بين قلب “نديمة” الميت وعقلها الذي يعمل،
وبين قلب ينبض بالحياة تلعب ” أمل” دوراً مليئاً بالأمل و الحيوية.
تدافع امل عن شخصياتها بشراسة، لا تتكئ على تاريخها الفني ،
بل تظل كالتلميذة المجتهدة، تواظب على الدراسة وترسم معالم الشخصية وسماتها بعناية سواء في البعد النفسي الداخلي أو الشكل الخارجي كأدوات تدعم تلقائية الأداء.
_ تجسّد ” أمل” في مسلسل “أغمض عينيك تراني” دور أم لطفل يعاني من ” طيف التّوحد”،
وأعتقد أن خيارها يعكس قناعتها بان الفن رسالة، وبقدرته على التأثير المجتمعي.
تجسّد الدور بشكل مؤثر ، لتعبر عن حبها وخوفها والخذلان الذي تعرضت له بأداء متمكن يحّرض الانفعالات لدى الطفل ” جود” وينقل المشاعر دون إسراف او مبالغة كما في مشهد السجن الذي دخلته ودفعت ثمن فعلتها غير المقصودة.
أما عند خروجها من السجن بعد مضي خمسة عشرة عاماً فقد أظهرت حالة صدمة لم تلبث أن هوت بها إلى حفرة اليأس والعجز، أمام رفض ابنها لها .
_ تبدو “أمل” بشخصية ” حياة” مختلفة، بمظهرها البسيط والخالي من مساحيق التجميل تظهر كشخصية متألمة تجاوزت محنتها بالتأقلم معها في السجن .
تستخدم الأدوات الطبية كتعقيم ملقط الشعر والمقص كرمز لعملها في الماضي كممرضة.
_ في دور “نديمة” تبرز أمل بملامح باردة، خالية من المشاعر، وبدافع الطموح وهوسها بالمال والسلطة تلجأ إلى أرتكاب الجرائم دون تردد محرضة زوجها على المزيد من القتل، وبكل هدوء وثبات، لتحقيق مكاسبها.
تظهر تبدلات في مشاعرها عند التعامل مع أطفالها لكنها سرعان ما تتبدد هذه المشاعر وتعود لقسوتها،
كذلك تحرر تعبيرات وجهها من الانضباط المحايد وتترك لنفسها أن تتقاذفها نوبات الهلع وفقدان السيطرة عند رؤيتها لأشباح الأرواح التي قتلتها
_ باستخدام أدواتها الفنية تنجح أمل عرفة في نقل المشاعر والأحساسيس للجمهور سواء كانت تجسّد شخصية الأم الحنونة المضحية أو المرأة القوية المتحكمة.
تظهر مهارتها في تحليل الشخصيات وتجسيدها بطريقة تعبر عن التناقضات الداخلية والصراعات النفسية التي تعيشها الشخصيات، مما يجعل أداءها يتميز بالتنوع والعمق بعيداً عن النمطية