسلسل فكرة تخدم الشخصية يمكن استثمارها وتقديمها أثناء العمل.

* كان لك تجارب عدة مع مخرجين شباب، ماذا علمتك هذه التجارب وماذا خسرت بسببها؟

– أحب كثيراً التعامل مع مخرجين شباب حتى في تجاربهم الأولى لأنهم يعطونني شغفاً كبيراً، تماماً كما أحب التعامل مع ممثلين وممثلات شباب من الخريجين والخريجات، فأقدم لهم الأمان والثقة بحكم خبرتي، وأنا أيضاً أتعلم منهم، لكني قبل أن أدخل في أي عمل أتناقش مع المخرج لأعرف رؤيته، وطبعاً تختلف الشخصيات من مخرج لآخر، فبعضهم يكون ماهراً بإدارة الممثل واللوكيشن، وبعضهم “منظرون” فقط، لكن بالعموم لا أجدها تجارب سيئة.

* بحديثنا عن الشباب، من هي الوجوه السورية الشابة التي تستبشرين فيها خيراً؟

هناك أسماء كثيرة، واعذرني لعدم ذكرها، لا يعني ذلك أني أتهرب من الجواب، لكن بحكم أنهم شباب يصعب علي ذكر أسماء الجميع كي لا أخلق حساسية بينهم.

* ألم “يسرق” عينك أحد في الفترة الأخيرة مثلاً؟

– هناك صبايا متميزات لعبن أدواراً مهمة معي في مسلسل “شرف” للمخرج مجيد الخطيب، وشكلنا مع بعضنا علاقة لطيفة أثناء التصوير مثل دوجانا عيسى، زينة المصري، دلع نادر، إليانا سعد، ومازلنا نتواصل سوياً حتى اليوم لا سيما دوجانا. خصوصاً أننا التقينا من جديد في “زقاق الجن”.

* هل حدث أن توقعت نجاح شخصية ثم لم تنجح، أو على العكس: هل نجحت شخصية كنت تتوقعين فشلها؟ وهل من أمثلة على هذا؟

– حقيقةً في البدايات كنت لعدة مرات آمل كثيراً بنجاح شخصية ما، لكن بعد العرض يخيب أملنا جميعاً فيها، ولا يمكن أن أعطي أمثلة على ذلك.
ومرات أيضاً كنا نذهب للتصوير من أجل التسلية وأن نقدم عملاً بسيطاً فنتفاجأ بأنه يحدث أثراً كبيراً في الشارع، حيث لا يمكن المراهنة على مزاجية المتلقي وذائقته، لكن هذا كان سابقاً، أما اليوم حتى الذائقة ضاعت، فنحن كممثلين ومخرجين وكتاب ومنتجين لا نعرف اليوم إلى من نتوجه ولا نعرف من هي الشريحة التي نخاطبها بالأصل.

* يحكى كثيراً عن شخصياتك الأشهر مثل دنيا وعشتار ورمزية وغيرهن، لكن إذا بحثنا في تاريخك الفني الطويل سنجد شخصيات أخرى لا يحكى عنها كثيراً للإعلام، مثل حسيبة، شهرزاد في “الليلة الثانية بعد الألف”، هزار في “زمن الخوف”، نادين في “ذكريات الزمن القادم”، هل تستذكرين أي شخصية استمتعت بأدائها كثيراً؟

– شخصية نادين في مسلسل “ذكريات الزمن القادم” دون أدنى شك، فهي شخصية متعددة الجوانب، غنية وطموحة جداً، مستعدة لبيع مبادئها كي تصل لأهدافها، ومن الممتع أن يقوم الممثل بأداء هكذا شخصيات قريبة من الواقع، ولا تشبهه بنفس الوقت، وفي الحقيقية أنا مدينة للمخرج هيثم حقي بها، فهو أستاذ الكل.

* تقولين إنك لا تحفظين كلمات الأغنيات عادةً، فهل ينطبق ذلك على النصوص الدرامية أيضاً؟

– إطلاقاً، ولا أعرف لماذا يحدث ذلك، يجب أن أسأل دكتور (تضحك).. فأنا أستذكر الألحان والنصوص جيداً، لكن كلمات الأغنيات لا أعرف لماذا لا أستذكرها.

* ممثلة مثلك قدمت لوحة بعنوان “حكي” في مسلسل بقعة ضوء واستطاعت فيها أن تسرد حواراً طويلاً جداً دون توقف لا بد أنها تحفظ النصوص جيداً!

– بالمناسبة هذه اللوحة لها حكاية خاصة، فوقتها طلبت من شركة “سورية الدولية” ألا يكتبوا أنها من تأليفي، فهي كانت من فكرة الأستاذ نهاد سيريس، وكانت اللوحة مختصرة جداً عبارة عن مراحل زمنية مختلفة فقط، ولا يوجد حوار طويل، بل فقط صفحة ونصف، وحين قرأتها شعرت أنه ينقصها شيئ، ولذلك اتصلت بالليث حجو وقلت له إنني سأبدأ بكتابتها وأجعلها شخصية ثرثارة فوافق على الاقتراح، والليث كما هو معروف مخرج متميز ويحافظ على الهوية السورية بشكل كبير، والعمل معه له متعة خالصة، وهادئ جداً في التعامل مع الفنانين.

وبالعودة للوحة “حكي” جلست وبدأت بالكتابة على الورق حتى السادسة صباحاً وذهبنا للتصوير أنا وعبد المنعم – وكنا متزوجين حديثاً وقتها- عند السادسة والنصف صباحاً، لم أكن قد نمت بتاتاً، وسلمت الأوراق لليث وقلت له “خذ هذه الأوراق” فصدم وقال لي كيف ستحفظين كل هذا ولا يوجد قطع؟

لكن حفظتها فعلاً واستخدم الليث حلولاً ذكية وقدمنا هذه اللوحة.

* اشتهرت الدراما السورية بسلسلتين كوميديتين هما “بقعة ضوء” و”مرايا”، وقد شاركت في أغلب أجزاء بقعة ضوء، فلماذا لم تكوني في سلسلة “مرايا” أيضاً؟

– للأسف لم أدع لمسلسل مرايا، وليس لدي فكرة لماذا، مع أني وأهلي كنت أعرف الأستاذ ياسر العظمة، وأنا أفتخر بهذا الفنان القدير وبهذه السلسلة المتميزة، ولو دعيت لكنت لبيت الدعوة بكل سرور.

* هل تعتقدين أن شكل العمل أو الأداء الذي كنت تقومين به كان يختلف عن نمط “مرايا” بحكم أن هذه السلسلة تتبع مدرسة خاصة أسسها القدير ياسر العظمة؟

– لا أعتقد ذلك، ولو دعيت للمسلسل فإنني كنت سأدعى لمكان يناسبني، وعموماً من سوء حظي أني لم أكن موجودة في هذا العمل، لأنه يعنيني كثيراً أن يكون في مسيرتي مشاركة مع الأستاذ ياسر العظمة.

* قدمت عدة برامج، ومن بينها برنامج “في أمل”، فهل كانت أمل وفية لمهنة التقديم؟ أم كنت تسعين لعدم إحراج الضيف بحكم أنه زميل مهنة؟

– حقيقةً كنت وفية لفكرة البرنامج، فقد اتفقنا ألا نكون إعلام “سكوبات” و”ترند” قائماً على إحراج الضيف وانهيارات الضيف، فالفكرة كانت تكريمية بسيطة للضيف تتحدث عن ماضيه وحاضره وكيف يرى نفسه مستقبلاً، لكن لم يتم تنفيذ البرنامج بشكل واف، لا بالإعداد، ولا حتى على صعيد الزمن الذي لم يكن كافياً بالنسبة لنا إضافة إلى الافتقار إلى عدة عناصر فنية أخرى.

* فلنفترض أنك تقدمين برنامجاً وكان هذا البرنامج يحتاج لـ “ترند” قائم على الأسئلة الدراجة حالياً في الإعلام، مثل رأي الفنان بالميول الجنسية والمساكنة والزواج المدني والأديان.. وإلى آخره من هذه الأسئلة، فهل كنت ستسألينها؟ وما جدوى هذه الأسئلة بنظرك؟

– دعيت لعدة برامج تسأل فيها هذه الأسئلة، لكني بعيدة عن الترند، أو السكوبات التي مثل هذه، لذا لا أجد نفسي في هذه البرامج، لكن ربما غيري من الفنانين قد يحبون ذلك فعلاً ليخلقوا حالة جدل حولهم، ويبدو أن هناك توجهاً عاماً في الإعلام الحالي لطرح هكذا أسئلة دون مبررات واضحة.
لكني شخصياً لا أحب أن أطرح هكذا أسئلة أو أسأل مثلها، فماذا سيستفيد الجمهور إن عرف رأيي بفلان وفلانة، بل يجب أن نتكلم عن آلية العمل، والتفكير والمهنة، وهناك ترندات أحلى ومن نوع آخر يمكن أن نطرحها وتخلق حالة جدل أيضاً و”بتجيب مشاهدات”

* في الغناء اشتهرت وانطلقت من باب الأغنية الوطنية عكس غيرك من الفنانين، ومنذ مدة نشر الصحفي فراس القاضي في مجلة “فن وناس” تحقيقاً جاء فيه أن الأغنية الوطنية باتت اليوم “أغنية سرافيس”، فكيف تقيمين الأغنية الوطنية السورية اليوم؟

– قل للصحفي فراس القاضي “إنو حتى السرافيس ما عم تمشي اليوم”.
وبالعموم فإن الأغنية الوطنية تغير مفهومها عما كان سابقاً، مع اشتباك أو بالأحرى تسلل مفهوم السياسة إلى مفهوم الوطن.

* مسلسل “عشتار” كان فيه سبع أغنيات تقريباً لماذا لم تقدميها كألبوم وقتها؟

– الأغنيات ليست ملكي، بل هي ملك شركة “سورية الدولية” المنتجة للعمل، وقد عرض على مديرها الأستاذ فراس الدباس وقتها أن يعرضوا الأغنيات على قناة “روتانا أغاني” لكن الأستاذ فراس ارتأى بأن العمل سيحترق بهذه الحالة حتى بعد عرضه، ولم أفهم ما هي وجهة النظر هذه.
لكن اليوم هناك إدارة جديدة في الشركة لعل وعسى أن يعملوا بآلية مختلفة.

* من الغناء للسينما، نجد أنك مقلة الظهور فيها بشكل كبير ما السبب؟

– “شو هالحكي؟ على أساس كل سنة عنا أفلام عم تكسر الدنيي ونحنا عم نرفض”؟!

* التقيت منذ مدة بالكاتب المصري مدحت العدل في جرش، فهل هناك مشروع سينمائي أو درامي معه في مصر؟

– كنت سعيدة بلقائي به خصوصاً أنه كاتب صاحب مشروع، ورجل يحمل صفات المصريين، فهو حقيقي وبسيط وعميق معاً، واللقاء به كان ممتعاً، وتحدثنا بعدة أمور عامة، وطبعاً سأكون سعيدة في حال عملت معه لأني سأكون بمكاني الصحيح فنياً، لكن لم نتحدث عن مشروع معين.

* حتى في المسرح لا تتواجدين كثيراً، فأين أمل عرفة من المسرح اليوم؟

– أفكر سنوياً في تقديم عمل مسرحي بغض النظر عن المردود المادي الضئيل، الذي لا أفكر به مقابل أن أقدم عرضاً بصرياً ممتعاً لساعتين من الزمن للناس، والمسرح هو تجديد لأدوات وخلايا الفنان، لكن لم أجد فرصة مناسبة حتى الآن، وأتمنى أن أجدها قريباً.
لكن المشكلة أن ممثلي المسرح أنفسهم مصابون بالإحباط وقد نقلوا هذا الإحباط لنا، فصار الإحباط حالة عامة عندنا.

* من المهني ننتقل للشخصي قليلاً، هناك عبارة تقولينها ودونتيها على صفحات وسائل التواصل الخاصة بك وهي “أبي تحت جلدي”، كيف تترجمين هذه العبارة؟ وما أسبابها؟

– عبارة “أبي تحت جلدي” ظهرت معي حين وفاته، فلأني أشتاق لوالدي ولا أجد لهذا الشوق حلولاً، اخترعت حلاً مع نفسي وهو في أن أبي حين مات انتقلت روحه لداخلي أنا، فصار يعيش تحت جلدي ويرافقني أينما كنت، لا سيما في المواقف التي أتمناه فيها أن يكون حياً كي ينصحني ماذا أفعل.

* تصفين علاقتك بوالدك الراحل بمثالية عالية بشكل دائم، فهل كانت هذه العلاقة بلا شائبة تشوبها أو لم تتخللها مشكلات وتوترات؟

– طبعاً كانت تحدث توترات بيننا ونتشاجر، وكان يعاقبني بطريقة ذكية، فبمجرد أن “يزعل مني” أصبح وكأني كائن هلامي أمامه لا يراني بتاتاً، فلا يحدثني ولا يتكلم معي، وحتى حين أمر أمامه لا يشعرني أني موجودة أصلاً، وكان هذا بمثابة إهانة بالنسبة لي، خصوصاً أن علاقتي به كانت مختلفة عن كل إخوتي، لذلك كان يحرمني من الحديث معه، وهو يعلم أن حديثي معه مقدس وله متعة خاصة، فقد كنت أستشيره بكافة الأشياء.

* اذكري لنا موقفاً

– مرات كنت أتوجه نحوه بكل حماس لأخبره عن موضوع أغنية جديد أريد غناءه لملحن شاب، فكان يحبطني ويعتبر أن هذا اللحن والكلمات لا يشكلان قوام أغنية، فأبي كان ملحن كلاسيك، ويجب على الأغنية برأيه أن تحتوي على بناء هندسي معين لا يجب الخروج عنه، أما أنا فكنت لا أحبذ ذلك، ووقتها كانت الدراما السورية تتحرك نحو الأفضل، فصرت أتخذ قراراتي بمفردي وبكل حرية.

* بحكم أن والدك فنان كبير تفخر به سوريا والوطن العربي، اليوم يتم تعويم فكرة أن “ابن الفنان فنان”، فحتى لو لم يمتلك الموهبة الكافية يقحمه/ها أهله/ها في المهنة، هل أنت مع هذا التوجه؟

– لا أجد أن هذا الكلام دارج كثيراً، لكني شاهدت حالات فردية موجودة لدى البعض، وبرأيي حتى لو أقحم الفنان ابنه في عمل أو عملين فإن الشاشة لا تكذب وهي تستطيع أن تطرد عديمي الموهبة. بالمناسبة تحتاج الشاشة لأنصاف الموهوبين، لأنه من غير المنطقي أن يكون جميع الفنانين “صف أول”، لذلك هؤلاء الأشخاص مفيدون للدراما، ولهم أدوار خاصة بهم.
أما إن كان ابن الفنان يحمل دوراً أكبر منه فلا بد أنه سيسقط، وكذلك الأمر إن حملنا ما ليس له قيمة أو وزن لفنان موهوب سيكون هذا مجحفاً بحقه، فهذه هي المعادلة ببساطة.

* أيضاً تتحدثين عن علاقتك مع ابنتيك بطوباوية عالية، ألم يكن هناك سلبيات لهذه الأمومة؟

– الأمومة ليست إنجاباً فقط، فحتى الحيوانات تحمل وتلد، لكنها لا تربي، أما الأم الإنسانة يجب أن تقوم بالتربية، وهذه هي البطولة الحقيقية برأيي، وقطعاً هي مهمة تأخذ جهداً كبيراً من الأم، فيصبح الحزن، والمرض، وحتى الاشتكاء ترفاً بالنسبة لها، لأنها يجب أن تكون قوية أمام أولادها، لكن ذلك مهما كان صعباً فهو يعطيني نتيجة مرضية، فأنا عندما أمل وأتعب أجد أن ابنتي تسندانني، وتتحولان لأمين بالنسبة لي.

* ما هو أصعب سؤال وجهته لك إحداهما؟

– حين كانتا بعمر أصغر، كانتا تسألانني عن علاقة الرجل بالمرأة وكيف يتم التكاثر، وحين أصبحت سلمى بعمر العاشرة، شرحت لها هذا بشكل علمي وكيف يحصل ذلك بين الحيوانات والنباتات والبشر.

* أليست صغيرة بهذا العمر؟

– في تقديري لا، بينما قد يعتبر آخرون كذلك، لكني أجد أن كل طفل يعطي مفاتيحه الخاصة لأهله كي يعرفوا كيف يتفاهمون معه.

* في حال مررت بضائقات مادية مثلاً، كيف تتعاملين مع ابنتيك وفي بيتك؟

– ببساطة شديدة، أقول لهما إني لا أستطيع شراء ذلك اليوم، فتتفهمان ذلك، وعموماً هما ليستا متطلبتين، ولا أحتاج لأكون صارمة معهما، حتى أن ابنتي الكبرى تذهب أحياناً للسوق فتعجبها قطعة ما، لكن حين تنظر لثمنها تعدل عن الفكرة، فإن كان لدي القدرة أشتريها لها وأقدمها لها كمفاجأة، فسلمى ومريم لديهما قدرة عالية على تحمل المسؤولية.

* والد الابنتين هو الفنان عبد المنعم عمايري، وتجتمعين معه في مواقع التصوير كممثلين حتى بعد الانفصال، ألا يمكن أن تجتمعا من جديد تحت سقف واحد كزوجين؟

– نحن مازلنا نجتمع تحت سقف واحد من أجل عائلتنا بمناسبات عدة، لكن كزوجين فأنا أستبعد ذلك، فأنا لا أتقبل حالياً أي أحد سوى ابنتي، إلا في حال حدثت معجزة، فأنا أعيش نمط حياة خاص بي راضية جداً عنه، رغم أني أشعر بالوحدة مرات كأنثى، فلا يمكن أن يأخذ أحد مكان الرجل في حياة المرأة.

* هل لو كان لديك ابن ذكر كان الوضع سيختلف فيعوض عن غياب الأب أو الزوج في حياتك؟

– لم أفكر ولا مرة بهذه الطريقة في الحقيقة.

* وبما أنك تشعرين بالوحدة أحياناً، هل تفكرين بزيارة طبيب نفسي حتى لو تعرضت لمشكلات؟

– لا أزور طبيباً نفسياً، لكني أفكر بذلك في بعض المرات، وقد تعالجت لدى
psycho therapist في لبنان عام 2014 بسبب نوبات الهلع التي كانت تصيبني نتيجة الحرب التي كانت حاصلة في البلاد، ونصحتني وقتها ألا أستمع للأخبار، وفعلاً من وقتها حتى اليوم لا أهتم بالأخبار، إنما أعرف ما يجري بالعموم ودون تعمق البتة، فقد تعبت كثيراً نفسياً.

* هل أوصلك مثلاً هذا التعب النفسي للتفكير بالانتحار يوماً، خصوصاً أننا نسمع مؤخراً عن كثير من حالات الانتحار لدى فئة الشباب؟

– لم أفكر بهذا لكني أسمع عن هذه الأخبار كثيراً للأسف، وبنظرة عامة على الوضع، أعرف أن الشباب بوضع سيئ لا يحسدون عليه، فلا يوجد حلول أو أفق أمامهم، ولا يعرفون ماذا ينتظرهم، لكن يجب أن يحل محل الانتحار تفكير آخر يتجلى بتغذية الروح بالإيمان، بالنشاطات، وبالأمل.

* هل تغذين ابنتيك روحياً كي لا تشعرا بفراغ روحي خصوصاً في زمن السوشال ميديا؟

أعمل كثيراً على ذلك، فنحن الثلاثة نمر بفترات معينة مليئة بالإحباط، ونتشاجر مثلاً، لكن في النهاية أسيطر على الموضوع كأم ونعود على طبيعتنا، إنما الغذاء الروحي يجب أن يبقى موجوداً.

*كنا سعيدين بحوارنا معك كثيراً، هل من كلمة أخيرة!

– شكراً جوان، وشكراً عبد الرزاق، شكراً لمجلة “فن وناس” ورئاسة التحرير والفريق الذي كان معنا اليوم، وأتمنى أن نكون قد تكلمنا بدون الوقوع بفخ التكرار، بدون زيادة أو نقصان، أتوقع أني كنت صادقة بكل أجوبتي، وسعيدة أيضاً.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة