جوى للانتاج الفني
الرئيسيةمهرجاناتأعمال سورية في مهرجانات السينما والدراما جوائز وإشادات.. والحرب هي القاسم المشترك

أعمال سورية في مهرجانات السينما والدراما جوائز وإشادات.. والحرب هي القاسم المشترك

أليسا حسين

شهدت الأشهر الأربعة  الأولى من عام 2023 انطلاقة أكثر من خمسة مهرجانات عربية وعالمية معروفة، احتضنت عروضاً لأعمال سورية، جوائز وترشيحات.

وليس غريباً أن تكون الحرب، هي القاسم المشترك بين كل الأعمال السوريّة التي ستُذكر،
فنحن نحتاج من يتحدث عن كل المآسي والمعاناة والآلام، التي مرت علينا خلال السنوات الـ 12 الأخيرة،
ولو كان الحديث عنها، أقل ما يمكن تقديمه
.

قد تكون عدم قدرتنا في بعض الأحيان على مشاهدة الأفلام المشاركة بالمهرجانات،
عائقاً أمام القدرة على الحديث عنها،
لكن بمراجعة بسيطة لآراء نقاد، وبعض وسائل الإعلام المتخصصة بالشأن هذا،
يمكن أن تساعدنا على فهم الأفكار،
وتقديم لمحة بسيطة عن إنجازات السينما السورية خلال الربع الأول من عام 2023
.

مشاركتان في مهرجان برلين

في هذا العام، عاد مهرجان برلين السينمائي، إلى ما كان عليه قبل جائحة كورونا،
وما فرضته من قيود على مدار العامين السابقين، لتشهد “سجادته الحمراء” عودة كبار الممثلين والمخرجين ونجوم السينما.

هذا المهرجان الذي يعد واحداً من المهرجانات الثلاثة الكبيرة،
إلى جانب “كان” و”فينيسيا”، انطلقت النسخة الـ 73 منه، في 16 شباط الماضي،
واستمرت على مدار 10 أيام، مع عرض 300 فيلم في مختلف أقسام المهرجان،
كان من بينها فيلمان سوريان، “تحت سماء دمشق”، “وادي الخرسانة”.

في عروض المنتدى الواسع، كانت مشاركة “وادي الخرسانة” للمخرج أنطوان بورجيه، الفرنسي الجنسية السوري الأصل.
يسلط هذا الفيلم الروائي الطويل، ضوءاً على حياة الهجرة وما تحمله من مصاعب،
حكاية أبطاله تشبه حكاية عدد لا يمكن حصره من السوريين،
الذين هاجروا إلى بلاد أخرى، خاصة في سنوات الصراع الـ 12 الأخيرة.
فتدور الأحداث حول محاولة أسرة سوريّة التأقلم بعد هجرتها إلى كندا،
مع التطرق إلى المشاكل التي يتعرض لها الزوجان،
وإلى روتين حياتهما اليومية الذي يمران به في رحلة التأقلم.

في قسم البانوراما، كان عرض الفيلم الوثائقي السوري الطويل “تحت سماء دمشق”،
إخراج هبة خالد، وطلال ديركي، وعلي وجيه،
الذين اختاروا عنوان فيلمهم، كتحية للسينما السورية وأبديتها.

88 دقيقة تتحدث عن معاناة المرأة السورية،
وعن حقوقها ووضعها في مجتمعاتنا، عبر مونولوجات وحوارات لخمس نساء سوريّات،
قررن إنتاج وتمثيل مسرحية تعكس واقع المرأة في سوريا، في خضم الصراع الدائر هناك.

وبعد برلين، جاء الإعلان الرسمي، بأن “تحت سماء دمشق” بات مؤهلاً للمشاركة بحفل جوائز الأوسكار العام القادم، عقب فوزه بجائزة الإسكندر الذهبي لأفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان سالونيك السينمائي الدولي في اليونان.

الحكيم.. في مهرجاني سينمانا والفجر

جائزتان كانتا من نصيب فيلم الحكيم “تأليف ديانا جبور، وإخراج باسل الخطيب”،
الأولى كانت “أفضل فيلم متكامل” من مهرجان سينمانا الدولي،
الذي استضافته سلطنة عمان في 4 شباط، وعلى مدار 6 أيام،
شارك فيه 10 أفلام بمسابقة الفيلم الطويل، و33 فيلماً قصيراً.

وفي مهرجان فجر السينمائي الدولي الذي انطلقت فعالياته مطلع شباط أيضاً في العاصمة الإيرانية طهران،
كانت الجائزة الثانية لـ “الحكيم”، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

مهرجان-سينيمانيا
مهرجان-سينيمانيا

كاميرا المخرج باسل الخطيب صوّرت لنا بلدة شبه مهجورة، تُركت من أهلها خلال الحرب،
نتيجة الدمار الذي لحق بها، في حين ترفض مجموعة صغيرة من السكان مغادرتها،
من ضمنهم كان الحكيم، الذي يصمم على البقاء ليتابع مهمته الإنسانية بمعالجة من يحتاج.

في هذه الحكاية ما يشبه يومياتنا، وما يطابق الحكايا التي حصلت في أماكن مختلفة من البقاع السورية،
تصوّر تبعات هذه الحرب وما خلفته من خراب على الحجارة،
وفي النفوس، وتذكرنا بالأمل، الذي بقي محفوراً في نفس هذا الحكيم.
تدرك حين تشاهد مثل هذا النمط من الأفلام، ضرورة العمل على مثلها أكثر،
من خلال بوابة السينما وشاشاتها الكبيرة، لكثرة القصص التي تنتظر من يأتي ويتحدث عنها.

حكيم
حكيم

فيلم سُبات Hibernate

جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان سينمانا الدولي، كانت من نصيب فيلم “سُبات” للمخرج السوري حسام حمو، لتأتي هذه الجائزة إلى جانب 16 مشاركة أخرى لهذا الفيلم في مهرجانات عربية وعالمية، بينها مهرجان الفيلم العربي بفرنسا، ومهرجان تورنتو الدولي للأفلام القصيرة.

يقول حمو عن عمله أنه “فيلم مستقل بقالب سلس، يتحدث عن واقعنا المعاش بطريقة جديدة”.

فيلم سبات
فيلم سبات

مهرجان الإسماعيلية السينمائي

بين 14 آذار وحتى الـ 20 منه، انطلقت فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة بمصر،
الذي ضم في دورته الـ 24 لهذا العام، 16 فيلماً عربياً.

الفيلم السوري “الخروج إلى الداخل” للمخرجة لوتس مسعود،
كان من ضمن الترشيحات عن فئة الفيلم الروائي القصير، لكنه لم يوفق بحصد أي من الجوائز الثلاث الأولى.

فكرة هذا الفيلم القصير اختارتها مسعود لتكون تجسيداً لمرحلة ما بعد الحرب السورية،
أما أحداثه، فتدور حول شاب يخرج من مصح نفسي بعد أن أمضى فيه سنوات عدة،
وتبدأ رحلة البحث عن عائلته، لكن تغير ملامح مدينته، وشوارعها غير المألوفة له، ت
شكل صدمة نفسية جديدة له.

فئة أفلام البورتريه ضمن فعاليات المهرجان، كانت أيضاً البوابة لعرض أول لفيلم “صول” الوثائقي،
إخراج زهرة البودي، وما حمله من خليط لمشاعر الأمل والألم،
في قصة المؤلف الموسيقي السوري “غابي صهيوني”،
الذي جاء إلى هذه الدنيا فاقداً للبصر، وأصيب بعمر الـ4 سنوات،
بمرض نادر في العظام يصيب واحداً من كل مليون شخص.

تصف مخرجة العمل زهرة البودي إنجازها السينمائي بأنه “كضوء لنفقنا الذي لا ينتهي”،
وتقول: “أن تعيش اليوم في هذا البلد هو ولادة،
أن تعيش وتفكر في صناعة سينما هو رغبة في الاستمرارية والحياة،
أن تنهي صناعة فيلم بعد 7 سنوات محاولة هو معجزة بحد ذاتها”.

مهرجان الاسماعيلية
مهرجان الاسماعيلية

جوائز النقاد للدراما العربية

رغم تفاوت مستويات الأعمال التي قدمتها الدراما السورية في سنوات العقد الأخير، فقد نجحت في الأشهر الأربعة الماضية بأن تكون حاضرة في بعض المهرجانات المعنية بالأعمال الدرامية.
وبعد عام من العمل والتقييم لكل الأعمال الدرامية التي عرضت في عام 2022 على مستوى الوطن العربي، اختارت إدارة جوائز “النقاد للدراما العربية” في مصر،
أن تمنح جائزة أفضل مسلسل غير مصري، لمسلسل “كسر عظم” (تأليف علي معين صالح، إخراج رشا شربتجي).

جماهيرية واسعة حققها هذا العمل في موسم رمضان 2022،
تطرق حينها إلى قضايا حساسة، وإلى الواقع الاجتماعي في البلاد،
وأيضاً، معاناة فئة الشباب ومحاولة فهم مستقبلها وتكوينه، ومواضيع أخرى كثيرة،
خلقت هذه الخلطة الدرامية، التي استبشر بها السوريون،
بأن تكون البوابة التي ستعبر منها الدراما السورية مجدداً نحو الألق.

في الجوائز ذاتها، نال الفنان غسان مسعود جائزة أفضل ممثل في عمل غير مصري،
عن دوره بمسلسل “مع وقف التنفيذ” (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج سيف سبيعي)،
وجائزة أفضل ممثلة في عمل غير مصري، كانت من نصيب سلاف فواخرجي، عن العمل ذاته.

وفي تلك “الدراما السوداء”، كما أطلق عليها البعض،
نرى شخصيات، يغلب عليها طابع الشر والجشع، تتقاطع حكاياتها في “حارة العطارين”،
التي تعود الحياة إليها بعد سنين من الحرب.
وبين الماضي والحاضر، تتصاعد الأزمات، وتتكشف الحقائق تباعاً ضمن حلقات هذا المسلسل،
الذي نجح أبطاله بأن يقدموا عملاً واقعياً وجريئأ،
حجز لنفسه مقعداً ضمن أعمال رمضان 2022 المميزة.

جائزة صناع الترفيه في  Joy Awards

يوصف هذا الحفل بأنه أضخم حدث يحتفي بصناع الترفيه في العالم العربي بمجال الفن والسينما والدراما والموسيقى والرياضة، ويقام في العاصمة السعودية ضمن فعاليات موسم الرياض، وتُمنح فيه جائزة صناعة الترفيه، بناء على رأي الجمهور فقط، ودون أي معايير أخرى.

إنجاز سوري يتيم فقط، كان في دورة هذا العام، لأغنية أصالة “شكراً” التي ربحت جائزة أفضل أغنية، وذلك رغم وجود أسماء سورية في خمسة فئات أخرى، باسل خياط وقصي خولي ترشحا لجائزة أفضل ممثل عن فئة المسلسلات، وتيم حسن عن فئة السينما، وفيلم الهيبة عن جائزة أفضل فيلم، وأصالة عن جائزة أفضل مطربة.

جوي اووردز
جوي اووردز

أكثر ما كان لافتاً في هذا الحفل، خاصة بالنسبة للسوريين،
هي الكلمة التي وجهها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه،
وهي الجهة المسؤؤولة عن تنظيم الحفل،
والذي عبر في كلمة له عن اشتياقه للدراما السورية وسعادته برؤية بعض الفنانين من سوريا،
وقال: “أكثر ما لمسني بالحفل هو رؤية فنانين من سوريا الحبيبة اللي وحشتنا كتير.. شكراً على وجودكم معنا،
نحن نفتقد الدراما السورية بشدة ونتمنى العودة قريباً بأعمال زاهرة”.

مقالات ذات صلة

- Advertisment -

الأكثر شهرة